نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية مقالا كتبه جيسون ويليك بعنوان “بعد تحفظ حماس الأخير على وقف إطلاق النار يوجد خياران أمام بايدن”، ويستهل الكاتب مقاله مؤكدا على ضرورة عزوف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن رأب الثغرات خلال المفاوضات وإجبار إسرائيل أو حماس على الخضوع للإرادة الأمريكية.
ويقول الكاتب إنه لا ينبغي أن يكون تحفظ حماس الأخير على مقترح بايدن للهدنة واتفاق الرهائن الذي تدعمه الولايات المتحدة مفاجئا للجميع، ويرى أنه على الرغم من التعليقات المفعمة بالأمل من جانب بعض مسؤولي إدارة بايدن، فإن تخفيف المعاناة في غزة ليس من أولويات يحيى السنوار، لأنه يدرك، بحسب كاتب المقال، أن الحرب التي بدأها تطلق العنان لمشاعر شرسة معادية لإسرائيل في مختلف أنحاء العالم.
ويضيف الكاتب أن السنوار يعلم أيضا أن وقف القتال لن يمنع إسرائيل من استئناف جهودها للقضاء على حماس بعد تبادل الرهائن، وحتى لو حصل السنوار ونوابه على حق اللجوء في دولة أخرى، فإن أجهزة المخابرات الإسرائيلية قادرة على ملاحقته، وفي الوقت الراهن، ليس لدى حماس حافز كبير للانسحاب من المشهد.
ويؤكد الكاتب أن ما يثير الدهشة هو أن إدارة بايدن بذلت جهودا حثيثة في صياغة دبلوماسية محكوم عليها بالفشل، وأنها حتى الآن تبدو ملتزمة بنفس المسار، وهو ما دفع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى التساؤل خلال مؤتمر صحفي يوم الأربعاء عما إذا كانت حماس “حسنة النية”، لكنه في ذات الوقت قال إنه “مصمم على محاولة رأب الثغرات” في المفاوضات.
ويلفت الكاتب إلى إن إسرائيل لديها حاجة سياسية واستراتيجية للقضاء على حماس كقوة مقاتلة في غزة، كما أن حماس لديها حاجة وجودية للبقاء حتى تتمكن من مواصلة القتال فيما بعد، ويرى الكاتب أن إدارة بايدن كانت تعمل منذ أشهر على افتراض أنه يمكن التغلب على هذا التناقض بدبلوماسية معقدة، وكانت النتيجة إخفاق متوقع في التوصل إلى هدنة.
ويضيف الكاتب أن الوقت حان لكي يتوقف بايدن عن رأب ثغرات، واستخدام سلطته لإجبار جانب أو آخر على الخضوع للإرادة الأمريكية، وهذا يعني إما تقديم الدعم الكامل للهدف العسكري الإسرائيلي المتمثل في القضاء على حماس، أو المطالبة صراحة بإنهاء الحرب التي تترك حماس في السلطة.
ويؤكد الكاتب أن الخيار الأول سيكون الطبيعي، إذ يمكن لبايدن أن يعلن أن إدارته قضت شهورا في العمل مع إسرائيل للتوصل إلى عروض سخية لوقف إطلاق النار، وأنه كان يأمل في حسن النية من جانب قيادة حماس، وهو ما يبرر له “الإعلان عن كون إسرائيل تحظى بدعم أمريكي كامل لهدفها العسكري المتمثل في تدمير قدرات حماس العسكرية، والقضاء على قادتها، ونزع سلاح قطاع غزة بالكامل، مهما كلف الأمر”.
أما الخيار الثاني، بحسب رأي الكاتب، فهو محاولة فرض وقف دائم لإطلاق النار على إسرائيل مع بقاء حماس كقوة حاكمة في غزة، وهو ما يبرر لبايدن الإعلان بأن هذه الحرب “استمرت فترة طويلة للغاية وتسببت في مقتل عدد كبير جدا من الأبرياء، ورفضت حماس اتفاق وقف القتال، لأنها تعتقد أن إسرائيل ستستأنف الحرب بعد التوقف. لذا يمكن التعهد لحماس بعدم السماح لإسرائيل باستئناف الحرب. وإذا فعلت ذلك، فسوف تقطع عنها إمداداتها العسكرية ودعمها الدبلوماسي”.
ويختتم الكاتب جيسون ويليك مقاله مشيرا إلى أن أي من هذين الخيارين، وهما اللجوء إلى القضاء على حماس بالكامل أو إجبار إسرائيل على قبول استمرار قوة حماس، سيكون صعبا سياسيا على بايدن، فالأول من شأنه أن يزيد من غضب منتقديه الصاخبين في اليسار المناهض لإسرائيل، والثاني من شأنه أن يؤدي إلى رد فعل عنيف من الحزبين أكثر حدة مقارنة بما حدث عندما هدد بقطع إمداد الأسلحة لإسرائيل إذا دخلت رفح. حان الوقت لبايدن أن يتخذ خيارا ويدافع عنه سياسيا: شروط إسرائيل، أو شروط السنوار. (بي بي سي)
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم