آخر الأخبار
الرئيسية » تربية أخلاقية وأفعال خيرية » وداعاً جريس البشارة : كان رجلاً صنديداً نحت مستقبله بقلمه وفكره ومثابرته وجابه الارهـ،اب شجاعاً مقداماً وارتقى شهيداً  

وداعاً جريس البشارة : كان رجلاً صنديداً نحت مستقبله بقلمه وفكره ومثابرته وجابه الارهـ،اب شجاعاً مقداماً وارتقى شهيداً  

 

سليمان خليل

 

 

لم أكن أتوقع يوما أنني سأكتب نعوة الأخ والصديق وأستاذ وزميل العمل والدرب المهندس جرّيس جميل البشارة وأن يكون شهيدا في تفجير أرهابي غادر إلى جانب الشهداء في رحاب كنيسة مار إلياس بدمشق ، ومعه الصديق والأخ الحبيب د. م. معن كوسى ..

 

تدفعني الكتابة عن رجل صنديد نحت مستقبله بقلمه وفكره ومثابرته، وكان مثالاً بين زملاء مهنته واختصاصه في العمل والمهنية والأخلاق فهو ابن عائلة تربت وشربت من طيّب الأصالة ونشر قيم التسامح والمحبة وحب الخير والعلم ،

مذ عرفته مديراً لهندسة المرور في المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية وما لمسته من ادارته لفريق العمل في ظروف صعبة وشاقة تشابكت أيدينا في دفع مسيرة العمل والإنجاز ، فعهدته مؤمناً بروح العمل الجماعي واستنباط الحلول والأفكار وتقديم النصح والإرشاد.. ومتابعته لهواجس كلٌ عامل لديه ومد يد العون والمساعدة ليكون اخاً لهم قبل ان يكون مديراً ، تاركاً عند كل زائريه اثراً عميقاً في القلوب بما يمتلكه من طيب النفس وتقدير المواقف وبعد اي اذى عن اي شخص كان ..

 

ظل على الدوام شغوفا بالعمل ودقته وإصراره ان يخرج بأرقى صور النجاح والرضا، واستمر بنفس الوتيرة وأكثر مديراً للمتابعة في وزارة النقل فحضر وشارك فيما لا يمكن إحصاؤه من أعمال وجولات على مدار الساعة وفي كافة الاصعدة وترك أثرا كبيرا في نفوس الناس والعاملين وكل من التقوه وعرفوه.. وصولا لاستلامه معاوناً فنياً ثم مديراً عاماً للمؤسسة صانعاً لأسرة عمل بكل معنى الكلمة في الادارة وعلى امتداد القرى والمحافظات التي أعطاها من خبرته وعلمه وعمله ..

 

وداعاً استاذ جريّس سنفتقد لروحك الطيبة التي ماعرفت الا الخير والسلام، ولمهنيتك ومتابعتك التي مابخلت في تخفيف الحوادث واجتراح الحلول على شبكة الطرق من صيانة وانشاء وتخطيط ودهان واشارات طرقية ودراسات وتطوير تتمحور في مجملها حول رفع معايير السلامة والأمان وزيادة كفاءة الأداء في خدمة العابرين على امتداد مسافات الوطن .. وها انت اليوم جابهت الارهـ،اب شجاعا مقداما ﺍﻟﻰ جانب شقيقك الشهيد بطرس الذي أفنى جسده في إبعاد العمل المجرم لمنعه قدر الإمكان ومنع الفاجعة والكارثة وتنقذ حياة أبرياء وأطفال كانوا في الكنيسة.

 

ووداعاً أيضاً لصديقنا الحبيب الدكتور المهندس معن كوسى الذي أرسى عملاً مميزاً في البحوث والمختبرات الطرقية وفي كل المواقع التي تسلمها في المؤسسة وكان مثالاً في الصدق وحب المعرفة والعمل والعطاء بكل دقة ومهنية في كل ما يتكلف به أينما حل .. ربّى أولاده على الخير ونالوا اعلى درجات التفوق وكافح للقمة عيشه ناشراً أدبه وأخلاقه الحسنة وعصاميته الطيبة في كل ميادين العمل والحياة أخاً نبيلاً للجميع ..

 

الوفاء لكم ولكلّ الشهداء ماعرفناه عنكم من حب وطيبة وأخلاق واستقامة واحترام وعمل صادق ومسؤول ونموذجاً في الحياة المهنية والاجتماعية على حد سواء ونستذكر معهم وغيرهم ممن نعرفهم كل الأعمال والخدمات النبيلة التي قدموها .. وهي رصيدٌ باقٍ لايمحوه الزمن نستذكره بعد الفراق أحاديثاً وذكراً ويدنينا من قوارير ورده عطراً ينشر شذاه ربيعاً بعد ربيع ..

 

الرحمة لأرواحكم الطاهرة النقية وارواح الابرياء من فقدناهم ، وتعازي الحارة لأسرة العمل واسرة الفقيدين والاصدقاء والمحبين والشفاء للجرحى والمصابين..

 

(اخبار سوريا الوطن ١-صفحة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

البابا بشأن تطورات الشرق الأوسط: البشرية تصرخ وتطالب بالسلام

    أعلن البابا ليو الرابع عشر، الأحد، بعد الضربات الأميركية على مواقع نووية في إيران، أن «البشرية تصرخ وتطالب بالسلام» إزاء «الأخبار المقلقة الآتية ...