“واشنطن بوست”: ماذا سيأتي بعد “الضغط الأقصى” على إيران؟
فبراير 24, 2021
كتب إيشان ثارور تحليلاً في صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية قال فيه إن الرئيس الأميركي جو بايدن في وضع جيوسياسي دقيق في الموقف تجاه إيران. فبعد أسابيع من تنصيبه، بدا أن البيت الأبيض والنظام الإيراني عالقان في مباراة تحديق كل منهما ينتظر الطرف الآخر أن يتخذ الخطوة الأولى لاستئناف الدبلوماسية بعد الاضطرابات التي شهدتها السنوات القليلة الماضية. وعلى الرغم من أن بايدن حريص على إنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، إلا أنه يواجه بالفعل معارضة من الحلفاء الإقليميين في الشرق الأوسط والجمهوريين في الداخل بشأن تقديم تنازلات محتملة لطهران.
وقد طالب مسؤولون إيرانيون بإنهاء العقوبات الاقتصادية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على بلادهم. واعتبرت خطوته على نطاق واسع انتهاكاً لبنود اتفاق يقول مفتشو الأمم المتحدة إنه يعمل على الحفاظ على قيود على البرنامج النووي الإيراني. وبسبب غضبها من العقوبات، بدأت إيران تخصيب اليورانيوم بمستويات أعلى مما يسمح به الاتفاق. في غضون ذلك، ينظر متشددو النظام إلى الدبلوماسية الجديدة مع الولايات المتحدة على أنها طريق مسدود. واليوم الثلاثاء، من المفترض أن يدخل قانون إيراني يمنع مفتشي الأمم المتحدة من دخول المواقع النووية الإيرانية حيز التنفيذ، وهي خطوة من المؤكد أنها ستزيد التوترات مع الغرب. لكن يبدو أن عطلة نهاية الأسبوع من دبلوماسية المكوك التي قام بها رئيس الوكالة الذرية التابعة للأمم المتحدة قد أوجدت مساحة للتنفس.
فبموجب الشروط الغامضة للاتفاق التي تم الإعلان عنها يوم الأحد، ستوقف إيران تنفيذ ما يعرف بالبروتوكول الإضافي، الذي يفرض المراقبة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنها ستستمر بالسماح – بحسب رئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية رفائيل غروسي، بـ”المراقبة والتحقق الضروريين” لبرنامج إيران النووي.
وقال غروسي للصحافيين في فيينا “أمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو أن تكون قادرة على الحفاظ على استقرار وضع كان غير مستقر للغاية وأعتقد أن هذا الفهم التقني يفعل ذلك حتى يمكن إجراء مشاورات سياسية أخرى على مستويات أخرى”.
وقال الكاتب إن هذه المشاورات جارية الآن. ففي الأسبوع الماضي، أوقفت إدارة بايدن فعلياً حملة “الضغط الأقصى” لإدارة ترامب من خلال الإشارة إلى استعدادها للانخراط في محادثات غير رسمية بشأن إيران مع الحلفاء الأوروبيين. وسيكون ذلك بداية عملية دبلوماسية دقيقة من شأنها أن تصمم آلية لإيران لتقليص بعض أنشطتها النووية إلى جانب تخفيف العقوبات. لا يوجد جدول زمني واضح لأي من هذا، ولكن تم فتح طريق نحو الوفاق.
ومع ذلك، هناك الكثير من المعارضة لهذا الانفراج في كل من واشنطن وطهران. فقد أدان البرلمان الإيراني يوم الاثنين بعد رحيل غروسي الاتفاق الجديد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بل إن رئيس مجلس النواب دعا إلى محاكمة الرئيس الإيراني حسن روحاني وحلفائه الذين وصفهم بـ”المخالفين والمنشقين”.
(سيرياهوم نيوز-الميادين-رأي اليوم٢٤-٢-٢٠٢١)
2021-02-24