سليمان خليل
ما أن تنتهي حفلة ” البكالوريا” الطويلة ، المتعبة ، حتى يبدأ التحضير لاستقبال مولود جديد يريد أن يشق دربه في المرحلة الجامعية القادمة .. إذ يسيطر اليوم حديث اختيار التخصص الجامعي على دائرة نقاش كلّ أسرة لديها ابن أو ابنة بانتظار فرصة الفوز بمقعد لائق في المفاضلة، بل يكاد يكون الشغل الشاغل لهم ، ووصفه البعض بأنه الأولوية المطلقة التي تؤرق خطوات ماقبل اختيار المستقبل..
إنها عصارة سنوات التعب والجهد والوقت المجبول بشقى العمر دفعه الأهل ليصلوا إلى هذه النتيجة التي تكتمل مع اختيار التخصص المناسب والانطلاق نحو مرحلة جديدة تكون حددت وجهة العمل والمصير ..
يقودنا هذا الكلام إلى المسؤولية التي يجب إلا يتنصل منها الجميع في اختيار التخصص المناسب، الأهل ، المجتمع ، المؤسسات الحكومية وغير الحكومية.. وبالأحرى هل سنبقى هكذا مع كل هذا التقدم التكنولوجي والذكاء الاصطناعي الذي يحلق في عوالمنا ، هل ستبقى إدارة هذا المشروع المهم ( المستقبل الجامعي لشبابنا ) إدارة تقليدية مبتدئة ، هو اللبنة الأساسية التي تخدم المجتمع والمستقبل ؟
هذا التساؤل نطرحه في ضوء ما نشعر ونلمسه من عبء كبير في الاختيار على الطالب نفسه، وعلى الأهل ؟ ونتطلع الى ضرورة وجود آليات تخدم هذه المرحلة وتخرج بنتائج إيجابية لها عوائد على ماينتظر مستقبل سوق العمل والانتاج والحاجة وبلغة اخرى ” الاستثمار في التعليم ومستقبل الخريجين ” ..
من المهم أن تكون هناك مؤشرات ونصائح وتوجيهات واضحة حول الاختيار ، من المهم أن يكون لنا مؤسسات مختصة باستشراف المستقبل وتحديد الأهداف، مؤسسات تقرأ المرحلة والحاجة والضرورة ، تحلّل ، تدرس بعمق الميول والرغبات والقدرات والمهارات للطالب ، وحتى الامكانات المادية والاجتماعية للاهل ، مكان الدراسة ورحلة الدوام وأيامها صعوباتها وظروفها ، المتابعة وتطورات العملية التعليمية وتقييم المرحلة .. هذا كله ليس اعتباطياً ولم يعد بطريقة تقليدية.. وهو بلغة الاقتصاد مكلف وفاتورته ثقيلة في حال الفشل في اختيار التخصص المناسب، وبالمقابل هو صناعة حقيقية باهرة في حال النجاح ، والتميز ..
العالم يتطور من حولنا واختيار التخصص الجامعي هو مهمة كبيرة يبنى عليها ليس وجهة الطالب وحده ، بل الأهل والمجتمع بأكمله ..
(موقع أخبار سوريا الوطن-1)