يقف الفرقاء بانتظار الجولة الثانية في انتخابات الرئاسة التركية أمام محطة فارقة وسط غابة من التكهنات والتوقعات فيما تصر الأوساط المعارضة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الاستمرار في اغتنام “فرصة متاحة”.
وسط معمعة الانتظار يقف المرشح سنان أوغان الذي تتسلّط عليه كل أضواء الإعلام المحلي على اعتبار أن لديه حصة تصويت موجهة صالحة للحسم في الجولة الثانية.
الفكر الأيدولوجي لسنان أوغان قومي علماني أتاتوركي، بذلك يتقاسم القومية مع آردوغان والعلمانية والأتاتوركية مع كيلتشدار أوغلو ويتعارض مع آردوغان بالعلمانية والأتاتوركية والقومية الوطنية مع كيلتشدار.
أصوات سنان أوغان ليست أصوات حزبية عميقة بل أصوات اعتراض، وبما أن سنان أوغان ليس له أسبقية حزبية لا يمكن التكهن بأن له القدرة على التحكم بهذه الأصوات.
سوف يقوم كمال كيلتشدار أوغلو بمقابلة سنان أوغان هذا الأسبوع ومن المتوقع أن يقوم كيلتشدار اوغلو بعرض وزارة أو وظيفة مهمة عليه إذا قرر مناصرة المعارضة، حتى لو وافق سنان أوغان على هذا العرض، لن يتمكن بالتحكم بالقاعدة الشعبية له والتقيد بما يعلنه سنان اوغان.
يكفى أردوغان الحصول على 0.5% من أصوات سنان أوغان للفوز بالجولة الثانية.
إذا امتنع مناصروا سنان اوغان من التصويت في 28 مايو أو 0.5% منهم صوتوا لصالح أردوغان يفوز الأخير.
نسبة الناخبين الذي يعتبروا التحالف من حزب العمال الكردستاني خيانة للوطن سوف يتوجهوا لأردوغان وهذا النسبة كافية.
وحسب استطلاعات الرأي العام بأن اردوغان سوف يفوز بنسبة 53%- 55% في انتخابات 28 مايو.
“أردوغان أو السلطان رجب كما يصفه مخاصموه لن يفوز ولكن المعارضة هي التي خسرت”.. هذه هي القناعة التي رددها سياسي تركي كبير يراقب تفصيلات المشهد.
وعلى ذلك الأساس تنسجم التوقعات مع الحالة الرقمية وسط القناعة بأن الأطراف المتنافسة لديها دوافع وحوافز جدية للذهاب الى الصناديق مرة اخرى والحفاظ على نفس الزخم الذي ظهر في الجولة الاولى فيما ترجح مصادر اسلامية عربية مقربة من الحزب الحاكم في انقرة بان طاقم الرئيس اردوغان على قناعة تامة بفوزه في حال انتقال الى جولة ثانية في الانتخابات.
الشارع التركي مليء بالتكهنات الآن وليس صحيحا أن كل الاحتمالات واردة ومأزق المرشح كلتيشدار يتمثل مبكرا في انه فقد سحر ورقة الأغلبية في البرلمان مبكرا ،الامر الذي يثق المراقبون انه لن يساعده في الالتزام ببرنامجه الانتخابي المعلن والقائل بإلغاء التحول نحو النظام الرئاسي لان ذلك الإلغاء ببساطة يحتاج لأغلبية برلمانية.
ولأن فوز كلتيشدار إذا ما حصل في مفاجئة رفيعة المستوى مستبعدة حاليا قد ينتهي بحصوله على الرئاسة وسلسلة صدامات خارج سياق التعايش مع أغلبية برلمانية معارضة في وضع غير مستقر سرعان ما سيؤدي الى حل البرلمان واللعب بورقة انتخابات جديدة ومبكرة.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم