آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » هل يتعامل المرشد مع الأعماق أم الأوراق؟ المرشدون الاجتماعيون جسر التواصل بين الطالب والمادة التعليمية والمحيط الاجتماعي

هل يتعامل المرشد مع الأعماق أم الأوراق؟ المرشدون الاجتماعيون جسر التواصل بين الطالب والمادة التعليمية والمحيط الاجتماعي

نور حمادة:
تعد عملية الإرشاد المدرسي من الخدمات التربوية المدرسية، التي تهدف إلى مساعدة التلميذ والتكفل به، من الناحية الدراسية والنفسية والاجتماعية، يقوم به متخصصون علمياً وتربوياً، تجعل من التلميذ متمكناً من فهم ذاته، ومعرفة قدراته وحصر مشكلاته ومواجهتها، وتنمية سلوكه الإيجابي، وبناء مشاريعه المستقبلية والعمل على تحقيقها، ومساعدته على التأقلم الأكاديمي ليجد نفسه في الاختصاص المناسب الذي يتلاءم مع شخصيته.
إثارة الدافعية
وبحسب المرشدة الاجتماعية سوسن جردي، إن الإرشاد يوجه الاهتمام إلى إثارة الدافعية، واستخدام أساليب تشجيعية، منها تكريم المتفوقين، وحساب الفروق الفردية، وتوجيه التلاميذ إلى طريقة المذاكرة بأفضل طريقة ممكنة، ومتابعة من لديهم تأخر دراسي، ومساعدة المدرسين على التنوع أثناء إعطاء الدروس للقضاء على الروتين، وتعزيز فكرة توافق التلميذ مع المحيط الذي يعيش فيه والتواصل مع أهله لمتابعة المشاكل التي يعاني منها إن وجدت.
يحتاج إلى الدعم
وتوضح سوسن أنه بالرغم من أهمية دور المرشد في العمل التربوي والعملية التعليمية داخل المدرسة، إلا أنه يحتاج إلى الدعم للقيام بدوره على أكمل وجه، حيث إن عمله يتطلب العديد من الأدوات والوسائل التشجيعية، مثل الهدايا والتكريمات، التي تساعد في إيصال المعلومة للتلميذ، وتحفيزه لإعطاء أفضل ما عنده، والتي تكون من ميزانية المرشد الشخصية التي يتحملها وتزيد من أعبائه المادية، علماً أن المرشد ليس لديه طبيعة عمل سوى 10 بالمئة.
كما يفتقر المرشدون إلى الدورات التدريبية المستمرة، والتي هي ضرورية جداً للعمل الإرشادي، لمواكبة التطورات التي تحصل في العملية التربوية، وتتوافق مع الخبرات الجديدة وتزيد من خبرات المرشد وتمده بالمعلومات الكافية.

تهميش لدور المرشد
وتنوّه سوسن أن هناك تهميشاً لدور المرشد في بعض المدارس، وهو أمر في غاية الخطورة وفق الاختصاص التربوي والاجتماعي، خصوصاً في الفئة العمرية 6-17 عاماً، وهي فئة التحولات والتغيرات على المستوى النفسي والعقلي والجسدي، وتالياً يفترض أن يصاحب هذه التغيرات إرشاد مدرسي، والذي يلعب دوراً رئيسياً وليس ثانوياً.
حيث إن دور المرشد في بعض المدارس يقتصر أحياناً على إشغال حصص الفراغ، وتحويل عمله إلى إداري داخل المدرسة، وليس عملاً تربوياً رغم أهمية دوره في تكوين شخصية الطفل.

جسر التواصل
كما بات المرشد النفسي أهم عنصر في المدرسة، فهو جسر التواصل بين الطالب والمادة التعليمية والمحيط الاجتماعي داخل المدرسة وخارجها، وتؤكد المرشدة النفسية سمر المشرقي، أن الإرشاد النفسي يرصد المشاكل التي تواجه الطلاب بناءً على خطط يضعها للتعامل معها، حسب نوعيتها ونسبتها، مثل مشاكل التحصيل العلمي، والمشاكل السلوكية والأسرية وتأثيرها على نفسية الطالب، إضافة للمشاكل النفسية والانفعالية التي نجدها غالباً في سن المراهقة.
وتتابع سمر: الإرشاد النفسي أصبح له الآن أسسه ونظرياته وطرقه، وأصبح له حاجة ماسّة في مدارسنا وهو ضروري خلال فترة نمو الطالب المتتالية، والتي يمر بها بفترات حرجة يحتاج فيها للإرشاد، والمميز أنه أصبح هناك تجاوب من الطلاب مع المرشد النفسي، وطلب الارشاد العلاجي لمشكلاتهم ضمن إطار السرية التامة، وهو ما يجعلهم يطمئنون للتعامل مع المرشد، إلا أن أعداد الطلاب الكبيرة تسبب عائقاً لعملنا، الذي يجعلنا نقوم بأكثر من مهمة في الوقت نفسه، وذلك بالتعاون مع الإدارة المدرسية والأهالي.

شكلت حيزاً كبيراً
بدورها أكدت دائرة الإرشاد النفسي والاجتماعي في وزارة التربية، أن العملية الإرشادية شكلت حيزاً كبيراً في العملية التربوية لأهميتها في رسم الخطط التربوية للطلاب، كما حددت الوزارة مهام المرشد النفسي والاجتماعي، وأصدرت مجموعة من البلاغات الوزارية الناظمة لعملهم، ووضع برنامج تدريبي لهم، من خلال إقامة دورات تدريبية لهم، متضمنة التعريف بالإرشاد ومدى الحاجة إليه، وتزويد المرشدين بالخطة الإرشادية السنوية في المدرسة، ضمن أسس علمية لتقديم خدمات توجيهية وإرشادية لفئة محددة من الطلاب.
كما تسعى وزارة التربية إلى تعزيز دور الإرشاد في المدارس، لمواجهة السلوكيات غير التربوية، وتعزيز لغة الحوار والاستماع بين التلاميذ، ونبذ العنف والابتعاد عنه، وتعميم نشرات إرشادية مختلفة على موقع الوزارة وتعميمها أيضاً على اختصاصيي الإرشاد، وتزويد المرشدين بالكتب الالكترونية الخاصة بالإرشاد والتربية وعلم النفس.
وكلفت الوزارة عدد من الموجهين الاختصاصيين بالإرشاد لمتابعة أداء عمل المرشدين، من خلال اللائحة التقييمية ويقوم الموجه الاختصاصي بلقاء المرشدين شهرياً لتعّرف آلية عملهم وتحديد الصعوبات التي تواجههم، والمقترحات لحلها والقيام بالجولات الميدانية على المدارس لمتابعة العملية الإرشادية.

سيرياهوم نيوز 6 – تشرين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“اليونيسيف”: أكثر من 200 طفل قُتلوا في لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين

منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” تعلن استشهاد أكثر من 200 طفل في لبنان من جرّاء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين، في وقتٍ “يجري التعامل مع ...