د.ريم حرفوش
نحرر مشاعرنا من الزنزانة الانفرادية ..
كلّما حاصرنا العجز وكبّل منا النبض والخطوات ..
نعود أدراجنا إلى نقطة الصفر ..
العودة للوراء مؤلمة ..
الاعتراف أن الأمور ليست بخير ..
هزيمة موثقة وموت معلن للأرواح ..
يغافلنا الصدأ يزحف لكل مفاصل حياتنا ..
نجتر خيباتنا ببطء بلامبالاة ..
لم لاتأت صدفة بلا موعد ..
نستفيض بكلمات الحب والغزل عوضاً عن الثرثرات الفارغة ..
كن جريئاً لمرة واحدة فقط ولتكن الأخيرة ..
لن تشتعل الأرض ولن تحترق السماء ..
إن تصافحنا و تركنا أذرعنا تتسلل للعناق ..
لم يعد الوقت بيننا كافياً ..
فكل شئ يحتضر ..
من الحماقة المراوغة على هلوسات الاشتياق ..
وتجميل التشوه الحاصل في الأعماق ..
لا شيء يمكنه معافاة التشظي الحاصل فينا ..
غارقون بمستنقع التآكل والتلاشي ..
الاستمرار وسط الألغام في حد ذاته إعجازٌ ..
نستيقظ كل صباح ..
نلاحق الأخبار بترقب وشغف ..
يصرخ أحدٌ ما فرحاً لقد فُرِجت ألم أقل لكم ..
نبتسم بكل الملل ..
أمممم فقدنا الثقة كالراعي الكذاب ..
نتابع احتساء قهوتنا المرّة بطعم العلقم ..
همس صبي الدكان البارحة ..
لا تشتري .. إنهم يغشونها ..
نعم .. لم يعد لها مذاقاً ورائحة تشبهك ..
وقارئة الفنجان ماعادت تراك فيه ..
غادرت كما الوطن بلا عودة ذات مغيب ..
لايعقل أن يمر كل هذا الوقت ..
ولايشفق علينا الإله ويمنحنا خطاً مفتوحاً للسماء ..
ربما عندما يمتلأ الفضاء بالنداء ..
ينتفض الوطن من تحت الرماد ..
أتعلم !؟ أتابع بكل الصبر الانتظار ..
واثقة .. في لحظة الصحو ستعودان معاً ..
قد نختلف وحتماً كالعادة لن نتفق ..
ولكن ..
نحررمشاعرنا من سجنها الانفرادي بعد طول انتظار ..
نتصافح ..
يهمس النبض ..
يعلو الخفقان …..
ينتهي الكلام على حدود العناق ……..
(اخبار سوريا الوطن ٢-الكاتبة)