انطلقت المناظرة الثالثة للانتخابات الرئاسية في إيران امس ، تحت عنوان “هواجس المواطنين”، بين المرشحين السبعة لهذه الانتخابات، وهم: إبراهيم رئيسي، علي رضا زاكاني، محسن رضائي، محسن مهر علي زاده، عبد الناصر همتي، أمير حسين قاضي زاده هاشمي وسعيد جليلي.
في هذه المناظرة، هناك سؤال وُجّه إلى كل مرشح، متعلّق بـ”هموم الناس”، بحيث سيكون لديه وقتٌ ليجيب عنه. وفيما يلي أبرز تصريحات المرشحِين السبعة خلال المناظرة الثالثة.
هاشمي يدعو روحاني ليأتي ويتناظر معه
قال المرشح أمير حسين قاضي زاده هاشمي “صحيح أن الهموم التي تحدَّثتم عنها هي همومُ الناس، لكن يجب البحث عن جذورها. وأنا تحدّثت عن هذا الأمر سابقاً”.
ووفق هاشمي، وبحسب الإحصاءات والاستطلاعات التي لديه، فإن “كثيراً من الأعمال توقَّف، لكنّ قسم الخدمات في ازدياد”، مضيفاً “أصبح لدينا نزوح بسبب هذا الأمر، وتسبّب بكثير من المشاكل الاجتماعية”.
وتابع هاشمي “هذا يدلّ على أن الموارد يتمّ توزيعها بصورة غير صحيحة”، مؤكداً أن “الشعب يرى سُوء الإدارة، وعدم قدرة الحكومة على استيعاب مطالبه”.
وبحسب هاشمي، فإن “كل الحكومات لديها نقاط قوة وضعف، لكننا نرى أن بعض الأمور في بلادنا لم يتغير”. كما دعا هاشمي الرئيسَ الإيراني حسن روحاني إلى أن يأتيَ ويتناظر معه، مشيراً إلى أنه “حتى الآن، لم يعرف لماذا ارتفع سعر البنزين”.
ولفت أيضاً إلى أن “المسألة الأصلية هي طريقة عمل الحكومة التي تجلس بعيداً عن هموم الشعب في صالوناتها، ولا تعرف معاناته”.
أمّا عن برنامج حكومته، “السلام”، فقال “خلال 4 سنوات سنجعل التضخم تحت 4%”.
محسن رضائي: منذ 50 عاماً هناك مشاكل.. لماذا لم تُحَلّ؟
من جهته، قال المرشح محسن رضائي إن “الهموم الـ7 التي قمتم بتعدداها في البداية، أقبلها، لكن عددها أكثر، ويجب أن نرى لماذا لم تُحَلّ هذه الهموم كلُّها، المتلاصقة بعضها ببعض”، موضحاً أنه “منذ 50 عاماً هناك غلاء، وهناك تضخم، وهناك مشاكل.. فلماذا لم تُحَلّ؟”.
ووفق رضائي، فإن “الناس يستغربون كيف أن لدى إيران هذه المقدرة على المحافظة على الأمن، لكنها لا تستطيع المحافظة على الاستقرار الاقتصادي؟”.
وتابع رضائي “نحتاج إلى جراحتين في البلاد، الأولى جراحة للإصلاح من داخل السلطات، والثانية هي بناء الاقتصاد الجديد لإيران”.
وقال “سنعمل على تأمين المسكن للشعب وللنسوة، ونعزز التسليفات للصناعة، ولدينا برامج لكل محافظة، ومنها المسكن والطاقة واقتصاد المحافظة”.
وفي هذا الاطار، لفت رضائي إلى أن “الجواسيس الذين يجلسون خلف الستائر، والذين يعطّلون أمور الدولة، يجب أن نرميهم جانباً”.
في السياق، أوضح رضائي أن “على أميركا أن تلغي الحظر عندما تتعامل مع الاتفاق النووي على محمل الجد”.
رئيسي يشدّد على ضرورة أن يكون هناك حلٌّ للفساد الإداري
وقال المرشح إبراهيم رئيسي إن “الهموم التي تحدّثتم عنها هي جزء من هموم الناس، علماً بأن هموم الناس أكثر، وأكبر. وأعرف هذا الأمر من خلال جلساتي معهم”.
وأوضح رئيسي “أن هناك عدداً من الشركات، يتراوح بين 25و30 شركة، لم يَعُد موجوداً في الواجهة”، مضيفاً “كنا نتلقّى من الناس الشكاوى، ونعمل على حلها، من خلال موقعي في السلطة القضائية”.
ووفق رئيسي، فإن “الشفافية هي مسألة مهمة وتفيد هنا. والمسألة الثانية هي المعوّقات البنكية”، موضحاً أن “الإصلاح الثالث هو إصلاح النظام الضريبي، ويجب أن يكون متطوراً”.
وشدّد رئيسي على ضرورة أن “يكون هناك حلٌّ للفساد الإداري”.
زاكاني: الركود الاقتصادي سببه إدارة الدولة الخاطئة
بدوره، قال المرشح علي رضا زاكاني إن “السيولة مشكلة كبيرة، والغلاء من أهم المشاكل.. لكن، في السيولة، هناك أرقام كبيرة وإحصاءات”، متسائلاً “كيف لم تُدِر الحكومة هذه المبالغ بصورة صحيحة”، مشدّداً على أنه قادر “على حلّ هذه المشكلة إذا وصل إلى الرئاسة”.
