إرسال وفد برلماني أردني عريض مجددا الى بغداد في إطار رغبة مشتركة بالتفاعل بعد الزيارة التي قام بها إلى عمان مرتين مؤخرا رئيس الوزراء العراقي الحالي محمد شياع السوداني يعني أن عمان تعيد التأكيد على انها مهتمة لا بل مهتمة جدا بمسارين.
الأول هو تطبيع العلاقات مع حكومة السوداني وفتح أفاقها على صعيد التعاون والتنسيق على اكثر من محور وفي اكثر من قطاع خصوصا بعد انعقاد مؤتمر بغداد الدولي للتنمية والشراكة في البحر الميت وبدعم واسناد من القيادة الاردنية اضافة الى ان عمان تريد ان تتجاوز العقدة التي يتحدث عنها في العلاقات الثنائية انصار شياع السوداني ومعسكره السياسي تحت عنوان ان علاقات واتصالات واهتمامات الاردن ليست حكرا بتجربة رئيس الوزراء الاسبق الدكتور مصطفى الكاظمي الذي اصبح من التاريخ الان وخارج نطاق التأثير.
في المسار الثاني اهتمام أردني بالتعاون مع الحكومه العراقية برئاسة السوداني على امل فتح أفاق باتجاهين الاتجاه الاول هو مسار التكامل الثلاثي والاستمرار فيه مع مصر ، والاتجاه الثاني هو عودة شركات المقاولات الاردنية الى السوق العراقية وتعزيز التعاون في سلسلة من المشاريع الثنائية المشتركة بين البلدين.
أغلب التقدير أن الوفد البرلماني الأردني العريض الذي يستعد للسفر الى بغداد لديه توجيهات محددة من القيادة الاردنية بأجندة إقتصادية مباشرة.
وبهدف تقديم ضمانات لطاقم السوداني بان عمان مهتمة جدا بتفاصيل العلاقة الثنائية وبالبقاء في افضل سبل تنميتها وتطويرها حتى وان تطلب الامر ايضا العمل على القنوات السياسية والدبلوماسية اضافة الى القنوات الامنية وهو ما المح له السوداني عندما زار عمان طالبا المزيد من الانفتاح حتى تصبح الاسواق العراقية متاحة للصادرات الاردنية.
بكل حال عمان هنا تعيد لفت نظر العراقيين الى انها مهتمة ولا يوجد تفاصيل محددة حول آلية النقاشات او القضايا او الملفات التي سيطرحها الوفد البرلمان الاردني.
لكن التعامل مع الواقع او المعادلة في بغداد من بوابة مجلس النواب الاردني والتمثيل البرلماني قد تكون مؤثرة اكثر من اجتماعات البيروقراطيين والوفود الوزارية والمشاريع التي نوقشت في الماضي خصوصا وان الوفد البرلماني الاردني لديه توجيهات و مهام محددة على الارجح وعمان تريد بذل جهد بصيغة تقنع محمد شياع السوداني وطاقمه بانها مستعدة لفتح آفاق التعاون على اكثر من صعيد وانها تشكل بوابة لخدمة الاقتصاد العراقي لا بل لتبني عودة العراق الى محيطه وحضنه العربي على نحو او آخر.
وكان شياع السوداني قد اعاد تكرار النصائح لبعض الاصدقاء والحلفاء في عمان على هامش لقاءات غير رسمية تحت عنوان ان البوابة الاساسية للأسواق العراقية و للمصالح المشتركة قد تفتح اذا ما تطورت العلاقات الاردنية مع ايران حصريا حيث لا سفارة اردنية ولا السفير في طهران للعام الذي تجاوز سقف زمني ب 6 سنوات.
وهو أمر يرى الايرانيون انه لم يعد مقبولا ويؤكد العراقيون ان تجاوز محطته قد يساعد في تثبيت أركان التعاون المشترك وفي طمأنة شخصيات متعددة في النخبة العراقية الى ان الاردن ليس في الخندق المعارض لايران ويسعى الى تطوير العلاقات.
ويستذكر المهتمون بهذا المحور هنا ما قاله رئيس الوزراء الاردني سابقا الدكتور بشر الخصاونة بعنوان سعي بلاده الى تطوير العلاقة مع الجمهورية الايرانية الجارة باعتبارها جار مهم في الاقليم جدا مع الاشارة التي تبناها الخصاونة آنذاك ولم تتطور الاتصالات والعلاقات بعدها تحت عنوان نفي ان ايران تحاول التدخل في الشان الداخلي الاردني مؤكدا بان ايران لم تحاول في وقت سابق تنفيذ أي حالة تدخل في الملف الداخلي الأردني.
وأغلب الظن أن نصائح محمد شياع السوداني بدأت تطرق أبواب الأردنيين على نحو أو آخر خصوصا وسط تنامي الانطباع سياسيا بأن واحدة من ميكانيزمات التصدّي لطموحات وممارسات حكومة اليمين الاسرائيلي حصريا تتمثّل في طرق الأبواب الإيرانية ولو قليلا.
ولا يُوجد أفضل من الطاقم المقرب من إيران في بغداد لتنفيذ هذه المهمة وهو الأمر الذي يرفع من القيم السياسية لإقامة حلقات اتصال فعّالة ونشطة مع محمد شياع السوداني وطاقمه.
سيرياهوم نيوز 4-راي اليوم