آخر الأخبار
الرئيسية » العلوم و التكنولوجيا » هل يمهد تدخل قادة التكنولوجيا بالسياسات الدولية إلى قيادتهم العالم؟

هل يمهد تدخل قادة التكنولوجيا بالسياسات الدولية إلى قيادتهم العالم؟

الشركات التكنولوجية لها دور ضخم جداً بولادة مرتقبة لنظام عالمي جديد، فهذه الشركات أصبح لها دور بارز في الحياة اليومية على المستوى العالمي، فيما تلعب دور كبير في استمرار الأزمات والحروب من خلال طمس المعلومات أو إظهار معلومات مغايرة للواقع.

 

الولايات المتحدة الأميركية

سياسة

اليوم 14:26

إيلون ماسك

إيلون ماسك

ترسم لقاءات إيلون ماسك مع رؤساء الدول الكبرى، بوصفه رئيساً لشركاتٍ عديدة لتكنولوجيا المعلومات وأحد أكبر أثرياء العالم، شيئاً فشيئاً، صورةً جديدة عن مراكز الثقل الممسكة بالسيطرة على القرار في العالم. فهل يتقدم قادة التكنولوجيا على مسرح قيادة العالم؟

 

في هذا الصدد، قال محلل الميادين قتيبة الصالح، إنّ تدخل الشركات الكبرى الأثرياء بشكلٍ عام في السياسات الدولية ليس جديداً، فتاريخياً هناك عدّة أمثلة، وذّكر الصالح كيف أقرض بنك “جي بي مورغان” الحلفاء في الحرب العالمية مبالغ طائلة، وكيف موّل روكفلر الإبن إلى حدٍ كبير عصبة الأمم الناشئة في ذلك الوقت، كذلك أشار إلى دور جورج سوروس ومؤسسات المجتمع المفتوح وإعادة تشكيل أوروبا ما بعد الاتّحاد السوفياتي، وغيرها الكثير.

 

وبيّن الصالح أنّ الفارق اليوم أنّ الأثرياء كانوا يحققون رغباتهم من خلال التأثير في السياسة، أمّا اليوم فهؤلاء الأثرياء الجدد هم من يقودون السياسة إلى حدٍ كبير، وهم من تلجأ إليهم الدول للقيادة في هذا الإطار.

 

بدوره، علّق محلل الميادين للشؤون الدولية والاستراتيجية، منذر سليمان، على دور مالكي شركات التكنولوجيا والأثرياء في إدارة شؤون العالم، موضحاً أنّ شركات التكنولوجيا أصبح لها دور بارز في الحياة اليومية على المستوى العالمي، ولكن تدخلها في الكثير من الشروط الاجتماعية والثقافية والتأثيرات أدى إلى وجود رقابات عليها، “لذلك سيكون هناك دور خلفي بالتأكيد، فمن ممكن أن تبرز بعض الشخصيات مثل إيلون ماسك وغيره التي ستلعب دوراً مركزياً، ولكن ستبقى البنية السياسية تحتوي هذه الشركات وأيضاً تستطيع السلطات أن تنظم علاقة أصحاب الثروات بكيفية أدائهم السياسي، وعلى فكرة الأداء السياسي للمتمولين”.

 

إيلون ماسك والتحكم بالأقمار الصناعية في الهجوم الأوكراني

تحدث محلل الميادين للشؤون الأوروبية والدولية، موسى عاصي، أنّه وفقاً للرواية الغربية، فإنّ إيلون ماسك أمر “ستارلينك” الأقمار الاصطناعية، التابعة له ضمن نظام “ستارلينك”، بالتوقف عن نقل المعلومات للقوات الأوكرانية خلال هجوم كانت تريد شنّه على الأسطول البحري الروسي المرابط في المياه الأقليمية لشبه جزيرة القرم أو في البحر الأسود، وأن هذا الأمر الذي أعطاه ماسك أدى إلى فشل الهجوم الأوكراني.

 

 

وأضاف عاصي أنّ “هذا الأمر يبدو مبالغ به بشكلٍ كبير، وأنّ الهدف منه هو إظهار أن القوات الروسية في حالة ضعف شديد، وبأن إيلون ماسك هو من أدى إلى وقف هذا التدمير الذي كان مؤكّداً للأسطول الروسي”، موضحاً أنّ هذا أيضاً ما أكده رئيس جهاز الاستخبارات الأوكراني، وقال إنّ ماسك لم يوقِف نظام “ستارلينك”، وأنّ القوات الأوكرانية لا تزال حتى الآن تستند بمعلوماتها على هذا النظام.

 

في حين تحدث الصالح عن سبب بروز دور إيلون ماسك أكثر من غيره، وأرجع ذلك إلى عاملين، الأول طبيعة عمله وتوجه استثماراته (في الفضاء ومحطات التزوّد بالكهرباء التابعة لشركة تسلا للسيارات الكهربائية، إضافةً إلى التدخل بالخطاب السياسي عبر توجيه النقاش العام عبر امتلاكه لتويتر)، والثاني يتعلق بطبيعته الشخصية.

