| سعيد محمد
بعد مُضيّ أربع سنوات على واحدة من أغرب التجارب الديبلوماسية في تاريخ العالم، تتّجه أحزاب المعارضة الفنزويلية إلى دفْن مشروع «الحكومة المؤقّتة»، والتخلّي تالياً عن «الرئيس الشرعي المؤقّت»، خوان غوايدو. ومن شأن هذه الخطوة تمهيد الطريق أمام واشنطن لإعادة فتْح قنوات التواصل مع كاراكاس، باعتبارها مصدراً بديلاً لإمدادات النفط التي يحتاجها الغرب بشدّة، في ظلّ مقاطعة النفط الروسي
لندن | تتعرّض أحزاب المعارضة في فنزويلا إلى ضغوط شديدة من راعيتها الأميركية لدفعها نحو التخلّي عن مشروع حكومتها المؤقّتة التي كانت «شكّلتها» عام 2018، على خلفيّة مزاعم بحصول تزوير في انتخابات رئاسية جُدِّد فيها للزعيم البوليفاري، نيكولاس مادورو، لولاية ثانية. وعُلم في كاراكاس أن أربعة أحزاب مكوِّنة لـ«تحالف المعارضة» ناقشت بالفعل خطّة «دفن» هذه الحكومة، والتخليّ عن اعتبار خوان غوايدو، زعيمها، «الرئيس الشرعي المؤقت» للبلاد. وبحسب التقارير المتوافرة حتى الآن، فإن ثلاثة منها، هي: «بريميرو جوستيسيا»، «أكسيون ديموقراطيكا» و«أون نويفو تيمبو»، أيّدت هذه الخطوة، وحصلت على موافقة قواعدها للمضي قُدُماً فيها، فيما أعلن ناطق باسم «التجمّع الشعبي» – الحزب الرابع في التحالف – والذي يتزعّمه غوايدو، أن «ثمّة نقاشات دارت، ويبدو أن هناك خلافات في وجهات النظر بين مؤيّد ومعارض». على أن محصلّة هذه الخطوة ستكون اعترافاً ضمنيّاً ونهائيّاً بشرعية مادورو. من جهته، رفض ناطق باسم غوايدو تأكيد وجود توافق كافٍ حول حلّ الحكومة المؤقتة، إلّا أن الصحف المحليّة نقلت عن شخصية بارزة في التحالف تأكيدها وجود قناعة تامّة بين غالبيّة المعارضين بأن «شخصيّة غوايدو والحكومة المؤقتة، كليهما أفكار غير واقعيّة»، وبأنه «تقرَّر إعادة تصميم كل شيء من دون اعتبار غوايدو رئيساً مؤقّتاً»، على أن يصدر القرار في غضون أسبوعين.
ستحاول واشنطن إعادة تأسيس قنوات تواصل مع كاراكاس، لتعويض النقص في المعروض النفطي
في هذا الإطار، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن لا تزال تعترف بغوايدو «رئيساً مؤقتّاً» للبلاد، و«تنسّق الأنشطة مع إدارته»، لكنّها أفادت أنها تنسّق أيضاً مع تحالف المعارضة للوصول إلى «أنجع السبل لاستعادة الديموقراطية في فنزويلا». وبحسب خبراء في الشأن الفنزويلي، تمثّل هذه الخطوة إقراراً ولو متأخّراً بفشل المشروع الأميركي لإطاحة مادورو. وكانت الولايات المتحدة فرضت على ما يقرب من 50 دولة من حلفائها الاعتراف بغوايدو وحكومته، وسحْب الاعتراف من سلطات كاراكاس، لكن هذه التجربة تحوّلت، مع الوقت، إلى موضوع تندّر في الأوساط الديبلوماسية.