آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » هل سيفاجئ ترامب ميليشيات “قسد” ؟

هل سيفاجئ ترامب ميليشيات “قسد” ؟

 

 

 

علي عبود

 

من المؤكد أن ميليشيات “قسد” الإنفصالية قلقة جدا من بدء ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمهامه في العشرين من كانون الثاني القادم، فما من ضمانات بأن ترامب لن يفعلها مجددا وبقوة هذه المرة، ويأمر بسحب الجنود الأمريكيين من سورية!

وما يُعزز هذا القلق لدى قيادات “قسد” الإنفصالية التي تلقت دعما كبيرا من إدارة جو بايدن على مدى السنوات الأربع الماضية، إن ترامب ليس من هواة إثارة الحروب والفوضى في العالم، فهو رجل صفقات من الطراز الأول، ولن يدعم حتى حليفته أوروبا إن لم “تدفع” الأموال لازدهار أمريكا!

ونجزم إن قيادات “قسد” شعرت بالخوف وليس بالقلق فقط من تصريح “مايك والتز” الأخير مرشح الرئيس الأمريكي ترامب كمستشار للأمن القومي، فهو مؤشر بأن الإدارة الأمريكية الجديدة ستتركها وحيدة دون أيّ دعم، مايعني تبديد أوهامها بإقامة كيان إنفصالي مستقل عن سورية.

لقد أكد “والتز” بتصريح لافت جدا يتاريخ 23/ 12/2024: (نحن لانحتاج إلى أيّ جنود أمريكيين في سورية)!

وليست المرة الأولى التي تتخلى فيها أمريكا عن دعم القيادات الكردية فقد كانت من أبرز المعارضين لانفصال إقليم كردستان عن العراق، وهي قطعا لن يكون خيارها محاربة أنقرة كي يحقق أكراد سورية دولة مستقلة على حدود تركيا والعراق، فدعمها لميليشيا قسد لن يتجاوز نطاق محاربة داعش!

وتُخطئ ميليشيات “قسد” الإنفصالية كثيرا إن راهنت على “ترامب الثاني”، فهو مختلف تماما عن “ترامب الأول” فقد شكّل فريقه مبكرا، وحدد أهدافه بوضوح وهي مختصرة بكلمتين: أمريكا أولاً!

ومن المؤكد أن قيادات ميليشيات “قسد” الإنفصالية تتذكر هذه الأيام التصريح الشهير لترامب في 19/12/2018: (لقد ربحنا المعركة ضد داعش وسيعود جميع أولادنا وشاباتنا ورجالنا.. سيعودون حالا.. لايوجد الآن سبب لبقائنا الآن).

وإذا كانت إدارة بايدن تحاول إحياء خطر داعش مجددا كي تُرغم “ترامب الثاني” على إبقاء القوات الأمريكية في سورية لدعم الأكراد مع استمرار تهديداتهم للأمن القومي التركي، فإن ترامب حسب المؤشرات لن يتراجع عن قراره بسحب هذه القوات كما فعلها سابقا بضغط من الحكومة العميقة، فمستشاره للأمن القومي أعلنها بكل وضوح: “نحن لانحتاج إلى أيّ جنود أمريكيين في سورية”!

ونشير إلى أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض ثانية أثارت بعد أيام من إعلان فوزه في السباق الرئاسي تساؤلا بارزا: هل سيفاجئ ترامب قيادات ميليشيات “قسد” الإنفصالية ويسحب القوات الأمريكية من سورية أم سيُبقي عليها؟

كما قلنا إن إدارة بايدن حاولت “حشر” ترامب الثاني ووضعه في موقف حرج من خلال زيادة عدد وعتاد القوات الأمريكية في سورية بذريعة عودة داعش مجددا، وبالسماح لقوات “قسد” الإنفصالية برفع العلم الأمريكي على مواقعها لتحميها وتمنع انسحابها من المدن والقرى التي احتلتها في السنوات الماضية، لكن الردّ أتى سريعا من مستشار ترامب للأمن القومي: (نحن لانحتاج إلى أيّ جنود أمريكيين في سورية)!

أكثر من ذلك، إذا كان ترامب الأول تراجع عن قراره بسحب القوات الأمريكية من سورية استجابة لذرائع الحكومة العميقة بأن هذا الانسحاب هو هزيمة لأمريكا أمام الوجودين الإيراني والروسي في سورية، فإن هذه الذرائع لم تعد موجودة الآن، وبالتالي لن يتردد ترامب الثاني بسحب القوات الأمريكية من سورية، مع منح الأكراد ضمانات شفوية لن تتيح لهم قطعا إقامة أيّ نوع من الحكم الذاتي أوالإنفصالي!

وفي هذا السياق لم يكن اختيار الرئيس المنتخب ترامب للنائبة الديمقراطية “تولسي غابارد” للعمل كمديرة للإستخبارات الوطنية مصادفة، فقد كانت من أشد المنتقدين للتدخل العسكري الأمريكي في سورية، مايعني أن ترامب الثاني مع فريق عمله سيتخذ قرارا خلال الأشهر الأولى من ولايته بسحب قواته من سورية مع إمكانية منح تعهد “شفوي” ربما بحماية الأكراد من أي هجمات تركية مقابل تخليهم عن النزعات الإنفصالية عن سورية وإقامة كيان شبيه بإقليم كردستان على الحدود التركية والعراقبة!

الخلاصة: ستتبدّد خطط قيادات “قسد” بالإنفصال عن سورية مع دخول ترامب الثاني إلى البيت الأبيض في 20/1/2025 فهو كان معارضا دائما، ولا يزال معارضا بقوة أكثر، للوجود الأمريكي في سورية بما في ذلك قاعدة التنف، ولن يتردد هذه المرة بتنفيذ أقواله كما أعلن مستشاره للأمن القومي: (نحن لانحتاج إلى أيّ جنود أمريكيين في سورية)!

(موقع اخبار سوريا الوطن-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أنتم لستم من زبائننا.. !!

    علي عبود   كانت أهم المعوقات التي تواجه المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر على مدى السنوات الماضية هي التمويل اللازم لانطلاقها، فقد تفنّنت المصارف ...