وبيّن أنّ طموح ماسك الشخصي يتجاوز السياسة إلى حدٍ كبير، لخلق مستقبل جديد يكون لهذا النوع من الأشخاص والشركات دور مختلف على الصعيد العالمي.

 

التكنولوجيا لها دور في الأزمات والحروب

محلل الميادين للشؤون الأوروبية والدولية، موسى عاصي، أشار إلى الدور الحاسم الذي تلعبه التكنولوجيا وكيف يمكن أن تساهم في استمرار الأزمات والحروب من خلال طمس المعلومات، أو إظهار معلومات مغايرة للواقع، موضحاً أنّ ذلك كان جلي في انفجار مرفأ بيروت في 20 آب/أغسطس 2021، “حيث نرى كيف أن الأقمار الاصطناعية التي تدور بالمنطقة وبشكلٍ مستمر، لم تُقدّم حتى اليوم أيّ صورة أو أيّ معلومة عما التقطته هذه الأقمار من هذه المنطقة إلا الصور التي كانت قبل أو بعد، ولم نر أيّ صورة خلال عملية الانفجار أو توضِح كيف حصل هذا الانفجار، علماً أنّ لدينا مئات الفرضيات التي تتحدث عن هذا الانفجار. إذاً هذه مسألة ساهمت في استمرار الأزمة وتفاعلها بشكلٍ كبير في لبنان.”

 

ووفقاً لعاصي فإنّ تقنيات التكنولوجيا لديها عامل حاسم في المعارك، لافتاً إلى أنه منذ بدء الهجوم الأوكراني المضاد على المواقع الروسية، وكيف كانت وزارة الدفاع الروسية تقدم هذه اللقطات للطائرات من دون طيار الروسية لتقوم بقصف الدبابات التي حصلت عليها أوكرانيا من الدول الغربية، وكيف تستهدف مواقع الجنود الأوكرانيين، فإن هذه الصور عندما تصل إلى الجندي الأوكراني سيُصاب بالإحباط والخوف من عدم قدرته على مواصلة المعارك، بحسب عاصي.

 

كما بيّن أنّه يمكن أن تتحكم هذه الأجهزة أو هذه التكنولوجيا بمصير الشعوب، من دون أن يكون لها أي تأثير مباشر على حياة الناس، إن كان في أزمات البيئة وأزمات الطقس وغير ذلك.

 

ماسك وطموحات سياسية في أميركا

وأوضح سليمان أنّ ماسك لا يستطيع الترشح للرئاسة في الولايات المتحدة بسبب بند في الدستور يستوجب أن يكون الرئيس قد وُلد في الولايات المتّحدة، وهو وُلد في جنوب أفريقيا وانتقل إلى كندا وفيما بعد انتقل إلى الولايات المتّحدة.

 

ولكن بحسب سليمان، فإنّ ماسك نسج إمبراطورية متعددة الأذرع، وخاصة ذراع الإمبراطورية الأخير “تويتر”، و”X” حالياً، الذي يلعب دوراً أساسياً الآن في توجيه الخطاب السياسي والإعلامي والدعائي.

 

كذلك، أشار إلى أنّ ماسك قد يكون لديه حلم بأن يكون حاكم ولاية، وتحديداً حاكم ولاية كاليفورنيا، لأنها مرتبطة بمراكز التكنولوجيا، كما يمكن أن يكون له حلم بأن يكون وزيراً في حكومة مقبلة، وأنّ هناك بالتأكيد طموحات سياسية ليست معروفة حتى الآن ويمكن أن تُترجَم على أرض الواقع.

الشركات التكنولوجية ودورها في النظام العالمي الجديد

محلل الميادين للشؤون العربية والإسلامية قتيبة الصالح، أكد أنّ الشركات التكنولوجية لها الدور ضخم جداً بولادة مرتقبة لنظام عالمي جديد، وأنّه يمكن القول إن الولايات المتّحدة ربّما فقدت السيطرة على هذه الإمبراطوريات العملاقة جداً، وأنّ ما تريده هذه الإمبراطوريات لربّما يتجاوز موضوع الطموح السياسي المحلي.

من جهته، أوضح سليمان أنّ هناك هواجس لدى إدارة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن بأن ماسك يتجاوز السياسات الأميركية أحياناً، ويمكن أن يؤدي إلى إفشال خطط بايدن. وأنّ هناك بعض المصالح يتقاطع بها إيلون ماسك وبايدن بما يتعلق بالسيارات والطاقة النظيفة.

 

سيرياهوم نيوز1-الميادين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“5 منتجات تقنية ستشهد زيادة في الأسعار بسبب ضرائب ترامب

بعد أن انتهت الانتخابات الرئاسية الأميركية بفوز الرئيس الأسبق دونالد ترامب وعودته إلى البيت الأبيض، أثار فوزه قلقاً بين العديد من الخبراء الاقتصاديين بسبب خطته ...