آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » وجهة نظر في “ثورة الميديا”..!

وجهة نظر في “ثورة الميديا”..!

 

بقلم :أحمد يوسف داود

 

في اعتقادي أنّ تعزيز التّنوُّعِ الثّقافيِّ في عالَمِنا هو أحدُ أهمِّ الشُّروطِ للإبقاءِ على سَلامِهِ، وعلى حيَويَّةِ الجنسِ البَشريِّ كُلِّهِ وعلى سلامةِ ارتِقائِهِ المُستَمرّْ.

وهو، في تَقديري، أساسٌ للتَّكامُلِ المُتواصِلِ بَينَ الأعراقِ والشُّعوبِ تواصُلاً إيجابيّاً فَعّالاً يُوجِبُ – أوّلَ ما يُوجبُ – إسقاطَ الشُّوفينيّةِ القَوميّةِ والعِرقيّةِ وما يَلحقُ بهما من نَزْعاتٍ تجرُّ وَراءَها ماتَجُرُّ من نِزاعاتٍ كبرى، وحُروبٍ دَمَويةٍ إباديّةٍ، بذَرائعَ مُختَلفةٍ لاغايَةَ لها إلّا نَهبُ ثَرواتِ الآخرينَ الذين جرى ويَجري فرضُ تَخلُّفِهم عليهم كما يَتمَّ مَنعُهم منَ التَّطوُّرِ المُتوازنِ بِمُختلِفِ الوَسائِلْ!.

غيرَ أنّه، قبلَ رُبعِ قَرنٍ وأكثرَ قليلاً، وُلدتْ (ثَورةُ الميديا) فبَدأتْ فوراً عَمليّاتُ تَسطيحِ العَقلِ الإنسانيِّ العامِّ وبدأ إرهاقُهُ المُنذِرُ بإتلافِهِ إتلافاً فَظّاً، وهانحنُ في بِداياتِ ذلكَ الآن.. ولكنّنا لانعرفُ إلى أينَ ستَنتَهي!.

إنَّ المُتَحكِّمينَ بإنتاجِ (ثورة الميديا) هذهِ يَهدفونَ أساساً إلى إعادةِ إنتاجِ بَشرٍ رُبّما لن تكونَ لَهم من أسُسِ تَكوينِ (الإنسانِ العاقِل) غيرُ التسميةِ والصُّورةِ والقليلِ ممّا هو ضَروريٌّ للبَقاءِ في خِدمةِ مُنتِجي (الميديا) ومَن يتَحكّمونَ بها وبِما سيَكونُ عَليهِ – بالتالي – مُستَقبلُ هذا الجِنسِ البَشَريِّ برُمّتِهْ!.

إنَّ البَشريّةَ كُلَّها تُفيقُ يَوميّاً على جَديدٍ لايَعرفُ ما وراءَهُ إلّا القِلّةُ التي تَعمَلُ على تَطويرِهِ.. والآتي رُبّما يَكونُ غداً أدهى وأمرّْ!.

ان التطويرات التي نجهل نحن – سكانَ البلدان المتخلفة – مراميَها وأبعادَها ومقاصدها التي هي مخبوءةٌ عنا في (ثورة الميديا هذه) لاتكتفي بأن تضخ لنا فيضاً من المعلومات شبه الزائفة، وحسب، عن قضايا غير قائمة أصلاً في الأوضاع العالمية ذات الصلة بمصائر غالبية البلدان المتخلفة، أو المستضعفة، لأسبابٍ نفعيةٍ لتلك البلدان التي تتحكم بما يملأ (الفضاءَ الافتراضيَّ) الذي باتت أجيالٌ كثيرةٌ جديدةٌ، وحتى كبيرةٌ نسبياً، تصدق كل مايقال فيه دون أي توقّفٍ لفرز ما هو زائف فيه عما يمكن أن يًحملَ ولو قليلأً من إمكانية الصدق أو الصحة!.

وهكذا تصبح غالبية الأجيال الجديدة في العالم المتخلف نوعاً من الضحايا الجاهزة لما يتمُّ تدبيرُهُ لها من مصائرَ قد لاتحمل أيَّ قدرٍ ممّا هو إيجابيٍّ بنسبة مفبولةْ!.

وبالطبع، يُمكنُ هنا لمن يريد أنّ يرى جيداً، أنّ المستقبلَ لغالبيّةِ سكانِ هذا الكوكب الذي نحيا عليه ليس في طيّاتِهِ مايمكن أن يكون جيداً وآمِناً لأيّ أمة او شعبٍ ضعيفٍ على الإطلاق!.

(سيرياهوم نيوز1-خاص)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

معبر .. وضحايا ..؟!

    سلمان عيسى   منذ أكثر من شهرين قضى أحد مواطني قرية تلسنون بحادث تصادم مروع مع القطار على معبر تلسنون – ارزونة.. طبعا ...