انطلاقاً من واجب المعهد الوطني بالتعاون مع مختلف الجهود الوطنية لتجاوز تداعيات الزلزال الذي ضرب سورية يوم الإثنين 6 شباط 2023 وتبعاته الراهنة والمحتملة.
وتحت شعار “بالإرادة والعمل نتجاوز المحن”، أقام المعهد الوطني للإدارة العامة برعاية السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام ابراهيم، ورشة عمل بعنوان “الاستجابة الوطنية لكارثة الزلزال وإدارة آثارها”، يوم الأربعاء 1/ 3 /2023 في مقر المعهد.
وفي كلمة الافتتاح، أكد السيد الوزير على أهمية إقامة هذه الورشة التي تضم الخبراء والاختصاصيين للحديث عن كيفية التعامل مع الكارثة، داعياً إلى تكثيف العمل في هذا المجال من خلال محاضرات وندوات في القطاع الصحي والتعليمي والإعلامي.
وتوجه السيد الوزير بالتحية إلى الذين انطلقوا منذ اللحظات الأولى للكارثة لحماية وإنقاذ إخوتهم في المناطق المنكوبة، لافتاً إلى أن الاستجابة السريعة من الأفراد والمؤسسات الحكومية والخيرية والأهلية ومساعدات الدول الصديقة أدت إلى التخفيف من وطأة الكارثة، وأن ما نتعلمه من هذه الكوارث هو الإيمان بقدرتنا وبالتشاركية والمحبة فيما بيننا.
بدوره، أشار عميد المعهد الوطني للإدارة العامة أ. د. عبد الحميد الخليل أن كارثة الزلزال تتطلب تكامل وتضافر جميع الجهود الهندسية والإغاثية والإعلامية ومنظمات المجتمع الأهلي من أجل الخروج بمنهجية عمل واضحة للمستقبل ومنع حدوث أي تداعيات لاحقة، معتمدين منهج الإدارة الاستراتيجية والرقابة الوقائية.
امتدت ورشة العمل على ثلاثة محاور قدم خلالها المشاركون توصيفاً عن كارثة الزلزال وانعكاساتها من منظور المركز الوطني للزلازل، ومن الناحية العلمية، والهندسية، والاقتصادية وفق إحصائيات هيئة التخطيط والتعاون الدولي.
وتناولت الورشة في محورها الثاني المنهجية المفترضة للتعامل مع الكارثة وفق التجارب والمعايير الدولية من خلال التقييم المتكامل للأضرار والخسائر، والإدارة الفعالة للحد من خطر الزلازل باستخدام الجيومعلوماتية والذكاء الصنعي مع الإشارة إلى بعض التجارب الإقليمية والدولية في هذا الشأن.
وعن الاستجابة الراهنة لكارثة الزلزال عنوان المحور الثالث من الورشة، استعرض ممثلو وزارة الإدارة المحلية والبيئة، ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، والدفاع المدني، والاتحاد الوطني لطلبة سورية، آلية استجابة هذه الجهات كل بما يخصها، وعلى التوازي كانت هناك مشاركات لأخصائيين في الإرشاد النفسي الاجتماعي والصحة النفسية عما تم ويمكن تقديمه من تدخلات وإجراءات في هذا المجال وخاصة تجاه الفئات الأكثر هشاشة من المجتمع.
امتدت مشاركات المحور الثالث لتشمل التعاون الدولي في مجال الاستجابة الإنسانية، وآليات عمليات الاستجابة في الأمم المتحدة، واستجابة وزارة الخارجية والمغتربين في تنسيق المساعدات الإنسانية مع المنظمات الدولية وفق الأولويات الوطنية وهي تعمل ضمن فريق وطني يضم جهات مختلفة واختصاصيين وخبراء، واستجابة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون للكارثة وإدارة الرأي العام.
خرجت الورشة بمجموعة توصيات تناولت مقترحات في كيفية تطوير الاستجابة للكارثة ومتطلبات التعامل مع كوارث لاحقة على المستويات كافة: مستوى الاستجابة والإغاثة، مستوى البيانات وتقييم الأضرار ودعم القرار، المستوى الاقتصادي، مستوى إدارة الكوارث، المستوى الإعلامي، المستوى القانوني، المستوى الاجتماعي والنفسي، المستوى الهندسي والإنشائي، والمستوى المؤسسي مع التأكيد في هذا السياق على دور المعهد الوطني للإدارة العامة في دعم جهود تحديث الإدارة العامة بمخرجات نظرية وتطبيقية قادرة على الإسهام في رسم السياسات العامة في الحالات العادية وحالات الكوارث والأزمات.
حضر الورشة السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والسيد محافظ دمشق وعدد من معاوني الوزراء ومدير الدفاع المدني في محافظة دمشق وقائدا فوج إطفاء دمشق وريف دمشق، وعدد من المدراء والمعنيين في الوزارات المختلفة ومحافظة ريف دمشق والأمانة السورية للتنمية والأكاديمية العسكرية ونقابة المهندسين وقصر الشعب وخريجي المعهد في الجهات العامة.
(سيرياهوم نيوز3-صفحة المعهد)