تلقت الكرة الآسيوية ضربة معنوية ثانية في أقلّ من 24 ساعة مع الخسارة الثقيلة التي لقيها المنتخب الإيراني أمام الإنكليزي 2-6 ضمن المجموعة الثانية في كأس العالم لكرة القدم في قطر. هذه المجموعة التي شهدت أول تعادل بين منتخبي ويلز والولايات المتحدة الأميركية 1-1 في ختام اليوم الثاني من البطولة.
لم يكن أشدّ المتشائمين يتوقّع أن يتلقى المنتخب الإيراني هذه الخسارة الثقيلة وهو المرشّح ليكون أفضل منتخبات آسيا في المونديال. خسر المنتخب الإيراني في مباراة غاب عنها اللاعبون فنياً، وبدأت بحدث لافت حين تمنّع لاعبو المنتخب الإيراني عن إلقاء النشيد الوطني خلال عزفه. تصرّف فسّره البعض بتسجيل موقف رداً على الأحداث في إيران. لكن يبدو أن لاعبي منتخب إيراني تلهّوا بتوجيه الرسائل فلم يؤدّوا المطلوب منهم في المونديال فظهروا بصورة متواضعة جداً. صحيح أن المنتخب الإيراني خسر حارسه الأساسي علي رضا بيرانوند في أول عشر دقائق بعد إصابته، لكن هذا لا يبرر هذه النتيجة الثقيلة. فحين ينتهي الشوط الأول بثلاثة أهداف نظيفة سجلها جود بيلينغهام، بوكايو ساكا ورحيم ستيرلينغ، وينجح الإنكليز في تسجيل مثلهم عبر ساكا وراشفورد وغريليش فهذا مؤشّر واضح على ضعف المنتخب الإيراني حتى لو سجّل هدفين عبر مهدي طارمي في الدقيقتين 65 و103.
لا شك أنها صدمة لكثيرين بأن يخسر الإيرانيون بهذه النتيجة، لكن حين يكون اللاعبون فاقدين للتركيز، ومشغولين ذهنياً بأمور أخرى خارج أرض الملعب فمن الطبيعي أن تكون الخسارة بهذه الفداحة.
في المجموعة عينها، خطف المنتخب الويلزي تعادلاً في الدقائق الأخيرة بعد أن كانوا متأخرين حتى الدقيقة 82 بهدف وحيد سجله مهاجم ليل الفرنسي تيموثي وياه، نجل جورج وياه الرئيس الليبيري الحالي ونجم باريس سان جرمان الفرنسي وميلان الإيطالي سابقاً في الدقيقة 36. لكن نجم ويلز غاريث بايل نجح في تعديل النتيجة من ركلة جزاء ليجنّب بلاده الخسارة في أول ظهور لها في المونديال منذ العام 1958.
شهدت البطولة أول تعادل وكان بين أميركا وويلز في ختام اليوم الثاني
وفي المجموعة الأولى، حقق المنتخب الهولندي عودة موفقة إلى نهائيات كأس العالم، بعد غياب عن نسخة 2018، وذلك بفوزه الصعب على نظيره السنغالي 2-0 سجلهما كودي خاكبو (84) والبديل ديفي كلاسن 99 . خسارة غير مستحقة للسنغاليين بعد أن كانوا الطرف الأفضل في المباراة في ظل العديد من الفرص التي سنحت لهم، ولعل غياب نجم منتخب السنغال ساديو مانيه، وضعف مستوى الحارس ميندي أهدر على ممثلي أفريقيا الفوز في المباراة أو التعادل على أقل تقدير.
من جهته، حافظ «البرتقالي» على سجله الخالي من الهزائم للمباراة السادسة عشرة توالياً منذ تعيين مدربه لويس فان خال في صيف 2021 مدرباً للمرة الثالثة بعد خيبة الخروج من ثمن نهائي كأس أوروبا.
وتقام الجولة الثانية غداً الخميس حيث تلتقي هولندا مع الإكوادور، والسنغال مع قطر في مباراة «يجب الفوز بها» وفق ما أفاد مدافع السنغال باب أبو سيسيه، معتبراً أن فريقه كان يستحق «تسجيل هدف في مباراة اليوم (أمس) لكن كل شيء مرتبط بالتفاصيل».
من جهته، قال قلب دفاع هولندا فيرجيل فان دايك «لم نفقد الأمل بتحقيق الفوز، حتى في الدقائق الأخيرة. فزنا لكننا مدركون أنه بمقدورنا تحقيق الأفضل».
تابع لاعب ليفربول الإنكليزي «بالغنا قليلاً بالهجوم، وكنا عرضة لمرتدات السنغال. يجب أن ننتبه لذلك في مباراتنا المقبلة ضد الإكوادور الذين يتقنون المرتدات».
وشهدت التشكيلة الهولندية مفاجأة بعدما قرّر فان خال الاعتماد في المرمى على أندريس نوبرت، مانحاً حارس هيرنفين عن 28 عاماً مباراته الدولية الأولى… في كأس العالم، ليصبح ثاني هولندي يسجل بدايته الدولية في كأس العالم بعد لاعب الوسط ديرك شويناكر عام 1978 وفق «أوبتا» للإحصاءات.