آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » هيكلة الإدارة الذاتية شرق الفرات: مظلوم عبدي باقٍ… حتى إشعار أميركي آخر

هيكلة الإدارة الذاتية شرق الفرات: مظلوم عبدي باقٍ… حتى إشعار أميركي آخر

توجَّه وفد من «مجلس سوريا الديموقراطية» إلى العاصمة الروسية، موسكو، لبحث إمكانية الحوار مع دمشق. وفي حين تقف الشروط الكردية السابقة حاجزاً أمام نجاح أيّ حوار مقبل، إضافة إلى عامل آخر مهمّ يتمثّل في مدى التزام هؤلاء بتنفيذ ما تطلبه القوات الأميركية، يجد قادة «الإدارة الذاتية» في العلاقة مع موسكو، مخرجاً ممكناً من الضغوط التركية، وعامل أمان من التحوّلات المفاجئة في السياسات الأميركيةتفيد مصادر كردية بأن وفداً يمثّل «مجلس سوريا الديموقراطية» (مسد)، توجّه إلى العاصمة الروسية، موسكو، للقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف، وبحْث مسائل تتعلّق بالمخاوف من الهجوم التركي وإمكانية الحوار مع دمشق. زيارةٌ سبقتها تصريحات لافتة جاءت على لسان قيادات «قسد»، حول ضرورة الحوار مع الحكومة السورية «لوضع حدٍّ للتهديدات التركية، والأزمة السورية عموماً». وبحسب مصدر كردي قريب من «الإدارة الذاتية» تحدّث إلى «الأخبار»، فإن القيادية إلهام أحمد، توجّهت، على رأس وفد يمثّل «مسد»، إلى موسكو لبحث آلية الحوار المحتمل مع دمشق، مشيراً إلى أن «الحديث لا يدور راهناً عن حوار واسع مع دمشق لتسوية ملفّ الشرق السوري، وإنّما عن حوار حول آلية جديدة لانتشار المزيد من القوات السورية وتسليم نقاط تقع عند خطوط التماس مع القوات التركية والفصائل الموالية لها في محافظات حلب – الرقة – الحسكة، بالتزامن مع استمرار التحشيد التركي إعلامياً وعسكرياً والقصف المدفعي المتواصل لمواقع قسد».

شرطا القيادات الكردية الأساسيان والمتمثّلان بـ«الاعتراف بالإدارة الذاتية» و«خصوصية قسد العسكرية»، كانا سبباً في توسيع الخلاف مع دمشق وعدم قبولها بالحوار السياسي، ليقتصر الأمر – في مناسبات الحوار السابقة – على «المسائل الخدميّة». وقد لا يعدو نتاج أيّ حوار جديد بين دمشق و«قسد»، كونه تكراراً لما حدث في مدينة منبج ومناطق شمال الحسكة والرقة قبل عامين، حين أدّت «التفاهمات» إلى انتشار الجيش السوري في نقاط تماس مباشرة مع القوات التركية، وسط وجود نقاط مراقبة روسية. وتفيد معلومات «الأخبار» بأن «الوقت لا يزال مبكراً على ذهاب قسد نحو حوار يمكن أن يحلّ ملفّ المنطقة الشرقية، لا سيما أن القوات الأميركية الموجودة في المنطقة لا يمكن أن تسمح بحلّ نهائي لهذا الملفّ في الوقت الحالي، كونه يتنافى مع استمرارية وجودها في المناطق النفطية، فيما لا يمكن التعويل على حوار يمكن أن يفضي إلى نتيجة، طالما أن قسد ملتزمة بتنفيذ ما تطلبه القوات الأميركية».

الوقت لا يزال مبكراً على ذهاب «قسد» نحو حوار يمكن أن يحلّ ملف المنطقة الشرقية بشكل جدّي


لكن «قسد» تعوّل كثيراً على توسيع القواعد الجوية الروسية في الشمال، إذ يجري الحديث عن احتمال نشْر موسكو مروحياتٍ قتالية في مطار قديم يقع إلى الجنوب من بلدة عين العرب في ريف حلب الشرقي، وهو ما يُعدّ من جملة الرسائل الروسية الرافضة لعملية تركية جديدة في الشمال، خصوصاً بعدما بدأت في نشر مقاتلات «سوخوي» في مطار القامشلي، وتنفيذ تدريبات مشتركة مع القوات السورية في ريف الحسكة والرقة، فيما قد تذهب إلى رفع أعلامها عند نقاط تقع على الخطوط الأمامية لمنع القوات التركية من تنفيذ أيّ عملية جديدة في المنطقة. وتجد قيادات «الإدارة الذاتية» في العلاقة مع موسكو، مخرجاً ممكناً من الضغوط التركية، وعامل أمان من التحوّلات المفاجئة في السياسات الأميركية.

