الرئيسية » عربي و دولي » هل ينجح “حارس بكركي” في مهمته الوطنية اليوم؟!.. 

هل ينجح “حارس بكركي” في مهمته الوطنية اليوم؟!.. 

 

 

غسان ريفي

 

أسبوع مرّ على عظة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي التي وصف فيها المقاومة بالإرهاب، ومنذ ذاك الوقت وهذا الكلام غير المبرر يتفاعل سلبا، خصوصا بعد مقاطعة نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب للقاء المرجعيات الروحية الذي نظمه الراعي في بكركي على شرف أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، إعتراضا على موقف البطريرك.

 

يُدرك البعض أن مقاطعة المقاومة ومعها الطائفة الشيعية لبكركي هو أمر غير صحي وطنيا، ومن شأنه أن يفسح المجال أمام بعض أصحاب الأجندات المشبوهة والمصطادين بالماء العكر للعب على هذه المقاطعة والعمل على توتير الأجواء أكثر فأكثر، خصوصا أن شريحة من هؤلاء رفعت لواء الدفاع عن البطريرك الراعي ليس حبا به، ولكن لإستهداف المقاومة من خلاله.

لا شك في أن مقاطعة الشيخ الخطيب للقاء بكركي أفقده الصفة الوطنية الجامعة، ما أزعج الكاردينال بارولين الذي تشير المعلومات الى أنه كان على خلاف سابق مع الراعي بسبب عدم رضى الفاتيكان عن آدائه على الصعيدين المسيحي والوطني.

هذا الأمر، ترك سلسلة تساؤلات عن توقيت موقف الراعي السلبي من المقاومة، لجهة: هل كان هذا الأمر مقصودا لضرب زيارة بارولين ونزع الصفة الوطنية عنها؟، أم أن هناك من ورّط الراعي بهذا الموقف لا سيما ممن يتطوعون لبلورة الموقف السياسي في عظات الأحد؟، أم أن الأمر كان لإرضاء فريق مسيحي يناصب المقاومة العداء؟، أم أنه كان مجرد هفوة من الهفوات الكثيرة التي يرتكبها الراعي في مواقفه التي باتت تتسم بجملة من التناقضات؟..

ثمة فريقان يحاولان اليوم التأثير على البطريرك الراعي، فريق يعمل على زيادة التشنج الوطني الناتج عن موقفه من المقاومة بتصعيد الخطاب ضدها، وفريق يعمل على تهدئة الأجواء، حرصا على بكركي وعلى دورها الوطني الجامع الذي من المفترض أن تتسم به.

إنطلاقا من هذا الواقع، تحرك النائب فريد الخازن إبن العائلة المارونية التي تتولى عبر التاريخ حراسة بكركي، في مبادرة شخصية تجاه البطريرك الراعي الذي يزوره اليوم بهدف إعادة المياه الى مجاريها بينه وبين الطائفة الشيعية، وهو يدرك خطورة ما جاء في عظة الأحد الماضي، والأذى الذي لحق بجمهور المقاومة، والخلل الوطني الذي يمكن أن ينتج عن مقاطعة أي من المكونات اللبنانية لصرح بكركي، ولا سيما الطائفة الشيعية وفي هذا التوقيت بالذات.

وتأتي مبادرة “حارس بكركي” بالتزامن مع الدعوة التي وجهها الراعي الى المسيحيين خلال اللقاء الذي أقيم على شرف الكاردينال بارولين يوم الثلاثاء الفائت، كي يكون غدا الاحد يوم صلاة من أجل إحلال السلام في جنوب لبنان وفي غزة، وهو سيحرص خلال لقائه مع الراعي على إيجاد صيغة تنطلق من بكركي ترضي شريحة واسعة من المسلمين لا سيما أبناء الجنوب الذين يدافعون عن الوطن ويتصدون لهمجية ووحشية العدو الاسرائيلي، بعد وصف مقاومتهم بالارهاب.

فهل ينجح النائب فريد الخازن في رأب الصدع وتجاوز ما حصل وإعادة وصل ما إنقطع بين بكركي والطائفة الشيعية ومن ضمنها المقاومة؟، أم أن تأثير بعض أصحاب الرؤوس الحامية في الصرح سيكون أقوى وأقدر على إفشال مهمته الوطنية؟!..

(سيرياهوم نيوز ١-سفير الشمال)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الرئيس الجزائري “تحمّس قليلًا ولكن”!.. عواصم العرب مُغلقة أمام مُبادرات مُمثّلي الشعب الفلسطيني”.. البحث عن “مكان” للمُؤتمر الشعبي الوطني الفِلسطيني يُواجه تعقيدات و”رجال السّلطة” يزورون العواصم العربية لـ”قمع ومنع أيّ اجتماعات”

رغم الضوء الأخضر الذي منحه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون منذ نحو 4 أسابيع لاحتضان فكرة انعقاد مؤتمر شعبي فلسطيني عام ووطني إلا أن الفكرة ...