التبرعات لحملة الرئيس جو بايدن تتقلص، مع ازدياد الشكوك حول قدرته على الفوز في السباق الرئاسي والتغلب على الرئيس دونالد ترامب، ما جعل المانحين غير راغبين في ضخ الأموال في جهود “خاسرة”.
حذّر المانحون الديمقراطيون من تقليص التمويل والتبرعات المخصّصة لجهود الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، بسبب رفض الرئيس جو بايدن سحب ترشحه، ما يهدد بتقويض جهود الديمقراطيين لهزيمة الرئيس السابق دونالد ترامب، بحسب ما نقلت صحيفة “فايننشال تايمز” الأميركية.
ويشعر المانحون بالتردد بشأن دعم حملة بايدن، بعد أدائه “الضعيف” في المناظرة الرئاسية أمام ترامب، فيما نقلت الصحيفة عن أحد جامعي التبرعات قوله، إن مانحي الأموال “تحولوا من عدم الحماس إلى مجرد الغضب الآن”، مؤكداً صعوبة جمع الأموال لحملة الرئيس.
وأضاف جامع التبرعات أن أحد المتبرعين القدامى للحزب الديمقراطي رفض حتى سماع عرض للحصول على المال للرئيس، الذي أصبح في انتخابات عام 2020، المرشح الأول في تاريخ الولايات المتحدة الذي يستطيع جمع تبرعات بقيمة وصلت إلى أكثر من مليار دولار.
من جهتها ادّعت حملة بايدن الرئاسية أن أداءه في المناظرة ضد ترامب أواخر الشهر الماضي لم يؤثر على جمع التبرعات، مشيرةً إلى جمع ما يقارب الـ38 مليون دولار بعد المناظرة.
وتشير “فايننشال تايمز” إلى أن جهود بايدن وحملته الانتخابية تركزت في الفترة الماضية على النواب الديمقراطيين الذين دعوا الرئيس علناً إلى سحب ترشحه، فيما اكتفى بمحاولة تهدئة مخاوف المانحين في الأيام الأخيرة، عبر المشاركة في حملة اتصالات لجمع التبرعات بمساعدة رئيسة الحملة جينيفر أومالي ديلون.
ولم تقتصر دعوات بايدن للانسحاب على النواب فقط، بل شاركهم العديد من المانحين، الذين أشاروا صراحةً إلى ضعف قدرات الرئيس العقلية، منهم المؤسس المشارك لمنصة “نتفليكس” ريد هاستينغز، ومالك الفنادق ستيوارت باينوم، والممثل جورج كلوني.
وقال أحد المانحين لشبكة “ان بي سي” إنه ينوي إعادة توجيه أمواله إلى مجموعات خارجية تدعو إلى التصويت، لأنه لا يريد ترشح الرئيس بايدن وغير مقتنع بتطمينات حملته الإنتخابية.
في هذا السياق نقلت “فايننشال تايمز” عن أحد المانحين تأكيده صعوبة جمع الأموال لحملة الرئيس، معتبراً أن “الأمور تتفكك بسرعة كبيرة، وسيكون من الصعب عليه البقاء في السباق”. وقال مانح آخر إن أموال المتبرعين “في طور الجفاف”، مضيفاً أن المانحين ” لا يخططون للمساهمة، لأنهم قلقون بشأن الخسارة.”
يُذكر أن التفوق في جمع التبرعات لا يضمن بالضرورة الفوز في السباق الرئاسي، بحيث تغلب ترامب على الوزيرة والمرشحة هيلاري كلينتون في انتخابات عام 2016 على الرغم من إنفاق حملتها أكثر من انفاق حملة ترامب.
وفي انتخابات عام 2020، أصبح بايدن أول مرشح في تاريخ الولايات المتحدة يجمع تبرعات بقيمة وصلت إلى أكثر من مليار دولار، وهزم ترامب حينها الذي جمع 774 مليون دولار. ووصلت كلفة انتخابات عام 2020 إلى أكثر من 2.7 مليار دولار.
وتعتبر التبرعات أمراً بالغ الأهمية للحملات الإعلانية التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات في الانتخابات المتوقع أن تكون الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة.
سيرياهوم نيوز1-الميادين