يبدأ اليوم الأربعاء الحوار الوطنى الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سعيا للوصول إلى وحدة مجتمعية، ورأبا لشقاق الماضي وآلامه.
الرئيس السيسي قالها صراحة في الاحتفال بعيد العمال: “مهما تكن التحديات الموجودة في مصر والمنطقة والعالم، فإنه طالما كنا علي قلب رجل واحد فماحدش يقدر يعمل معانا حاجة” ، وهو ما اعتبره البعض رسالة طمأنة مهمة، تأتي في توقيت حرج وأزمة خانقة.
الجميع بات مترقبا لنتائج الحوار الوطني، مؤمّلين فيه خيرا كثيرا.
الشاعر فاروق جويدة قال إن كل ما يحدث على أرضنا ويحيط بنا وما يشهده العالم من الأزمات يتطلب منا وقفة حكيمة نراجع فيها أحوالنا، مشيرا إلى أن المراجعة ليست نوعا من الرفاهية ولكنها ضرورة حين تتغير الأشياء وتتبدل المواقف.
وأضاف جويدة أن هناك عددا من القضايا تفرض نفسها على مؤتمر الحوار الوطنى إذا كنا جادين فعلا فى أن نناقش أحوالنا.
وتابع قائلا: “أولا أن قضية الحوار نفسها تطرح أمامنا أكثر من سؤال: هل نحن جادون فعلا فى أن نسمع بعضنا؟ وهل لدينا استعداد لطرح قضايانا الحقيقية أين قضايا الشباب؟ وهل يمكن أن نعيد جسور التواصل بيننا وبينهم ابتداء بقضية البطالة وتكافؤ الفرص وانتهاء بالعمل السياسي؟ وما هى حدود ذلك؟”.
ولفت إلى أن غياب الشباب الدور والعمل والممارسة يحتاج إلى المصارحة والتقارب والأمانة فى أن يحصل الشاب على فرصته حسب قدراته، لافتا إلى أننا فى حاجة لمناخ سياسى حقيقى، من أجل مستقبل أكثر انفتاحا .
وقال جويدة إن قضية العدالة لابد أن تكون لها أولوية خاصة، لأن ما حدث من انقسامات داخل المجتمع المصرى أصبح ظاهرة تهدد كل ثوابته.
وأضاف أننا فى حاجة إلى حوار يترفع عن السطحية والغوغائية وغياب الوعى ، مؤكدا أن قضايا الفكر والأديان والمقدسات لابد أن تدور فى مناخ أكثر وعيا وفهما وموضوعية وهذا يتطلب أن تعود الثقافة المصرية إلى صدارة المشهد دورا ورسالة وتأثيرا، مشيرا إلى أن تهميش الثقافة لا يتناسب مع دور مصر الثقافى والتاريخى.
وخلص إلى أن قيمة الحوار الوطنى أن يناقش قضايانا الحقيقية بلا وصاية وأن يخرج فى صورة أفكار وأهداف وبرامج تضع صورة حية لمجتمع أكثر عدالة وتقدما وأمنا، لافتا إلى أن هناك ظواهر غريبة علينا يجب أن تخضع لدراسة جادة، منها انتشار الجريمة والعنف والمخدرات والتفكك الأسرى وتراجع الأخلاق.
واختتم مؤكدا أن أهمية الحوار الآن أنه يأتى ونحن نعيش لحظة تاريخية صعبة داخليا وخارجيا وأمام تحديات تتطلب مواجهات سريعة تقوم على الدراسة وروح الجماعة والإحساس بالمسئولية، لأن مصر الآن أحوج ما تكون لتوحيد إرادتها أمام عواصف تهدد العالم كله.
لا خطوط حمراء
من جهته أقسم ضياء رشوان نقيب الصحفيين السابق ومنسق الحوار الوطني أن لا أحد قال بوجود خط أحمر واحد في الحوار الوطني، مؤكدا أنه لا يوجد توجيه ولا انحياز ولا خط أحمر.
أدوات النضال السياسي
في ذات السياق قالت الناشطة إسراء عبد الفتاح إنها تلقت دعوة لحضور الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني، المزمع انعقادها اليوم الأربعاء، مشيرة إلى أنها اتخذت قرارها بالحضور، والمشاركة بفعالية في جلسات الحوار الوطني، ضمن لجنة الحقوق والحريات، مع مقرر اللجنة د. نيفين مسعد والمقرر المساعد الأستاذ المحامي الحقوقي أحمد راغب.
وأضافت أن قناعتها دائما أن كل أدوات النضال السياسي والحقوقي ليست صالحة لكل الأوقات، ولكن اختيار الأداة المناسبة للمناخ السياسي جزء مهم من تكتيكات العمل السياسي.
وقالت إنها لا تخفي علي أحد، أن من وقت خروجها من السجن، وهي لا تملك غير الحوار والتفاوض، سواء بشكل مباشر او من خلال وسطاء، من أجل الحصول علي مكاسب مختلفة، سواء بخروج بعض سجناء الرأي، أو برفع منع السفر، وأن تتمكن من ممارسة حقها في التنقل.
وتؤكد إسراء عبد الفتاح أن خروج جميع سجناء الرأي من السجون المصرية، هو الضمانة الرئيسية لنجاح هذا الحوار، يتلوها إنهاء الحبس الاحتياطي المطول، ورفع الحجب عن المواقع المعارضة، واستكمال اجراءات الانهاء التام للقضية رقم 173 والغاء كل القرارات المتعلقة بالقضية.
وخلصت إلى أن مشاركتها في الحوار، هي جزء لا يتجزأ من مسيرة طويلة، بدأتها من حركة كفاية مرورا بإضراب ٦ ابريل ثم ثورة ٢٥ يناير، للمطالبة بالعيش والحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.
المشاركة أو الاعتذار؟
من جهته قال السياسي المصري يحيى حسين عبد الهادي إنه يقَدِّر صعوبة قرار المشاركة أو الاعتذار لمن وصلتهم الدعوة للحوار.
وأردف قائلا: “عن نفسي، جَنَّبَني اللهُ فتنةَ السؤال ومَشَقةَ الإجابة، فلم تصلني دعوةٌ لجلسة الحوار وإنما دعوةٌ لجلسة المحكمة”.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم