آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » هل فشل مشروع إثارة التوتر بين إيران والسعودية؟

هل فشل مشروع إثارة التوتر بين إيران والسعودية؟

 

لم يمضِ شهر واحد على زيارة وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إلى إيران، حيث التقى بالمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي والرئيس مسعود بزشكيان، وأكد الجانبان على فتح فصل جديد في العلاقات الطيبة بين البلدين. حتى كادت تصريحات رجل الدين الإيراني المتشدد غلام رضا قاسميان خلال موسم الحج أن تفجر أزمة جديدة.

 

 

 

وأثار قاسميان جدلاً واسعاً بعد نشره مقطع فيديو من المدينة المنورة، يتضمّن تصريحات مسيئة قال فيها: “لم يعد على السياح الذهاب إلى أنطاليا لزيارة بيوت القمار ومراكز الدعارة والحفلات الماجنة، بل يمكنهم الذهاب إلى مكة والمدينة!”. وبعد ساعات من انتشار الفيديو، ألقت الشرطة السعودية القبض عليه.

 

 

 

وقوبلت هذه التصريحات بموجة استياء عارمة في الداخل الإيراني، شملت رجال دين اعتبروا كلامه غير شرعي، وفتنة تصب في مصلحة أعداء وحدة المسلمين. واستذكر كثيرون دوره في الهجوم على السفارة السعودية في طهران عام 2011، معتبرين أن الحادثة الجديدة قد تكون محاولة لتعكير صفو العلاقات المتحسنة بين البلدين.

 

 

 

وكتب رنجبران، مستشار وزير الخارجية الإيراني، في مذكرة: “كل شيء يذكّر بسيناريو الهجوم على السفارة السعودية قبل عقد من الزمن، والذي تسبب في قطع العلاقات وتكبيد البلاد تكاليف باهظة. في موسم الحج، وفي ذروة المفاوضات النووية، ومع تصاعد تهديدات إسرائيل، ألا يبدو أن هناك خطة جديدة قيد التنفيذ؟ لكن الحكماء وأصحاب الرؤية في البلاد لن يسمحوا بذلك”.

 

 

 

وبالنسبة لطهران فإنّ التقارب الرياض يكتسب أهمية كبيرة، خاصة مع الدعم التي تبديه الأخيرة للمفاوضات الأميركية – الإيرانية التي تهدف إلى التوصل لاتفاق نووي، ومع الترحيب بهذه الخطوة من الدول العربية. كما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن البلدين اقتربا من التوصل إلى تفاهم. وفي ظل هذه المعطيات، قد تؤثر أي توترات مع البلدان الخليجية سلباً على هذه المحادثات الحساسة.

 

 

وأشار مراقبون إلى مواقف قاسميان خلال الأشهر الماضية، إذ كان من أبرز المعارضين للتفاوض مع الولايات المتحدة، وكان يطالب بشن هجوم على إسرائيل. وفي هذا السياق، تحدّث عبد الرضا داودي، المقرب من الرئيس السابق أحمدي نجاد، عن “وجود صلات بين قاسميان وعائلة يهودية في إيران”، ما قد يفسر سلوكه الأخير.

 

 

 

مواقف كبار المسؤولين الإيرانيين أظهرت بوضوح أن تصريحات قاسميان لم تحظَ بأي دعم رسمي، بل أثارت استياء واسعاً. فقد أدان النائب الأول للرئيس، ووزير الخارجية، وسفير إيران لدى السعودية، فضلًا عن رئيس بعثة الحجاج وممثل المرشد الأعلى في مراسم الحج، تلك التصريحات، وقدموا اعتذاراً رسمياً للسلطات السعودية. وأسفرت هذه الجهود عن إطلاق سراح قاسميان خلال أقل من 48 ساعة دون محاكمة، وتم ترحيله إلى طهران عبر دبي.

 

 

 

وفي تعليق ساخر، كتب الإعلامي الشهير رضا رشيدبور موجّهاً كلامه لقاسميان: “أنت الذي تعارض التفاوض مع آل سعود، هل تسمح لنا بالتفاوض معهم من أجل إطلاق سراحك؟”.

 

 

 

ومن المؤشرات على استياء القيادة العليا في إيران، ما كتبه ممثل المرشد الأعلى في القوات المسلحة علي سعيدي، إذ وصف تصريحات قاسميان بأنها نابعة من “الغرور والنرجسية والدوافع السياسية”، وأنها تؤدي إلى إثارة الفتن بين الدول الصديقة وتخدم مصالح الأعداء، مضيفاً أنها تُحمّل النظام الإسلامي “تكاليف إضافية”.

 

 

 

كذلك، أدان موقع “مشرق نيوز”، المقرب من الحرس الثوري، سلوك قاسميان، واعتبر مثل هذه التصرفات مكلفة، داعياً إلى الحذر في اختيار من يُرسل إلى موسم الحج. وتجدر الإشارة إلى أن قاسميان أُرسل إلى الحج من قبل مكتب المرجع الشيعي البارز آية الله مكارم شيرازي، الذي لم يصدر أي تعليق رسمي حتى الآن.

كذلك، أعرب عضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان عن استيائه، قائلاً: “تصريحات قاسميان لا تصب في مصلحة الشعب، ولا في مصلحة إيران، ولا في مصلحة أمن المنطقة. يجب أن نتجه نحو التهدئة لا التصعيد.”.

 

 

 

ومن اللافت أن الجماعات المتشددة التي كانت فاعلة في هجمات سابقة على سفارتي بريطانيا والسعودية في السنوات الماضية لم تكن ناشطة بشكل كبير هذه المرة، ما يرجّح أن صانعي القرار في النظام الإيراني سعوا إلى احتواء الأزمة ومنعوا أي تحركات. وعلى سبيل المثال، عندما أُعلن عن إطلاق سراح قاسميان، حاول بعض أنصاره تنظيم استقبال حاشد في مطار طهران، إلا أن المحاولة فشلت، ولم يحضر سوى عدد محدود من الأشخاص.

وطالب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي قاسميان بتقديم أدلة على اتهاماته ضد الحكومة السعودية، وإلا فإنه يجب محاكمته لمنع تكرار مثل هذه “التجربة المريرة”.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ماكرون: الاعتراف بالدولة الفلسطينية واجب أخلاقي ومطلب سياسي وعلى الأوروبيين اتخاذ موقف ضد إسرائيل بسبب القطاع وسنفقد “كل مصداقيتنا” في حال “تخلينا عن غزة”

اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة أن الاعتراف بدولة فلسطينية ليس “مجرد واجب أخلاقي، بل مطلب سياسي” معددا بعض الشروط من أجل القيام بذلك، قبل ...