آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » هل سيتمكن أيّ رئيس غير ترامب من دخول البيت الأبيض؟

هل سيتمكن أيّ رئيس غير ترامب من دخول البيت الأبيض؟

 

 

علي عبود

 

يستخفّ الكثيرون بتصريحات الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، ولا يأخذونها على محمل الجدّ، على الرغم من أن أنصاره سبق وغزوا الكونغرس في 7/1/2021 بعد إعلانه في خطبة تحريضية أمام حشودهم: “لن نستسلم أبدا، ولن نتنازل، ولن نعترف بالهزيمة في الانتخابات”.

وربما تكون المرة الأولى التي يستعدّ فيها رئيس سابق لخوض انتخابات رئاسية جديدة على مدى السنوات الأربعة الماضية، ولم يتوقف خلالها عن إطلاق التصريحات الإستفزازية والعدائية ضد خصومه متهما الحكومة العميقة بتزوير الانتخابات في عام 2020 كي لايبقى رئيسا لأمريكا!

وهاهو ترامب يثير عاصفة من الإحتجاجات، بل ويرسم سيناريو في منتهى الرعب لمستقبل أمريكا في حال منعت الحكومة العميقة من وصوله إلى البيت الأبيض، وقالها جازما وحاسما: “إذا لم أفز في الانتخابات فلست متأكدا من أن انتخابات أخرى ستجري في البلاد”!

وبدا هذا التصريح وكأنّه رسالة تهديد للحكومة العميقة عنوانها: إما أنا أو الحرب الأهليةّ!

ولا يبدو أن الرئيس السابق ترامب يُهوّل، فمن حرّض أنصاره على غزو الكونغرس سابقا، لن يتردد من فعل أكثر منها، فالرجل لديه قاعدة صلبة من المؤيدين تصل إلى 40 مليون متعصب، مستعدة لإثارة الإضطرابات المسلحة، سواء بقي أم خرج من صفوف الحزب الجمهوري، وبالتالي فهو أكثر من جدّي عندما أعلنها بصوت عالٍ وواضح جدا: “إذا لم يتم إنتخابي، فسيكون ذلك بمثابة حمام دم للجميع، وهذا أقل مايمكن أن يحدث”!.

وربما كانت رئيسة مجلس النواب السابقة الديموقراطية نانسي بيلوسي الوحيدة التي دعت إلى أخذ “تنبؤات ترامب بحمام دم على محمل الجد”، فهي قد عاشت ساعات من الرعب خلال اقتحام أنصار ترامب للكونغرس الأمريكي، وهو حدث غير مسبوق، ومؤشّر قوي على أن ترامب خلال سنوات رئاسته قد أسس لاندلاع حرب أهلية، ربما لأنه وجد فيها السلاح الأمضى لمواجهة الحكومة العميقة في أمريكا!

التصريحات الأخيرة لترامب تطرح سؤالا لم يكن يخطر على بال أي مركز للبحوث في أمريكا: هل انتخابات الرئاسة في عام 2024 ستكون الأخيرة، وستكون الشرارة التي ستفجّر حربا أهلية جديدة في أمريكا؟

قد لايصدق الكثيرون أن الولايات المتحدة الأمريكية على حافة حرب اهلية جديدة، بل قد يعتبر البعض أن الأمر مجرد “برووباغندا” معادية للأمريكان .. أو مزحة ثقيلة!

ولكن الأمر سيختلف عندما نكتشف أن من يتوقع حربا أهلية في أمريكا ليس ترامب فقط، بل هم باحثون وكتّاب أمريكان لا عرب ولا روس ولا حتى محللون من قارة أوروبا العجوز!

واللافت أن التخوّف من حرب أهلية جديدة في أمريكا زاد بعد فوز دونالد ترامب بالبيت الأبيض عام 2016، بل أن البعض حذر خلال سباق الرئاسة السابق من فوز ترامب نظرا لما يحمله من آراء عنصرية متشددة سيعمل على تجسيدها وتنفيذها عندما يصبح رئيسا.

