آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » وائل الدحدوح ناعيا نجله الصحفي حمزة: كان “روح الروح” ومستمرون بالعمل

وائل الدحدوح ناعيا نجله الصحفي حمزة: كان “روح الروح” ومستمرون بالعمل

ليس أصعب من آلام ووجع الفقد فكيف إذا كان الفقد الولد البكر فلذة الكبد. حمزة ليس بضعة مني حمزة كان كلي. روح الروح وكل شيء”، بهذه الكلمات الممزوجة بالألم والصبر نعى الصحفي وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة في قطاع غزة نجله الأكبر حمزة الذي استشهد في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة كان يستقلها جنوبي القطاع.
الصحفي الدحدوح كان يقف بعد مواراة جثمان نجله الأكبر حمزة الثرى في مقبرة بمدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، يستقبل المعزين من الصحفيين والعشرات من الفلسطينيين الذين شاركوا في الجنازة قبل أن يستوقفه مراسل قناة “الجزيرة مباشر” ليتحدث معه عن تلك المشاعر التي تعتصر قلبه بعد الفقد الثالث له خلال هذه الحرب الإسرائيلية.
وكان الصحفي وائل الدحدوح قد فقد زوجته وابنه وابنته وحفيدته في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً نزحوا إليه وسط قطاع غزة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وبعدها بعدة أسابيع أصيب الدحدوح واستشهد زميله المصور في القناة سامر أبو دقة بقصف إسرائيلي خلال تغطيتهم لمجريات الحرب الإسرائيلية بمدينة خانيونس، ليفجع اليوم الأحد، بمقتل نجله الأكبر حمزة.
وبتنهيدة عميقة تكشف عن حزن دفين في قلبه، قال الدحدوح: “لا شيء أصعب من آلام الفقد وعندما تتجرع هذه الآلام مرة تلو المرة تكون الأمور أصعب وأشد. لكن ماذا عسانا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل”.
ومقاوماً دموعه يضيف وائل: “هذا خيارنا وقدرنا ويجب أن نرضى به مهما كان نحن أملنا أن يرضى الله عنا وأن يكتبنا مع الصابرين”.
“هذا خيار كل الناس في هذه الأرض كما تشاهدون الناس تودع أحبابها وفلذات أكبادها في كل يوم وفي كل ساعة وفي كل لحظة ونحن أسوة بكل الناس نودع. ماذا عسانا أن نقول؟ (..) نسأل ربنا سبحانه وتعالى أن يربط على قلوبنا وقلوب كل الناس وأن يمدنا بأسباب الصبر والقوة حتى نستطيع المواصلة”، يكمل الدحدوح بحروفه الهادئة.
وخاطب نجله حمزة قائلا: “لحمزة ولكل الشهداء نقول بأننا على العهد هذه طريق اخترناها طواعية وأعطيناها الكثير وسقيناها كما هو واضح بالدماء لأن هذا قدرنا ونحن ماضون. هذا هو التحدي الكبير”.
وتابع: “ليس هناك ما هو أصعب من ألام ووجع الفقد فكيف إذا كان الفقد الولد البكر فلذة الكبد”.
ويكمل وائل، الذي طالما كانت علاقته مع نجله علاقة صداقة عميقة كما يصفها الكثير من المقربين منهما: “حمزة ليس بضعة مني حمزة كان كلي روح الروح وكل شيء”.
وفي لحظة لم يملك الصحفي وائل إلا منح دموعه الحرية بعد أن حبسها طويلاً ليبكي على فراق نجله الأكبر، ليقول: “الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بكى وحزن. هذه هي دموع الحزن والفراق ودموع الإنسانية التي تفرقنا عن أعدائنا”.
ويضيف: “نحن مشبعون بالإنسانية وهم مشبعون بالقتل والحقد ولذلك نحن نبكي ونسكب الدموع. دموع الإنسانية ودموع الكرم والشهامة وليست دموع الجزع والخوف والاستكانة”.
“نحن ماضون نحن نعمل على الهواء مباشرة ولا شيء نخجل منه وولدي حمزة كان معنا يعمل بطاقم قناة الجزيرة ونحن بدأنا قبل أن يولد حمزة وأمضينا الآن ما يقرب أكثر من عقدين بهذه الرسالة والمهنة الإنسانية. بعد فقدان الأسرة وحمزة نحن مستمرون بالتأكيد”، يكمل الصحفي الفلسطيني حديثه.
ووجه كلماته للعالم قائلا: “نحن مستمرون لكن على كل العالم أن ينظر إلى ما يحدث في غزة ما يحدث صعب ومؤلم وكبير. ما يحدث فيه ظلم كبير لشعب أعزل شعب مدني. ما يحدث فيه ظلم لنا نحن الصحفيون”.
ويتابع: “قيل في يوم من الأيام بأن حرية الرأي والتعبير وعمل الصحفيين والحصول على المعلومات والصور حتى تصل إلى مستحقيها من المشاهدين والمتلقين مكفول بالقانون الدولي والمواثيق الإنسانية(..) 107 من الصحفيين (ارتفع العدد إلى 109 صحفيين) سفحت دمائهم على هذه الارض وكأن أحد لم يسمع بهذه الأخبار وكأن أحد لم يرى ما يجري”.
ويطالب الصحفي الدحدوح “كل العالم بأن يضع حدا لهذه المقتلة التي تحصد أرواح الصحفيين واحدا بعد الآخر”.
ويختم مراسل قناة الجزيرة حديثه قائلاً: “أتمنى أن تكون دماء ابني حمزة آخر الدماء من بين الصحفيين واخر الدماء من بين الناس هنا في غزة وأن تقف هذه المذبحة وهذه المقتلة، ولكن أي كان الثمن فنحن ماضون هذه الرسالة الإنسانية التي كفلها القانون الدولي وهذا واجب نقوم به على أكمل وجه”.
وفي وقت سابق الأحد، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، مقتل الصحفيين الدحدوح وثريا في قصف إسرائيلي استهدف سيارتهم بمدينة خانيونس، جنوبي القطاع.
وقال المكتب، في بيان: “ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 109 صحفيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على غزة”.
وأضاف أن هذا الارتفاع جاء “بعد ارتقاء الزميلين الصحفيين حمزة وائل الدحدوح، ومصطفى ثريا في قصف إسرائيلي لسيارة كانا يستقلانها خلال تغطيتهم الصحفية بمدينة خانيونس”.
وأفاد مسعفون فلسطينيون لمراسل الأناضول، بأن الطائرات الإسرائيلية قصفت سيارة بمدينة خانيونس كان يستقلها الصحفيين ثريا والدحدوح بعد عودتهم من تغطية لغارات إسرائيلية شمالي مدينة رفح (جنوب).
وحمزة هو النجل الأكبر لوائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة الذي قتلت زوجته وابنه وابنته وحفيدته في أكتوبر الماضي، بعد قصف إسرائيلي استهدف منزلاً نزحت إليه وسط قطاع غزة.
كما أصيب وائل في قصف إسرائيلي آخر خلال تغطيته لتطورات الحرب الإسرائيلية في مدينة خانيونس في ديسمبر الماضي.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الأحد 22 ألفا و835 شهيدا و58 ألفا و416 جريحا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

 

سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“اليونيسيف”: أكثر من 200 طفل قُتلوا في لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين

منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” تعلن استشهاد أكثر من 200 طفل في لبنان من جرّاء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين، في وقتٍ “يجري التعامل مع ...