آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » … وتبقى فيروز نكهة الموسم

… وتبقى فيروز نكهة الموسم

| بشير صفير

المعضلة التي تكلّمنا عنها السنة الماضية في ما خصّ هدايا العيد الموسيقية، لا تزال قائمة، وهذا متوقّع. نحن لا نتكلّم عن معضلة سببها الوضع الاقتصادي فحسب. فالحال، إن تحسّنت اقتصادياً، لن تغيّر في الواقع على الأرجح. واقع أنّ الهدية الموسيقية، بمفهومها المادي، ماتت.

ككلّ سنة، نقوم بجولة في المدينة قُبَيْل الأعياد، لنرى ما هو متوافر من خيارات نقترحها على الراغب بإهداء قريب أو صديق بعض «الموسيقى» (CD أو غيره).

منذ السنة الماضية ــــ أضف إلى أنّنا بتنا نشعر بخجل من الناس لمجرّد التفكير بأنّ الـ «هدية»، كتعبير ملموس عن الحب للآخر، باتت ترفاً وقحاً ــــ بدأت تلك المعضلة تكبّل عملنا في تسهيل مهمّة شراء هدية موسيقية. وهذه السنة، قمنا بجولة كنّا نعرف نتائجها مسبقاً، لكننا لم نتوقّع «جديدنا» السريالي. فأحد أكبر محال بيع الموسيقى في لبنان احتلت الأكسسوارات الإلكترونية وغيرها (سكاكين وقداحات مثلاً) المساحة الأوسع منه. وهنا لا نقصد تلك التي لها علاقة بالموسيقى أو الصوت. الأسوأ، يمكنكم أن تجدوا عنده سكاكر! قرب الصندوق، حيث يُوضَع عادةً جديد موسيقي ضارب، «توجد لدينا» مصّاصات بكل الطعمات! هكذا أصبح المكان دكّاناً كبيرة. لكن ماذا يمكن أن تشتروا من السلعة الأساسية التي وُجد من أجلها؟ هناك مجموعة صغيرة من الـ LPs (ديسكات الفينيل)، لا لأجل الموسيقى، بل لأجل الموضة التي أعادت، قبل أكثر من عقد، سلعة كان الـ CD قد همّشها. وكما تعلمون، إنّ هدية من هذا النوع لن تعدو كونها «لوحة»، يمكن عرضها في الصالون، حيث أنّ المعدّات المطلوبة للاستماع إليها مكلفة وغير موجودة إلا عند قلّة. تجدون وائل وإليسا والحلاني على LP. لماذا يا ربّ؟ لسنا ندري. وفي هذا السياق، «جديدنا» الأسطوانات المستعملة، لزوم الحنين إلى سامي كلارك وسمير حنّا. نتوجّه إلى ستاند الـ New Releases (إصدارات جديدة / CD)، حيث أجدد ألبوم عمره عشرون سنة، في حين أنّ الإصدارات المحلية التي كانت معروضة السنة الماضية، لا تزال في مكانها، باستثناء إصدار جديد لعمر الرحباني، يحتل المرتبة الأولى في قائمة أبشع غلاف، أو ربّما ينافسه LP الكفوري.

الصامد الوحيد الذي لم يؤثّر به لا انهيار ولا «تطوّر» أذواق ولا تقدّم تكنولوجي غلَّبَ الـ «ستريمينغ» على الوسيط المادي (CD / LP) هو… فيروز. حتى أغلفة ألبوماتها لا تزال جميلة، رغم القِدَم. طوبى للذين يحبّون فيروز، فلهم وحدهم هدية موسيقية.

 

سيرياهوم نيوز3 – الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ديبلوماسية «البيكيني»… للترويج للصهيونية

غادة حداد   بعد عام 2000، عملت الحركة الصهيونية على تغيير صورتها، بسبب النقمة عليها بعد انتفاضة الـ 2000، وما رافقها من جرائم إسرائيلية بحق ...