الجديد الآن هو التحذير بإندلاع “حمامات دم ”ستكون المؤججة لحرب أهلية جديدة إذا منعت الحكومة العميقة من وصول ترامب إلى البيت الأبيض، والسؤال: ماالخيارات أمام الحكومة العميقة بعد تهديدات ترامب الذي يترأس كتلة صلبة من الأمريكيين المتعصبين لايقل عددها عن 40 مليون أمريكي؟

يرى بعض المحللين الإستراتيجيين أن العاصفة بدأت، ولن يتمكن أحد من مواجهتها، لأن ترامب قد أسّس فعلا لحرب أهلية جديدة، وإن هذه الحرب ستندلع خلال العشر سنوات القادمة حتى لو تم انتخابه في تشرين الثاني القادم رئيسا لأمريكا، أو ستندلع فورا إذا أغتيل في ظروف غامضة كما حصل مع سلفه جون كنيدي!

والسؤال : ما أسباب امكانية نشوب حرب أهلية جديدة في امريكا؟

يؤكد الكثير من الكتاب والمحللين والمسؤولين السابقين أن الأسباب لفرضية انفجار حرب أهلية جديدة في امريكا كثيرة ومتوفرة في غالبية الولايات الأمريكية أبرزها :

ـ الصدامات العنيفة المستمرة بين مواطنى الولايات المتحدة من السود وقوات الشرطة ما زاد من الحنق والانقسام داخل المجتمع الأمريكى.

ـ بروز جماعات القوميين البيض من جهة ،يقابلها جماعة عنف جديدة متطرفة من السود .

ـ تزايد انتهاكات الشرطة الأمريكية ضد الأمريكيين من أصل إفريقى وأبرزها قتل 748 شخصا على يد الشرطة الأمريكية خلال عام 2017 بينهم 168 أمريكيا من أصحاب البشرة السمراء.

وإذا كان البعض يشكك بوجود جماعة متطرفو“الهوية السوداء” فإن جماعات “القوميين البيض” المتطرفة انطلقت عمليا في كل المظاهرات العنيفة !

ـ أحداث “شارلوتسفيل ” في عام 2017 كانت الإشارة الأولى لبداية الحرب الأهلية.

ويرى تقرير لمكتب (أف بي أي ) صدر عام 2020 انه في حال وجود منظمة “الهوية السوداء” المتطرفة فهذا يزيد من احتمالية قيامهم بشن هجمات ردا على الإنتهاكات والعنف الذي يتعرض لها السود من اصل أفريقي.

ورصد مكتب التحقيقات الفيدرالي وجود تسع حركات متطرفة على الأقل فى الولايات المتحدة، وتشمل “المتفوقون البيض والهويات السوداء، والميليشيات، وسيادة المواطنين، والفوضويين، والإجهاض، وحقوق الحيوان، والحقوق البيئية، والنزعة القومية البورتوريكية”.

الخلاصة: صحيح أن العنصرية لم تختف في الولايات المتحدة منذ توقفت الحرب الأهلية الأمريكية الأولى ، لكنها لم تصل إلى مرحلة خطيرة كما هي الآن، لأن الرؤساء الأمريكيين كانوا يعالجونها من خلال قوانين وقرارات وإجراءات ، ولكن مع وصول ترامب إلى الرئاسة في عام 2016 تغير كل شيىء، فالرجل عنصري حتى العظم وبدأ عهده بعدد من القرارات العنصرية ضد مواطنيه وضد الدول المجاورة،وكل من يفكر بالهجرة إلى أمريكا، كما ان ترامب لايخفي عداءه للأمريكيين من أصول أفريقية ومكسيكية خلال حملته الانتخابية الجديدة التي بدأها مبكرا، مهددا بعدم تمكن أيّ رئيس غيره من دخول البيت الأبيض في كانون الثاني 2025!!

 

(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

آن الآوان لتعديل قانون الانتخابات؟

  علي عبود للمرة الأولى يفعلها مجلس الشعب ويقترح فقدان عضوية ثلاثة فائزين بالدور التشريعي الرابع لفقدانهم أحد شروط العضوية في المجلس، وهو حملهم لجنسية ...