الرئيسية » كلمة حرة » وجع البطاطا ..؟! 

وجع البطاطا ..؟! 

 

 

سلمان عيسى

 

سأعتذر اولا من نشر الاسماء التي كانت اياديها بيضاء على منتجي البطاطا في سهل عكار .. وسأذكر حوادث يزيد عمرها عن خمس سنوات.. ولا يعني هذا الانتقاص من جهد اي مسؤول حالي في محافظة طرطوس ..

في موسم البطاطا عام ٢٠١٨ انهارت الاسعار بشكل كبير، وذات مساء اتصل بي المحامي صفوان ابو سعدى محافظ طرطوس آنذاك يطلب مني اولا استمزاج آراء المزارعين في سهل عكار لتسليم انتاجهم الى السورية للتجارة .. وان نتواصل مع المهندس عمار محمد مدير عام السورية للتجارة حول تنسيق هذا العمل ..

كان ذلك مساء يوم خميس نيساني جميل .. قلت لهما غدا الجمعة سأكون في القرية، وسأتواصل معكما من ارض اخي بعد ان اتناقش مع اخوتي .. بالفعل تم ذلك ووافق الاخوة على التسليم للسورية للتجارة بسعر ٦٥ ليرة وكم كانت تساوي في ٢٠١٨ ..؟  .. اضافة الى ان المؤسسة وفرت حينها على الفلاحين اجور النقل لأن آلياتها هي من سينقل المحصول من الحقل، وتوفير ثمن العبوات والسمسرة .. علما ان السورية كانت تشتري البطاطا من الفلاحين في احدى المحافظات ب ٥٧ ليرة .. لكن جودة البطاطا المنتجة في سهل عكار دفعت السورية الى زيادة سعر الشراء عن بقية المناطق ..

كان السعر في اسواق الهال اقل من ٥٠ ليرة .. لكن بعد تدخل السورية وصل السعر الى ٥٥ – ٦٠ ليرة في اهم حالة تدخل ايجابي تسجل في تاريخ هذه المؤسسة .. وبدأت من حينها – في نفس الموسم آليات الفلاحين تكتظ في ساحات فرع السورية بطرطوس وتبيت لأيام حتى يصلها الدور .. وذلك بعد ان عجزت آليات السورية للتجارة من تلبية طلبات الفلاحين لنقل محصولهم الى الفرع ..

كانت زيارات اللجنة الوزارية التي كان يرأسها المهندس علي حمود وزير النقل آنذاك شبه اسبوعية الى سهل عكار مع المحافظ واعضاء المكتب التنفيذي .. هذه الزيارات التي تركت اصداء ايجابية خاصة عندما كانوا يستمعون بتمعن لمشاكل الفلاحين وهمومهم ..

قبل بداية جني موسم البطاطا في سهل عكار في موسم ٢٠١٩ بأيام قليلة قام وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك آنذاك بتوقيع عقد مع احد التجار لاستيراد 5000 طنا من البطاطا المصرية، الغريب انه في اثناء وصول الشحنة الى ميناء طرطوس، وقبل تخليصها جمركيا، كان الفلاحون في عدة قرى بسهل عكار قد بدأوا بتقليع البطاطا وطرحها بالسوق – حينها رغب رئيس اتحاد الفلاحين في طرطوس آنذاك مضر اسعد ان نقوم بتوثيق هذا النشاط الفلاحي المميز مع الصديق محمد حسن مراسل الاخبارية السورية في طرطوس .. وكان ان تم منع طرح البطاطا المستوردة في السوق السورية .. لكنها ذهبت الى مكان آخر مجهول .. المهم انها لم تتمكن من منافسة البطاطا المحلية ..

اذكر هذه التفاصيل التي قد تبدو مملة للبعض، لأدلل على ان الفلاح الطرطوسي حينها لم يكن وحيدا .. ولم يترك في مهب الريح تتناهبه الاسواق والسماسرة كما الآن تماما ..

لم نسمع بتصريح لمسؤول معني بالتسويق الزراعي حول اسعار البطاطا وغيرها من المنتجات الزراعية .. لا من المحافظ ولا عضو المكتب التنفيذي المختص .. ولا مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك .. يبدو لأنهم ما زالو منشغلون بتوزيع البنزين على الكازيات بعكس ما اتت عليه البطاقة الخاصة بالسيارات .. ومنشغلون ايضا بارضاء اصحاب المخابز الخاصة من خلال تشليح المخابز العامة 15 طنا من الطحين يوميا وبالتمييز بين انتاج مطحنة طرطوس مع احدى مطاحن القطاع الخاص .. اعتقد انها لأغراض شائنة .. كل هذا يبدو اولويات لديهم .. اما اسعار المنتجات الزراعية في المحافظة فهي آخر همهم .. لا الزراعات المحمية ولا الزراعات المكشوفة من البطاطا الى القمح .. الى كل انواع الزراعات .. يقول المثل ( لاقيني ولا تطعميني ) .. اي انكم ايها السادة لا تبالون حتى بسماع الهموم ..؟!

على الاقل استمعوا الى وجع هؤلاء الفلاحين القادم اليهم من اهمالكم لوجع البطاطا التي دفعوا ثمنها على الاقل عام من اعمارهم .. ولن نذكر تفاصيل خساراتهم ..؟!

(سيرياهوم نيوز4-خاص)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

منازلة تاريخية فاصلة

  بقلم:عدنان عزام طوبى لمن يكتب و يتكلم في هذا الوقت العصيب الذي يشهد تحولات تاريخية تجعلنا بحاجة ماسة لأهل الكتابة و الكلام نعم نحن ...