هل يتنحّى عبدي؟
تؤكد مصادر كردية أن الحديث عن إقالة مظلوم عبدي من منصبه غير صحيحة، وأن هذه «الأقاويل الإعلامية» بدأت من تصريحاته لـ«راديو إيكوت» السويدي في تشرين الأول من العام الماضي، نافيةً وجود تصريح جديد للقيادي الكردي الأكثر قرباً من الإدارة الأميركية. ورُبطت رغبة عبدي في التخلي عن العمل العسكري في حينه، بخلافه مع «حزب العمال الكردستاني» حول آلية المواجهة مع القوات التركية، إذ يرى التيار الذي يقوده عبدي أن المواجهة المفتوحة على امتداد الحدود السورية – العراقية، لا تصب في «المصلحة الكردية»، كما يشاع أن له رغبة في «فكّ الارتباط» بين «قسد» و«الكردستاني» لإزالة الحجّة التي تتذرّع بها الحكومة التركية لشنّ عمليات عسكرية في الشمال الكردي. لكن عبدي لم يصرّح بذلك في أيّ مناسبة سابقة، ولم يتّخذ أيّ خطوة جدية تشير إلى وجود مثل هذه النية؛ فالمقاتلون الأكراد من حَملة الجنسيات غير السورية، ما زالوا موجودين على الأرض، كما أن قيادات «كوادر قنديل» (عناصر «الكردستاني»)، ما زالت في مواقعها، على رغم مرور أكثر من عام على ترويج إشاعة «فكّ الارتباط»، الذي وإنْ حدث، سيكون أشبه بـ«فكّ ارتباط» «جبهة النصرة» عن قيادة تنظيم «القاعدة».
مصداقية الحديث عن إقالة عبدي بالنسبة إلى وسائل الإعلام المهتمّة في الشأن السوري، تأتي من كون «مصدره الأوّل» هو قناة أو إذاعة تنطق بالكردية، على الرغم من كونها وسائل إعلام معارضة لسياسة «قسد»، إذ تتبع أو تموَّل من قِبَل حكومة إقليم شمال العراق (كردستان)، الذي يقيم علاقة اقتصادية مع «قسد»، ويسمح بمرور قوافل الإمداد الخاصة بها عبر أراضيه بما في ذلك عناصر «الكردستاني»، إضافة إلى سماحه لمسؤولي «الإدارة الذاتية» باستخدام مطار أربيل، لكنه على خلاف يصل حدّ «الشقاق» السياسي مع «الكردستاني» و«قسد» في قضايا أبرزها: قيادة الأكراد في دول وجودهم، و«العلاقة مع تركيا»، فيما يقوم تعامله معهما على قاعدة «مجبر أخاك لا بطل».
ووفق مصادر «الأخبار»، فإن «الحديث عن إقالة عبدي يستنسخ ما نُشر قبل عام عن الأمر ذاته، بعد تصريحات أدلى بها للراديو السويدي». والبديل الذي يحكى عنه، هو محمود برخودان، الملقّب بـ«محمود رش» و«الأسود»، والذي يوصف بأنه من الشخصيات المقرّبة من «الكردستاني»، على رغم أنه هدّد أكثر من مرة، بأن «قسد» ستواجه قوات شمال العراق (بيشمركة)، في حال اندلعت حرب بينها وبين فصيل «كريلا»، الذي يُعدّ أحد الأجنحة العسكرية لـ«الكردستاني». وتقول المصادر ذاتها إن «إحداث أي تبديل في هيكلية قسد العسكرية حالياً، مسألة عالية الخطورة، كونها تتزامن مع ارتفاع حدّة التهديدات التركية لمناطق الإدارة الذاتية، فيما لا يمكن أن يتم الأمر من دون موافقة أميركية». وتضيف أن «عبدي يُعد رجل أميركا الأوّل في سوريا، ومسألة التخلّي عنه تبدو صعبة في المرحلة الحالية، ولن تحدث إلّا إذا صدر الأمر عن واشنطن نفسها»، مشيرة إلى أن «الكردستاني يعيش شهر عسل طويلاً مع واشنطن لا يريد إنهاءه حالياً، وليس منطقياً الاستناد إلى عدم تعليق قسد في بيان رسمي عن إقالة قائدها العام، ليُعتبر الخبر حقيقياً»، فقسد لم تنفِ سابقاً ولن تنفي حالياً مثل هذه الأنباء».

(سيرياهوم نيوز-الاخبار)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ليلة استهداف “تل أبيب”.. صدمة ودمار رهيب وتبادل لشظايا الصاروخ بين المستوطنين

حالة من الهلع والقلق بين المستوطنين الإسرائيليين بعد سقوط صاروخ من لبنان في مبنى في “تل أبيب” بشكل مباشر، حيث تحدّث المستوطنون عن الأضرار الناجمة ...