| حلب – خالد زنكلو
بينما واصلت واشنطن عبر ما يسمى «التحالف الدولي» المزعوم الذي تقوده بحجة محاربة تنظيم داعش الإرهابي ببث رسائل «الطمأنة» لحليفتها ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» عن معارضتها شن الإدارة التركية عدواناً برياً ضد مناطق نفوذها شمال البلاد، سواء ببحث زيادة حجم المساعدات لها أم تسيير دوريات عسكرية مشتركة معها شمال شرق البلاد، عدت موسكو العدوان «سابق لأوانه» في ظل الظروف الراهنة.
واعتبرت وزارة الخارجية الروسية أمس وعلى لسان مدير الدائرة الأوروبية الرابعة فيها يوري بليبسون في مقابلة مع وكالة «تاس» الروسية، أن العملية البرية التي تخطط لها تركيا في سورية خطوة سابقة لأوانها، ويمكن أن تؤدي إلى مزيد من تصعيد الموقف، وتثير المشاعر الانفصالية، وتفاقم المواجهة المسلحة.
ولفت بليبسون إلى أن هيئة الأركان العامة ووكالات المخابرات في روسيا وتركيا «على اتصال وثيق، ويتم التعامل بفهم مع القضايا الحساسة»، وشدد على ضرورة «التقيد الصارم بمبادئ وحدة الأراضي والاستقلال وسيادة الدولة السورية»، مؤكداً أن الطريقة الوحيدة الفعالة لحل الأزمة في سورية «هي صيغة أستانا بين روسيا وتركيا وإيران».
وأول من أمس، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين: إن «الوضع على الحدود بين تركيا وسورية لا يزال صعباً، لكن يمكن حله إذا تم أخذ مخاوف الجانبين في الاعتبار».
كما أوضح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغداف الجمعة، أن روسيا لا تتفق مع كل المسائل المتعلقة بالعملية العسكرية التركية في شمال سورية.
وأعرب بوغدانوف، عن تفاؤله بفكرة رئيس الإدارة التركية رجب طيب أردوغان، عقد لقاء بين قادة تركيا وسورية وروسيا، قائلاً: إن «موسكو إيجابية للغاية بشأن فكرة الرئيس التركي لعقد اجتماع بين قادة تركيا وسورية وروسيا، نجري الآن اتصالاتنا مع الأصدقاء السوريين».
والخميس الماضي كشف أردوغان عن تقديمه اقتراحاً للرئيسِ الروسي فلاديمير بوتين لعقد لقاء ثلاثي بينه وبين الرئيس الروسي والرئيس بشار الأسد.
ونقلت وكالة «الأناضول» عن أردوغان قوله في تصريح أثناء عودته من تركمانستان: «عرضت على بوتين عقد لقاء ثلاثي بين زعماء تركيا وروسيا وسورية، وتلقى العرض بإيجابية، وبهذا الشكل نكون قد بدأنا بسلسلة اللقاءات».
وأضاف قائلاً: «نريد أن نقدم على خطوة ثلاثية تركية روسية سورية، ولذلك يجب أولاً عقد لقاءات بين أجهزة الاستخبارات ومن ثم وزراء الدفاع ثم وزراء الخارجية».
وعلى صعيد الرسائل الأميركية لثني إدارة أردوغان عن القيام بعدوان بري داخل مناطق «قسد»، المتهمة بتدبير تفجير شارع الاستقلال في إسطنبول، واصلت قوات «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن تسيير دوريات عسكرية مشتركة مع تلك الميليشيات، إذ سيرت دورية مشتركة الخميس الماضي، هي الثانية في غضون الأسبوع المنصرم بعد تعليق عمل الدوريات من قبل «قسد» نهاية الشهر الفائت اعتراضاً على القصف التركي لمناطق نفوذها.
وبينت مصادر محلية في مدينة القامشلي شمال الحسكة لـ«الوطن»، أن الدورية العسكرية المشتركة لـ«قسد» مع جيش الاحتلال الأميركي، والمؤلفة من ٤ دبابات وعربة همر، انطلقت برفقة قوات «قسد» من مدينة رميلان وصولاً إلى بلدة تل معروف. وأشارت المصادر إلى أن عناصر الدورية توقفوا خلال مسيرها في قرى للحديث إلى سكانها بهدف بث الطمأنينة في نفوسهم بعدم شن إدارة أردوغان عملية غزو بري باتجاه مناطقهم.
إلى ذلك، نشر موقع وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» الرسمي أن البيان الختامي لدول التحالف ضد تنظيم داعش، بيّن أن المجتمعين ناقشوا مساء أول من أمس زيادة المساعدات الإنسانية في شمال شرق سورية والعراق، بالإضافة إلى إعادة مسلحي التنظيم وعوائلهم من مخيمات شمال وشرق سورية، مع إعطاء الأولوية على المدى القريب لزيادة المساعدات الإنسانية ومساعدات الاستقرار في شمال شرق سورية والعراق.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن