آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » هل سيُعقَد اجتماع باريس الخُماسي الاثنين لإنقاذ لبنان أو وضع خريطةِ طريقٍ لتفجيرِ حربٍ أهليّة؟ ومن الذي أعطى هذه الدّول الحقّ في وضعِ مُواصفات الرئيس الجديد وفرضها على البرلمان؟ ولماذا كانت دولة الاحتِلال الحاضِر الغائِب فيه؟

هل سيُعقَد اجتماع باريس الخُماسي الاثنين لإنقاذ لبنان أو وضع خريطةِ طريقٍ لتفجيرِ حربٍ أهليّة؟ ومن الذي أعطى هذه الدّول الحقّ في وضعِ مُواصفات الرئيس الجديد وفرضها على البرلمان؟ ولماذا كانت دولة الاحتِلال الحاضِر الغائِب فيه؟

تحتضن العاصمة الفرنسيّة باريس بعد غَدٍ الاثنين لقاءً يضمّ مُمثّلين عن خمس دول هي الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربيّة السعوديّة وقطر، من أجلِ وضع خريطة طريق للخُروج من الأزمةِ اللبنانيّة وتحديد مُواصفاتٍ للرئيس الجديد يُؤدّي الأخذ بها إلى إنهاءِ حالةِ الفراغ السياسيّ الحاليّة المُستمرّة مُنذ مُغادرة الرئيس السّابق ميشيل عون قصر بعبدا في تشرين أوّل (أكتوبر) الماضي.

حتّى هذه اللّحظة لم تكشف هذه الدّول، والدّول الحاضنة للاجتماع تحديدًا عن خريطةِ الطّريق هذه، ولا المُواصفات المطلوب توفّرها في الرئيس الجديد من وجهة نظرها، ولكن من المُؤكّد أنها (أيّ المُواصفات) تتناقض كُلّيًّا مع تلك التي حدّدها السيّد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله وحُلفائه في السّاحة اللبنانيّة، سواءً في حركة أمل، أو التيّار الوطني الحُر، أو حزب المردة وغيرهم.

السيّد نصر الله قال إن هذا التّكتّل لا يُريد رئيسًا يطعن المُقاومة في الظّهر، يُباع ويُشترى، ويتلقّى تعليماته من السّفارة الأمريكيّة في بيروت، وشدّد في خِطاباته الأخيرة على هذه الشّروط، وسط أنباء تُؤكّد أن مُعظم هذه المُواصفات تتوفّر في السيّد سليمان فرنجية زعيم حزب المردة، ومن المُؤكّد أنها، أيّ شُروطه، ستُقابل بالرّفض في اجتماعِ باريس وبالإجماع.

التكتّل النّيابي الآخَر الذي يتزعّمه سمير جعجع قائد حزب القوّات اللبنانيّة طرح المُرشّح ميشيل معوّض نجل الرئيس الأسبق كمُرشّحه للرّئاسة، ولكنّه لم يحصل على الأصوات المطلوبة في مجلس النوّاب في أكثر من 15 جلسة، وهُناك تقارير تتحدّث عن طرحِ اسم الجِنرال جوزيف عون قائد الجيش كخِيارٍ ثالث، بدَعمٍ من الدّول المُجتمعة الاثنين في باريس.

في لبنان ديمقراطيّةٌ لم يُشكّك أحد في نزاهتها، ونتائج صناديق اقتِراعها، وإن كانت هُناك بعض تحفّظات على مُعظم قادة الإقطاع السّياسي الذي يُسيطر على الأحزاب السياسيّة والبرلمان اللّبناني بالتّالي، ومن المُفارقة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أكّد على ضرورة تغيير هذه القِيادات هو ودولته من أكثر الدّاعمين لهؤلاء القادة الإقطاعيين المُتمترسين في السّلطة، والمُهيمنين على الأحزاب، والعمليّة السياسيّة والاقتصاديّة في البِلاد طِوال العُقود الماضية.

نخشى أن تكون خريطة الطّريق التي سيضعها هذا الاجتِماع الباريسي ليست لإنقاذ لبنان، وإنّما توريطه في حربٍ أهليّة، لأنّها تدعم التّقسيمات الطائفيّة، وتنحاز إلى جانبِ فريقٍ ضدّ آخَر، والفريق الآخَر هو تكتّل المُقاومة الذي يتزعّمه حزب الله الموضوع على لوائِح الإرهاب الأمريكيّة ومُعظم الأوروبيّة.

لا نعرف من الذي أعطى الدّول الخمس الحقّ في اختِيارِ رئيسٍ للبنان وفق مُواصفاتها وعدم ترك هذا الحق للبرلمان اللبناني ونوّابه الذين جرى انتِخابهم من قِبَل الشّعب في انتخاباتٍ لم يُشَكّك أحد في نزاهتها، إذا كان هؤلاء يُؤمنون فِعلًا بالديمقراطيّة مثلما يدّعون.

اختِيار الرئيس اللبناني عبر تصويتٍ حُرٍّ من قِبَل نوّاب البرلمان يتم عن طريق التّوافق الدّاخلي، بين جميع الكُتَل أو مُعظمها، وعبر التّصويت السّرّي، فلماذا يُريدون كسْر هذه القاعدة في مُؤتمر باريس، وفرض رئيس وِفْق مُواصفات الدّول الخمْس المُشاركة فيه، وليس مُواصفات أغلبيّة اللّبنانيين؟

كُل عمليّات الحِصار والتّجويع والإذلال والانهِيار الاقتصادي والمالي الذي يعيشه لبنان ومُنذ سنوات الهدف منها دفع البلد إلى حربٍ أهليّة تُؤدّي إلى نَزْعِ سِلاح المُقاومة، ومن غير المُستَبعد أن يتفاقم هذا الحِصار بشَكلٍ مُضاعف مع تزايُد دعم إيران حليف “حزب الله” الرّئيسي لروسيا في حرب أوكرانيا، بتزويدها بصواريخٍ دقيقةٍ وطائراتٍ مُسيّرة غيّرت قواعد الاشتِباك لصالح موسكو، خاصّةً بعد العُدوان الإسرائيلي بالمُسيّرات الانتحاريّة على أصفهان.

سنُتابع، والكثيرون غيرنا، في لبنان والمِنطقة، هذا الاجتِماع الخُماسي، وأيدينا على قُلوبنا، والشّك يُراودنا حول ما سيُعِدّه المُشاركون فيه من “طبخةٍ” للبنان، الذي غاب مُمثّلوه أو مُعظمهم عنه، فكون الولايات المتحدة هي الدّاعية، والمُتَزعّمة له، أمْرٌ لا يُطمئِن، ويدعو إلى القلق.. وما علينا إلا الانتِظار.

 

سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مسيرات اليمن في 460 ساحة.. تحت شعار “مع غزة ولبنان.. دماء الشهداء تصنع النصر”

  خرجت مسيرات حاشدة، اليوم الجمعة، في محافظات صعدة ورَيْمَة ومأرب وعدد من مديريات محافظات عَمْران وإب وتعز وحَجَّة وذَمَار والجوف والمَحْوِيت نصرة للشعبين الفلسطيني ...