هل يمكن لوخزات صغيرة أن تمنحك بشرة أكثر شبابًا؟ إليك كل ما يجب أن تعرفه عن تقنية الوخز بالإبر للوجه، وفوائدها الجمالية، ومخاطرها المحتملة، ولماذا يُطلق عليها «البوتوكس الطبيعي».
ما هو الوخز بالإبر للوجه؟ تعريف وفكرة العلاج
وخز الوجه بالإبر هو علاج تجميلي مستوحى من الطب الصيني التقليدي، يقوم على غرز إبر دقيقة جداً في نقاط معيّنة على الوجه، وأحيانًا على الجسم، بهدف تنشيط الدورة الدموية، تحفيز إنتاج الكولاجين الطبيعي، وتخفيف التوتر العضلي. يُعرف هذا الأسلوب أيضًا باسم «البوتوكس الطبيعي»، لأنه يُستخدم كبديل غير جراحي لعلاجات التجاعيد وشدّ البشرة.
كيف يعمل الوخز بالإبر للوجه على تجديد البشرة؟
بحسب مبادئ الطب الصيني، فإن الوخز بالإبر يساعد على إعادة توازن الطاقة الحيوية في الجسم، والمعروفة باسم «تشي». أما من الناحية العلمية، فيُعتقد أن غرز الإبر في نقاط معينة يحفّز الجسم على إفراز الإندورفينات، ويزيد من تدفّق الدم إلى أنسجة الوجه، ما يسهم في تسريع عملية تجدد الخلايا وتحسين مرونة الجلد ومظهره العام.
أبرز فوائد الوخز بالإبر للوجه
تشير بعض الأبحاث والتجارب إلى أن هذه التقنية قد تسهم في تحسين مرونة الجلد وشدّه بطريقة طبيعية، كما تُساعد في التخفيف من التجاعيد والخطوط الدقيقة، وتحسّن من لون البشرة وتُعزز إشراقتها. كما تُفيد في تقليل الانتفاخ تحت العين وتخفيف التوتر العضلي في مناطق مثل الفك والجبين.
وهناك من يشير إلى تحسّن في جودة النوم والمزاج العام بعد الجلسات، بالإضافة إلى دورها الداعم في علاجات حب الشباب وبعض حالات الالتهاب الجلدي. مع ذلك، فإن الأدلة العلمية لا تزال محدودة، ويعتمد كثير من هذه النتائج على تجارب فردية أو تقارير غير منهجية.
متى تظهر نتائج الوخز بالإبر للوجه؟
بعض الأشخاص يلاحظون إشراقة فورية في بشرتهم بعد الجلسة الأولى، إلى جانب شعور بالاسترخاء العضلي، ولكن النتائج الأكثر وضوحًا مثل تقليل التجاعيد أو شد البشرة تحتاج عادةً إلى سلسلة من الجلسات تراوح بين خمس إلى عشر جلسات أسبوعية. وللحفاظ على هذه النتائج، يُنصح بالمواظبة على الجلسات بشكل منتظم.
هل الوخز بالإبر التجميلي آمن؟
عند إجرائه لدى اختصاصي معتمد ومؤهل، فإن الوخز بالإبر يُعد علاجًا آمنًا. غير أن بعض الآثار الجانبية البسيطة قد تظهر، مثل احمرار أو كدمات خفيفة في مواضع الإبر، أو شعور طفيف بالوخز والضغط أثناء الجلسة، وقد يشعر البعض بدوخة عابرة. في المقابل، هناك حالات يُمنع فيها استخدام هذا النوع من العلاج، مثل وجود اضطرابات في تجلط الدم، أو الحمل، أو استخدام أدوية مضادة للتخثر.
الفرق بين الوخز بالإبر وتقنيات تجميل الوجه الأخرى
يتميّز الوخز بالإبر عن باقي تقنيات التجميل بأنه لا يتطلب تدخلاً جراحيًا أو استخدام مواد كيميائية، كما لا يحتاج إلى فترة تعافٍ، وتكلفته غالبًا ما تكون معتدلة مقارنة بغيره. في الوقت ذاته، تظهر نتائجه بشكل تدريجي لأنها تعتمد على تحفيز الجسم لآلياته الطبيعية في التجدد.
أما تقنيات مثل البوتوكس أو الفيلر، فهي توفّر نتائج فورية لكنها قصيرة الأمد وتتطلب تكرارًا منتظمًا. في المقابل، تُعد جراحات شد الوجه أكثر فعالية من حيث النتائج الطويلة الأمد، لكنها تدخلية وتتطلب وقتًا طويلاً للتعافي، فضلًا عن ارتفاع تكلفتها.
كيف نختار الاختصاصي المناسب؟
ينبغي التأكد من أن الاختصاصي حاصل على ترخيص رسمي ومتخصص تحديدًا في مجال الوخز التجميلي بالإبر، لا في العلاج العام فقط. كما يُستحسن التحقق من نظافة العيادة وتعقيم الأدوات المستخدمة فيها، وطلب شرح واضح لخطة العلاج وعدد الجلسات المطلوبة. من المهم أيضًا أن تشرح للطبيب حالتك الصحية والأدوية التي تستخدمها مسبقًا، لتفادي أي مضاعفات أو آثار جانبية.
هل يستحق التجربة؟
بالنسبة إلى من يبحث عن طريقة طبيعية، غير جراحية، وآمنة لتحسين مظهر البشرة، فإن الوخز بالإبر يُعتبر خيارًا جديرًا بالاهتمام. فهو يجمع بين العناية الوقائية والتحفيز الطبيعي لتجديد البشرة، دون التعرّض لمواد كيميائية أو عمليات. ومع ذلك، فإن نتائجه ليست سحرية ولا فورية، وتحتاج إلى التزام واستمرارية، إلى جانب نمط حياة صحي لضمان فعالية أكبر واستدامة النتائج.
أخبار سوريا الوطن١-الأخبار