وتابع زاكاني “الفساد والطبقية، هما موضوعان كبيران”، معتبراً أنه “يجب أن يُقتلع الفساد من جذوره”. كما لفت إلى أن “الركود الاقتصادي سببه إدارة الدولة الخاطئة، ويجب أن تُصحّح إداراتها، وخصوصاً الاقتصادية”.
وأوضح زاكاني أن أول عمل سيفعله، في حال وصل إلى الرئاسة، هو “إصلاح التوجُّه الخاطئ للحكومة، وتغييره إلى نهج جديد، يعتمد على الطاقات الداخلية، واستخدام كل الفرص المتاحة، إقليمياً وداخلياً”.
جليلي: يجب ألاّ نغيّر الهياكل.. يجب تغيير الآليات
أمّا المرشح سعيد جليلي فقال “أريد التركيز على نقطة مهمة، هي: إن السؤال الذي طرحتموه علينا، هو ما العمل الذي لدينا لحلّ هموم الناس. ويمكن للناس أن يطرحوا بشأن هذه القضية 7 أمور، لكن همّ الناس الأساسي هو: لماذا لم تُحَل هذه المشاكل”.
وفي سياق حديثه، شدّد جليلي على أنه “يوجد في إيران تضخم كبير. فلماذا لم تُحَل هذه المشكلة. أمّا بالنسبة إلى مشكلة المسكن، فلدينا كل الطاقات والموارد، فلماذا لم تُحَلّ إذاً؟”
وتوجَّه جليلي إلى الرئيس حسن روحاني، قائلاً “لماذا يجب أن تكون إيران هكذا؟ إننا نلمس هموم الناس في السوق، فلمَ لا توجد هناك حلول ثابتة لهمومهم؟”. وأوضح أن “ما يجب أن يفعله هو تفعيل هذا التخطيط، ولا يمكن أن نكتب برنامجاً في نصف ليلة”.
ووفق جليلي، فإن “على رئيس الجمهورية أن يكون مشرفاً على جميع البرامج، ويتّخذ مواقف صارمة وحاسمة”، معتبراً أن “عليه أيضاً أن يبحث عن مصلحة الشعب”.
وتابع “إن الإيرانيين يريدون مستقبلاً، يرون فيه نتيجة مبنية على برنامج. ولا يريدون استعراضاً فقط”.
وبحسب جليلي، “يجب ألاّ نغيّر الهياكل.. يجب تغيير الآليات”، ودعا إلى أن يكون “التوجه على أساس برنامج”.
همتي: لا يمكن حلّ مشاكل البِطالة بدون إعادة هيكلة الاقتصاد
المرشح عبد الناصر همتي قال إنه “لا يمكن حل مشاكل البِطالة بدون إعادة هيكلة الاقتصاد. ويجب حلّ هذه المشاكل من خلال تأمين استثمارات، كي نصل إلى نمو اقتصادي”.
وأشار همتي إلى أن “المرشح رئيسي يقول إن هناك غلاءً. لكن، ما هو السبب في هذا الغلاء. إنه التضخم. لكن ما هو السبب في هذا؟ إنه العقوبات، فنحن لا نستطيع إنجاز المبادلات التجارية”.
وتابع “لديّ برنامج، وهذه العقوبات أساس فيه. إن بعض ما تعرضونه يمثّل فكرة مفادها أنكم تريدون العيش من دون التعاون مع سائر دول العالم”.
وتوجه همتي إلى رئيسي، بالقول: “أنت الذي وقفت في مقابلنا، من موقعك، وعارضتَ الاتفاقات والمعاهدات. وإن استلمتَ أنت السلطة، أتوقّع أن تزداد العقوبات”.
وأضاف أن “كثيرين من مناصريك، يا رئيسي، هم ضد الاتفاقات. ويقولون إن لا فائدة من التعامل مع الخارج”. وسأل همتي “لماذا هناك عجز في الميزانية، ولماذا هناك تضخم؟”، ليجيب بنفسه عن هذين السؤالين، بالقول “لأن أكثر هذه الأموال حُجِبت بسبب العقوبات”.
وتابع قائلاً “أنا رجل اقتصاد، ولديّ برنامج. ووفق سياستي الخارجية، لا أرى كلاً من السعودية والإمارات عدوّاً”، مضيفاً “أنتم أفشلتم مساعي التعامل مع الخارج، ووقعتم في فخّ (الرئيس الأميركي السابق دونالد) ترامب”.
مهر علي زاده: أحد الهموم عدم ثقة الناس بالمسؤوليين
أمّا المرشح محسن مهر علي زاده، فقال إن “برنامجي، محوره الاقتصاد، وتحسين معيشة الناس، من المسكن والضمان وتفعيل السياحة وصولاً إلى تحسين المعونات الحكومية وزيادة رواتب العمال، بحسب التضخم”.
ووفق مهر علي زاده، فإن “أحد الهموم هو عدم ثقة الناس بالمسؤولين”.
واعتبر أن “الشبان الإيرانيين اليوم يعملون في مشاريع عالمية كبرى في ناسا وغيرها”، متسائلاً: “لماذا لم يثقوا بنا؟”.
وعلى حد تعبير زاده، فإن “الخطأ هو تدخّل الحكومة. كان يجب أن يتدخّل المتخصّصون، لا الحكومة”، مشيراً إلى أن نسبة تتراوح بين 70 و80 في المئة من حجم الاقتصاد الإيراني هي في يد الحكومة.
(سيرياهوم نيوز-الميادين ١٣-٦-٢٠٢١)