هل سيشعل فوز بايدن الحرب بين اسرائيل وايران؟
تتخوف إسرائيل بشدة من عودة المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن حال وصوله إلى البيت الأبيض إلى الاتفاق النووي مع إيران الذي انسحبت منه بلاده عام 2018.
ولم تعلن بعد النتائج الرسمية لانتخابات الرئاسة الأمريكية التي جرت الثلاثاء، إلا أن المؤشرات تشير إلى تقدم بايدن على منافسه المرشح الجمهوري دونالد ترامب.
والأربعاء الماضي، قال وزير الاستيطان الإسرائيلي تسحي هانغبي، في تصريحات لـ”القناة 13″ الإسرائيلية: “لقد قال بايدن علانية لفترة طويلة إنه سيعود إلى الاتفاق النووي”.
وأضاف : “أرى أن هذا الأمر سيؤدي إلى مواجهة بين إسرائيل وإيران”، مشيرا إلى أنه “غير قلق بشأن فوز بايدن المحتمل على معظم الجبهات، بما في ذلك مسألة المستوطنات، لكن إيران استثناء صارخ”.
وتابع هانغبي: “رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأنا ومعظم الإسرائيليين قلنا إننا نرى أن صفقة إيران التي وقعتها إدارة (الرئيس الأمريكي السابق باراك) أوباما في عام 2015 خاطئة”.
وأضاف: “إذا التزم بايدن بهذه السياسة، فستحدث في النهاية مواجهة عنيفة بين إسرائيل وإيران”.
ويستبعد مراقبون حديث المسؤول الإسرائيلي بشأن إمكانية اندلاع مواجهة مع إيران، مؤكدين أن الأمر مجرد مناورة لجذب أنظار الشارع الإسرائيلي بعيدًا عن تهم الفساد المتهم فيها نتنياهو، وكذلك عن التظاهرات المندلعة هناك.
ومنذ 20 أسبوعا تشهد إسرائيل تظاهرات مطالبة باستقالة نتنياهو بدعوى فشل حكومته في إدارة أزمة “جائحة كورونا”، وكذلك في ظل اتهامه رسميا بالفساد وخيانة الأمانة والاحتيال في 3 قضايا فساد بدأت محاكمته بها في 24 مايو/آيار الماضي.
هروب من الواقع
وأضاف في تصريحات لـ “سبوتنيك”، أن “إسرائيل تعلم جيدًا أن إيران ليست بالدولة البسيطة، أو سهلة المنال خاصة في ظل الظروف الحالية، وتعلم جيدًا أن طهران يمكنها أن تخوض حربًا شرسة معها”.
واعتبر أن “نتنياهو يريد فقط أن يحظى بدعم شعبي في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها، من تظاهرات وتقديم لوائح اتهام ضده تتعلق بتهم فساد وخيانة الأمانة، هو يريد أن يوجه الأنظار وكأنه هو القادر على مواجهة طهران”.
وأشار إلى أن “الاتحاد الأوروبي وكذلك الإدارة الأمريكية الجديدة لا يمكنهم الموافقة على هذه المغامرة الحمقاء، التي يريد نتنياهو خوضها”.
فتيل الحرب
من جانبه قال عماد أبشناس، المحلل السياسي الإيراني، إن “الإسرائيليين وبعض أصدقاءهم العرب سعوا لإشعال فتيل الحرب خلال الولاية الأولى لترامب الذي تجنب الانجرار في لعبتهم، لكنه أجبر العرب على صرف أموالهم لشراء الأسلحة والتحضير لهذه الحرب”.
وأضاف في تصريحات لـ “سبونتينك” : “من جهة أخرى أحرق بعض العرب ورقة مهمة جدا لدعم ترامب وهي فضح علاقاتهم مع إسرائيل، أملا بأن يأتي ترامب مجددا و يحارب حتى آخر جندي أمريكي ضد ايران”.
ووقعت الإمارات والبحرين منتصف شهر سبتمبر/أيلول الماضي على اتفاقي سلام مع إسرائيل، في البيت الأبيض برعاية الرئيس ترامب، ولاحقا أعلن السودان موافقته على تطبيع العلاقات مع تل أبيب.
وتابع أبشناس: “اليوم وإذا ما انتصر بايدن فكل هذه الخطط والأموال التي صرفت تكون قد احترقت، ولهذا من الممكن أن يحاول الإسرائيليون إشعال فتيل الحرب عبر هجوم أو عملية تجر إيران إلى رد ضد الدول العربية في الخليج ومن ثم تجر الولايات المتحدة للحرب كما حصل مع (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين”.
وأكد أن “أكثر الدول تضررا في هذه المعركة إن حدثت سوف تكون الدول العربية خاصة الخليجية وأكثرها استفادة هي إسرائيل”.
وأمس الأول (الخميس)، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، رفض بلاده لمساعي إيران امتلاك أسلحة نووية.
وبحسب موقع “i24″، أضاف غانتس خلال استقباله إيمانويل جيوفريه سفير الاتحاد الأوروبي لدى إسرائيل أن “سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية يفتح سباق تسلح في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ولن تحقق أية اتفاقية مع إيران النتيجة المرجوة”.
وأكد غانتس أنه “يثق أن الإدارة الأمريكية بغض النظر عن نتائج الانتخابات، ستعمل على كبح العدوان الإيراني في المنطقة ومنع طهران من تطوير قدراتها النووية”، حسب تعبيره.
وتابع: “إيران النووية سوف تهدد دولا أخرى في المنطقة ومن ضمنها إسرائيل، لذا فإن أي اتفاق مع إيران يجب أن ينظر إلى الواقع بطريقة صحيحة، لذلك لا بديل لسياسة الضغط الأقصى”.
وكثيرا ما أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بحرص واشنطن على منع إيران من امتلاح سلاح نووي، من خلال الانسحاب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات على طهران ومنعها من تعزيز قدراتها العسكرية.
وكان وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف أكد في لقاء مع قناة “CBS News”، أن “إيران لا تفضل أحدا على الآخر بين المتنافسين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وشدد ظريف على أن “طهران لن تعيد التفاوض على الاتفاق النووي، حتى لو فاز المرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية جو بايدن”.
وفي مايو/آيار 2018 انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران الموقع عام 2015.
وفي أغسطس/آب 2018 ، فرضت واشنطن عقوبات على طهران لدفعها إلى توقيع اتفاق جديد والحد من نفوذها الإقليمي.
سيريا هوم نيوز /4/ اقات الشام