في زحمة البحث عن الإنتاج الوفير كماً ونوعاً، في ظروف مناخية متغيرة قلَّ مثيلها منذ، عقدين وأكثر من الزمن، هل تحقيق الأمن الغذائي وسلامة الغذاء ، وجودتة والاستدامة البيئية للزراعة المستقبلية موجودة بأمان اليوم؟
فالاقتصاد الزراعي بات اليوم معولماً، ودخلت فيه شتى أنواع التكنولوجيا، ما يدفع بالمنتجين لاستخدام المزيد من المبيدات والمحرضات والأسمدة، بهدف زيادة الإنتاج الكمي في أصغر مساحة ممكنة، لتحقيق الأرباح بغض النظر عن أي ملوثات قد تصيب الأرض والإنسان في أن معاً، وبخاصة للخضر التي تستهلك طازجة، ومن المعروف عند استخدام الأسمدة والكيماويات الزراعية بمعدلات أعل من المطلوب تصبح ملوثات غذائية بشرية، وكذلك عندما تقدم علفاً زد على ذلك تلوث البيئة، لكن بالمقابل عند استخدامها وفق المعدلات المناسبة فإنها تحسن نوعية الإنتاج ..
غير أن سوء استعمال المبيدات والمحرضات والأسمدة أمر شائع، وهذا غير مقبول وله أثر غير صحي على السلامة العامة.
محدودية الأرض سبباً
يواجه كل المزارعين في العالم العربي ونحن منهم عوائق كثيرة اليوم فيما يتعلق بمردود الأرض وضعف الإنتاج بسبب التغيُّر المناخي القاسي، فقد وصلت درجة الحرارة قبل أيام وتحديداً في السعودية إلى ٤٩ درجة وهي أعلى معدل في العالم، إذ لم تتعدَّ في البرتغال الـ ٤٦ درجة مئوية، وهذا من شأنه أن يؤثر سلباً على الإنتاج الزراعي .
وقد حصل عندنا هنا في سوريا ارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ أثر بالتالي في الإنتاج لجهة المردود والنوعية ،فمثلاً لم تعطِ أرض مساحتها هكتارين أي عشرين دونماً أكثر من ٦ أطنان من القمح، وحتى من يدقق في تفاصيل بعض الفواكه يلاحظ أشكالها المتغيرة، زد على ذلك فهناك العجز المائي جراء قلة الواردات المطرية السنوية، والأهم من كل هذا وذاك، ضعف خصوبة التربة وانخفاض الاستثمارات في أساليب الري وتقنياته، ليأتي بعد ذلك سوء التسعير غير الملائم فمثلاً اليوم تباع أربعة كيلوغرامات بندورة بعشرة آلاف ليرة، كل ذلك يحدث في ظل نظم التسويق، وبشكل عام ينسب نحو ٥٥% من الزيادة في الإنتاج الزراعي إلى استعمال الأسمدة، قد يكون هذا في مجال العديد من الزراعات ، لكن عندنا قد لا يكون وإن حدث وكان فهذا بنسبة ضئيلة.
في السنين الماضية قد لا يكون استخدام المبيدات والأسمدة قد حدث بشكل غير مقبول وخارج الاستخدامات العلمية نظراً لارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات وضعف القوة الشرائية لدى المزارعين، لكن قد يكون حدث باستخدام مواد المكافحة الحشرية ورش المبيدات وهذا لا يقلل من شأن خطورة المنتج الزراعي الغذائي.
ومن المعروف أن المنتج السوري لايضاهيه ولا يساويه منتج مماثل في أي بلد كان، فهو يمتاز بالجودة والنكهة، ونأمل ألّا يُفرط المزارعون المقتدرون باستخدام هذه المبيدات والأسمدة والمحفزات الأخرى، على هذه الجودة والنكهة.
بالمختصر المفيد؛ إنّ سلامة الغذاء قضية أساسية للصحة العامة في العالم أجمع وقد أجرت العديد من البلدان تعديلات موسعة لمواصفاتها وأنظمتها المتعلقة بسلامة الغذاء، من خلال التعاون مع منظمة الصحة العالمية.
في هذا السياق حدّدت منظمة “الفاو ” الممارسات الزراعية الجيدة وعرفتها بأنه تطبيق المعلومات المتوافرة للتعامل من الاستدامة البيئية والاقتصادية والاجتماعية للإنتاح الزراعي وكذلك لعمليات التصنيع بهدف أن تكون مأمونة وصحية.