آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » واقع مؤلم .. وموت مؤجل !!

واقع مؤلم .. وموت مؤجل !!

 

سعاد سليمان

 

صور , ووقائع عديدة تنتشر في مجتمعنا اليوم , مؤكدة غياب المسؤولين , أو تجاهلهم عن دورهم في تنظيم المجتمع ..

لن أسهب في الحديث عن دور مجلس مدينة طرطوس مثلا في مجال النظافة للمدينة السياحية اليوم , ولا عن روائح الحاويات القاتلة حيثما وجدت , وانتشار القمامة في كل مكان , وعن طريقة نقلها عبر سيارات شاحنة يرميها عمال كمن يرمي كرة في ملعب , الملعب شاحنة مليئة بالأوساخ , والكرة كيس من قمامة ممزق , أو غير ممزق .. المهم أن ينجز العامل مهمته , والباقي يتركه لقدره !!

سأتحدث عن أجور البيوت في طرطوس اليوم , وقد حلقت فوق المليون ليرة سورية مقابل شقة صغيرة , أو بيت تالف .. ولا يزال راتب الموظف , حامل الشهادات , لا يتعدى الثلاث مائة ألف ليرة ونصف , بينما يدفع أجرة بيته المتواضع المليون والنصف !!

بعضهم دكاترة في الجامعات , وهم يعانون كما يعاني الموظف العادي , وعامل النظافة اليوم .

طبعا .. لأصحاب البيوت الحق في وضع المبلغ الذي يرونه مناسبا لأملاكهم الخاصة , وكل حسب حاجته , أو ضميره ..

لكن .. ويحق لنا أن نسأل :

ما دور (البلدية) في هذا المجال ؟, حين يرفع صاحب بيت أجار ملكه كيفما يشاء ومتى يشاء إذ لا قانون يحمي , ولا قانون يرفع من قيمة هذا المواطن الذي لا يملك قوت يومه , وأولاده …

في البحث عن سكن .. ترى العجب العجاب في شقق لا تسكنها (الكلاب) !!مع الاعتذار من الكلاب التي تتمشى اليوم بثقة مع أصحابها على الكورنيش البحري , ومع ذلك يؤجر البيت منها بالمليون , دون العودة إلى البلدية , ودون عقد أجار رسمي .. فالملك هو صاحب الملك الذي لا يعترف إلا بنفسه .. حيث لا رقيب , ولا حسيب .

لذلك نرى اليوم عائلة تنام في حديقة عامة , ونرى شبابا , وشابات ينامون فوق رصيف , وعلى مقعد في طريق !!

سؤال : إلى متى نتحمل هذه المشاهد المؤلمة , ونعيش هذا الواقع المر ؟!!

حيث الأطفال المشردون , والعجزة الشحاذون ينتشرون في الشوارع , أمام المطاعم , والمقاهي , في الحدائق , وعلى الكورنيش البحري ,وحيث أماكن السباحة الفاخرة , والمتوسطة , والمعدمة , وحيث يتواجد الناس بكثرة , يطلبون من مال الله دون خجل , بل هو العمل المعتمد للعيش !!

وبينما تزدحم السيارات الفاخرة أمام المطاعم , والأماكن المزدحمة بالزوار , لا يمكنك أن تركن سيارتك الفاخرة .. أيها الفاخر !!

سورية : الوحدة , والحرية , والاشتراكية .. الشعار الذي رددناه على مدى سنوات العمر بفخر وثقة .. سورية تندثر , تتلاشى حين ترى جارك ينعم بالطاقة الكهربائية لأنه يملك المال , وأنت تنتظر النصف ساعة من كهرباء الدولة بعد قطع , وغياب لمدة خمس ساعات متواصلة !!!

(موقع سيرياهوم نيوز-١)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بين وجع السوريين وصمت الأمم… “كوردوني”يدخل الساحة ومعه ملامح تحوّل خفي

  د. سلمان ريا   في خطوة لافتة تحمل أكثر مما تعلنه بيانات الأمم المتحدة التقليدية، عيّن الأمين العام أنطونيو غوتيريش الإيطالي كلاوديو كوردوني نائبًا ...