أنجزت الولايات المتحدة الخميس إرساء ميناء عائم موقت قبالة شواطئ قطاع غزة، في خطوة طال انتظارها ويؤمل في أن تساهم بزيادة إيصال المساعدات الى القطاع المحاصر والمهدّد بالمجاعة في ظل الحرب المتواصلة بين إسرائيل وحركة حماس.
وقالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) في بيان الخميس “في حوالى الساعة 7,40 صباحاً (بتوقيت غزة، 04,40 ت غ)، قام أفراد القيادة المركزية الأميركية الذين يدعمون المهمة الإنسانية لتوصيل مساعدات إنسانية إضافية إلى المدنيين الفلسطينيين المحتاجين، بتثبيت رصيف مؤقت على الشاطئ في غزة”.
وقال قائد القوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط الأدميرال براد كوبر لصحافيين في واشنطن “أعتقد أن حوالى 500 طن (من المساعدات) ستصل في اليومين المقبلين”.
وأضاف “إنها كمية كبيرة جدا، وهي موزّعة الآن على العديد من السفن”.
وأكد الجيش الإسرائيلي بدوره انجاز أعمال تثبيت الميناء العائم، مؤكدا أنه “خلال الأيام المقبلة، سيبدأ دخول الشاحنات” من المنصة البحرية الى القطاع الفلسطيني المحاصر.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن في آذار/مارس إنشاء هذا الميناء بكلفة لا تقل عن 320 مليون دولار، في إطار الجهود الدولية للالتفاف على القيود التي تقول المنظمات الدولية إن إسرائيل تفرضها على إدخال المساعدات براً الى القطاع.
وعادة ما يكون الإجراء الأميركي من هذا القبيل للتعامل مع أزمة إنسانية تسببت بها نشاطات دولة معادية للولايات المتحدة، وليس أحد أوثق حلفائها، كما هو الواقع مع إسرائيل.
ويجري تفتيش سفن المساعدات في قبرص قبل انطلاقها. ثم يتم تحميل المساعدات على متن شاحنات بعيد وصولها الى الميناء. وأكد كوبر أنه بمجرد وصولها إلى اليابسة سيتم تفريغها ونقلها إلى القطاع في غضون ساعات.
وأوضح “هناك آلاف الأطنان من المساعدات الآتية. نحن نرى تدفق كميات كبيرة من المساعدات إلى قبرص لتوزيعها”.
وأشار كوبر الى أن “حوالى ألف جندي وبحار أميركي مشاركون في العملية، لكنهم معنيون فقط بالرصيف وليس بعملية التسليم التي ستتولاها الأمم المتحدة”، مضيفا “لن تكون هناك قوات عسكرية أميركية على الأرض في غزة”.
– 90 شاحنة يومياً –
وحذّرت الأمم المتحدة من مجاعة تلوح في الأفق في غزة حيث تقول إن الغالبية العظمى من سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة نزحوا منذ بداية الحرب قبل سبعة أشهر.
واندلعت الحرب على إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصا غالبيتهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
وخطف خلال الهجوم أكثر من 250 شخصا ما زال 128 منهم محتجزين في غزة قضى 36 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.
وردا على الهجوم، ينفّذ الجيش الإسرائيلي حملة قصف مدمّرة وعمليات برية في قطاع غزة حيث قتل 35272 شخصا غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
وتؤكد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أن إيصال المساعدات عن طريق البحر أو إلقاءها من الجو لا يعوّض عن فتح المعابر البرية والسماح بدخول المزيد من شاحنات المساعدات إلى غزة.
ويبقى معبر رفح الحدودي مع مصر، وهو نقطة العبور الأساسية للمساعدات عن طريق البرّ، مغلقا منذ سيطرة إسرائيل عليه في السابع من أيار/مايو.
وأتى التوغل الإسرائيلي في مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، بعد أسابيع من التهديد بمهاجمتها، على رغم تحذيرات الولايات المتحدة وأطراف دولية أخرى بشأن مصير نحو 1,4 مليون فلسطيني كانوا موجودين فيها، نزحت غالبيتهم من مناطق أخرى بسبب الحرب.
وأتى الإعلان عن إنجاز الميناء الخميس غداة تأكيد الحكومة القبرصية أن السفينة الأمريكية جيمس أ. لوكس غادرت الجزيرة المتوسطية وهي تحمل على متنها مساعدات إنسانية و”معدات فنية لتفريغ ونقل المساعدات إلى الرصيف”.
وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس “من المتوقع مغادرة حمولات جديدة لنقل المساعدات الإنسانية بما في ذلك المواد الغذائية والإمدادات الطبية ومواد للنظافة ومآو موقتة”، مشيرا الى أن “الأمم المتحدة ستتسلم المساعدات وتتولى توصيلها”.
وأعلنت بريطانيا الأربعاء مغادرة أول شحنة تضم نحو 100 طن من المساعدات الإنسانية المخصصة لغزة.
وأضاف البيان أن هذه الشحنة ستشمل على وجه الخصوص “8400 وحدة” لمآوٍ موقتة مصنوعة من الأغطية البلاستيكية.
وأشار البيان البريطاني الى أن الميناء سيبدأ العمل بتسهيل إيصال حمولة نحو 90 شاحنة من المساعدات يومياً، على أن يتم رفعها الى 150 يومياً بمجرد تشغيله بكامل طاقته، دون تقديم جدول زمني واضح لذلك.
وذكر أن الممر البحري “ليس بديلا عن المساعدات التي يتم تسليمها عبر الطرق البرية، والتي تظل الطريقة الأسرع والأكثر فعالية لإيصال المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى غزة”.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في البيان “نعلم أن هناك حاجة إلى المزيد، خصوصا عبر البر”.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم