رحاب الإبراهيم
لربما اعتدنا على سماع مصطلح الفوز بـ”التزكية” بعد إجراء الانتخابات في المؤسسات العامة والخاصة، وهو ما قد يبدو “تحصيل حاصل” في انتخابات الغرف التجارية، لكن أن يعمد بعض التجار إلى تزوير بعض الوثائق المطلوبة للتمكن من خوض غمار هذه الانتخابات، فهذا يدلل على حالة الفوضى والخلل الكبير الذي أصاب القطاع التجاري، وربما ما يحصل في أسواقنا المنفلتة وكثرة المخالفات يعكس ما يعانيه هذا الـ”كار”من تصدعات، مع أنه يفترض أن يكون شريكاً فاعلاً في إدارة الملف الاقتصادي وحلحلة الأزمات المعيشية والاقتصادية وليس تعقيدها نتيجة البحث عن مصالح شخصية دون التفكير بمصالح البلاد والعباد إلا بالتصريحات الإعلامية.
اليوم ضجت مدينة حلب بصدور قائمة بأسماء التجار المقبولين لانتخابات غرفة التجارة حيث اقتصر عدد التجار الذين قبل ترشحهم على 12 تاجراً من أصل 34 مرشحاً فقط مع غياب واضح لأسماء التجار الكبار، ما يطرح تساؤلات مشروعة عن أسباب استبعاد هذا العدد الكبير من التجار رغم أن بعضهم يعدون من التجار الكبار في مدينة حلب.
“سيريا هوم نيوز” استفسر عن أسباب هذا الاستبعاد والاكتفاء بقائمة تضم 12 تاجراً فقط، حيث أكد مصدر مطلع على هذه القضية أن اللجنة المكلفة بدراسة طلبات الترشح اكتشفت وجود مخالفات جسيمة من قبل بعض التجار عبر تزوير أوراق رسمية لدخول غمار الانتخابات المقبلة، كوثيقة براءة الذمة من المالية، حيث يفترض أن يقدم التاجر براءة ذمة يؤكد فيها أنه سدد الضرائب المستحقة عليه، لكن بعد التدقيق والتمحيص في الأوراق المقدمة تبين أن بعض التجار يتوجب عليهم دفع مبالغ مالية كبيرة، إلا أنهم فضلوا تزوير هذه الوثيقة بدل دفعها مع أنها تعد حق شرعي للخزينة العامة.
وبناء عليه اتخذت اللجنة المكلفة قرار الاستبعاد بحق عدد من التجار يقدر عددهم بـ7 تجار أو أكثر، بينما تقتصر مخالفات البعض الأخر على بعض التجاوزات، التي يمكنهم الاعتراض عليها والتقدم بعد البت فيها وإثبات عدم وجود أي مخالفة تستدعي الاستبعاد النهائي واستكمال الوثائق المطلوبة، دخول السباق الانتخابي التجاري من جديد.
وعلم “سيريا هوم نيوز” أن مخالفات التجار الجسيمة التي تتعلق بتزوير براءة الذمة، قيد التحقيق حالياً، لمعرفة كيفية تزوير هذه الوثيقة الرسمية، وأسماء المشاركين في عملية التزوير ومحاسبتهم وفق القوانين الناظمة.
*تدقيق الأوراق المطلوبة
رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات زين صافي، الذي أبدى تعاوناً مع تساؤلاتنا أكد لـ” سيريا هوم نيوز” أن اللجنة المشرفة على الانتخابات بغرفة تجارة حلب مؤلفة من مندوبين من وزارة التجارة الداخلية واتحاد غرف التجارة و٤ تجار من غرفة تجارة حلب، مهمتها تدقيق الأوراق والثبوتيات المطلوبة للترشح للانتخابات، وقد تبين عند التدقيق في هذه الأوراق أن ١٢ تاجراً من أصل ٣٤ كانت أوراقهم صحيحة وكاملة وتنطبق عليها الشروط المطلوبة للانتخابات وفق القوانين المتبعة، أما من كانت أوراقه ناقصة فمنح ثلاثة أيام لتقديم طلبات الاعتراض واستكمال أوراقهم والبت فيها، فإذا كانت صحيحة سيتم اضافة أسمائهم إلى قائمة التجار المقبولين للترشح إلى انتخابات غرفة تجارة حلب.
ولفت إلى أن التجار الأربعة الموجودين ضمن اللجنة، لا يحق لهم الترشح لمنع الانحياز لأي تاجر وتمكين اللجنة من القيام بمهامها دون أي تدخلات.
*من اختصاص المالية
وفيما يخص المعلومات حول تزوير بعض التجار براءة الذمة من المالية، شدد على أن اللجنة ليس من مهامها التدقيق بهذا الأمر، الذي يعد من اختصاص مديرية المالية بحلب والجهات المختصة الأخرى، التي يقع على عاتقها فتح تحقيق بهذه المخالفات أن حصلت واتخاذ الإجراءات اللازمة أصولاً بحق المخالفين.
*فوز بالتزكية ولكن ..
وبناء عليه يمكن القول، أنه في حال الاقتصار على قائمة مرشحي غرفة تجارة حلب للانتخابات القادمة الـ١٢، وعدم تقدم التجار المرفوضة طلباتهم باعتراض إلى اللجنة واستكمال بقية الأوراق سنكون أمام تكرار لسيناريو الفوز بالتزكية، وعدم إجراء الانتخابات من أساسها، لذا يأمل أن يتمكن التجار الذين لا يوجد حولهم أي شبهة أو مخالفة جسيمة، استكمال الأوراق الناقصة والتمكن من الترشح، من أجل إجراء انتخابات ديمقراطية يتنافس فيها المرشحون ويتم من خلالها اختيار وانتقاء تجار حقيقيين قادرين على الارتقاء وتحسين أداء غرفة تجارة حلب الأعرق بين الغرف نحو الافضل وبما ينعكس خيراً على اعضائها وعلى القطاع التجاري والاقتصاد الوطني
(موقع سيرياهوم نيوز-١)