كمال خلف:
قبل اسبوعين وفي تقريرلـ”راي اليوم” حول فكرة انشاء مجلس عسكري سوري انتقالي برئاسة الضابط المنشق “مناف طلاس” نقل التقرير عن شخصيات معارضة تحدثت على منصاتها و في وسائل اعلام تتبع للمعارضة السورية، ان مشروع المجلس المذكور قدم للقوى الدولية وان روسيا باتت مقتنعة بهذا الشكل من الحل الذي يلقى دعما دوليا، واشار تقرير الصحيفة الى “ان المعضلة تكمن فيما تناقشه بعض شخصيات المعارضة السورية في الخارج في العادة وحسب التجربة اوما تتحدث عنه في منصاتها الكثيرة واطلالتها بوصفه معلومات واحداث ستجري في سورية، لم يعد يلقى تجاوبا من الشارع السوري او اهتماما كبيرا، وبات ينظر اليه من باب الثرثرة والمبالغة حسب تجارب عملية مكررة” وختم التقرير ان الايام المقبلة ستحمل الجواب.
وبالفعل جاءت الاجابات بسرعة، وبات من المؤكد ان المشروع والضجيج على وسائل اعلام المعارضة السورية حول هذا المجلس الذي صور على انه حصان طرواده الذي سيحمل المعارضة الى الحكم، لم يكن سوى ثرثرة لا اساس لها.
وفي هذا الصدد وصف الرئيس المشارك للجنة الدستورية السورية عن المعارضة، “هادي البحرة،” الحديث عن إقامة “مجلس عسكري” يقود المرحلة الانتقالية في سورية، بأنه محض خيال، مؤكداً عدم وجود بديل عن العملية السياسية الجارية حالياً، والتي أعادت الدول الراعية لمفاوضات “أستانة” (روسيا وتركيا وايران) التأكيد عليها في البيان الختامي الذي صدر عقب محادثات أجراها مندوبو هذه الدول في منتجع سوتشي الروسي.
وقال البحرة عن هذا المجلس “انه من صنع الخيال والأمنيات الشخصية للبعض ولمن خلفهم، وليس له أي أساس دولي”، مضيفاً أن “من يقبل وقادر على فرض مجلس عسكري يكون قادراً على تطبيق كامل للقرار 2254”.
وقد سبق البحرة تعليق روسي على تصريحات من شخصيات معارضة اعتبرت ان روسيا تلقفت المشروع، و نفى المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف لقناة “روسيا اليوم” وجود أي محادثات حول “المجلس العسكري” السوري، مؤكدا أن ذلك تضليل متعمد بهدف نسف المحادثات والعملية السياسية.
وكان ممثل قيادة جبهة “التغيير والتحرير” رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، قدري جميل في تغريدة له على “تويتر” قد نفى أن منصتي موسكو والقاهرة سلمتا الجانب الروسي وثيقة مكتوبة حول إنشاء مجلس عسكري.. وإن الخبر لا يمت للواقع بأية صلة مستغربا توقيته وشكله ومستنكرا محتواه.
واوضح الفنان السوري جمال سليمان أنه عرض فكرة “المجلس العسكري” بصفته الشخصية، شفيها، نافيا ما ورد على لسان شخصيات معارضة مقربة منه حول وجود وثيقة مكتوبة بذلك.
وبذلك تكون فكرة المجلس العسكري ليست سوى حديث تسويق اوهام، لمن يوحي للرأي العام السوري بانه مقرب من دوائر القرار الدولية، وقادر على التأثير فيها وصناعة السياسيات.
(سيرياهوم نيوز-رأي اليوم19-2-2021)