بمشاركة عدد من الباحثين والأكاديميين، أقامت وزارة النقل السورية بالتعاون مع المعهد العالي للتخطيط الإقليمي بجامعة دمشق اليوم، ورشة عمل حول منهجية إدراج قطاع النقل البري في دراسات التخطيط الإقليمي، وذلك في مبنى الوزارة بدمشق.
دعم التخطيط لتحقيق التنمية المستدامة
الورشة تهدف إلى دعم مسيرة التخطيط من خلال تجميع وتحليل البيانات الوطنية وربطها بالمؤشرات التنموية، بما يسهم في توجيه الخطط والسياسات وتوطين أهداف التنمية المستدامة، عبر تحديد المؤشرات اللازمة وتبني منهجيات دراستها ورصد المساهمة القطاعية في التنمية المكانية.
وزير النقل: القطاع شريان الاقتصاد الوطني
وفي كلمته الافتتاحية، أكد وزير النقل السوري الدكتور يعرب بدر أن الورشة تمثل انطلاقة لتعاون جاد في مجال النقل، مشدداً على ضرورة التعامل معه كاختصاص حديث يُعنى بالتخطيط والإدارة إلى جانب البنية الفنية.
وأوضح الوزير أن النقل ليس مجرد تخصص تقني، بل قطاع يتقاطع مع قضايا المجتمع ويرتبط بالتخطيط الاقتصادي والاجتماعي، لافتاً إلى أهمية اعتماد منهجية تخطيط متعددة الأبعاد لتلبية احتياجات التنمية المتكاملة.
وأشار وزير النقل إلى أن إدماج النقل البري في خطط التنمية المكانية خطوة أساسية لتحقيق التوازن بين مختلف المناطق، وتعزيز البنية التحتية، بما يواكب متطلبات المرحلة المقبلة.
منصة علمية للتخطيط المكاني المستدام
بدورها أوضحت عميد المعهد العالي للتخطيط الإقليمي الدكتورة غادة بلال أن الورشة تمثل منصة علمية لمناقشة مشروع الدليل الوطني لمؤشرات التنمية المكانية وتبادل الخبرات حول أفضل الممارسات في التخطيط المستدام، مؤكدة أن إدراج قطاع النقل البري في هذه الدراسات يعزز التكامل بين السياسات الوطنية والإقليمية، ويدعم جهود سوريا في بناء نموذج متوازن للتنمية المكانية.
محاور الورشة
تضمن برنامج الورشة عدة محاور، أبرزها:
_عرض مشروع الدليل الوطني للتنمية المكانية والتخطيط للنقل البري المستدام، قدمه كل من رئيس قسم البنى التحتية والخدمات في المعهد أسامة درويش، ورئيس القسم اللوجستي والإقليمي حسام سليمان، حيث أضاءا على مؤشرات ربط النقل البحري والجوي والسككي.
_جلسة نقاشية حول التخطيط المكاني وتطبيقاته في قطاع النقل البري ومسارات التنمية المكانية بمشاركة طلاب المعهد.
_محاضرة حول مشاريع الربط الإقليمي الطرقي والسككي قدمها مدير النقل البري في وزارة النقل المهندس علي أسير، استعرض خلالها واقع شبكة الطرق والخطوط الحديدية، والتحديات والمشاريع قيد التنفيذ ورؤية الوزارة للربط الإقليمي.
دراسات طلابية برؤى تطويرية
قدم طلاب المعهد عدداً من الدراسات البحثية، من بينها:
_دراسة للطالبة رنيم إبراهيم حول تطوير معايير إنشاء الموانئ الجافة في دير الزور، بما ينسجم مع الخصوصية المكانية، وأثرها الإيجابي في تحسين الخدمات اللوجستية ودعم النمو الاقتصادي.
_دراسة للطالب مالك الحجي محمد بإشراف أ.د. نسرين السلامة عن تعزيز كفاءة المرفأ الجاف في عدرا ضمن منظومة النقل البري متعدد الوسائط، مشيرة إلى مقوماته غير المستثمرة بالشكل الأمثل.
_دراسة للمهندسة يارا المصطفى حول الدور اللوجستي لمسار دير الزور – الميادين – البوكمال كممر تنموي استراتيجي يحتاج إلى دعم مؤسساتي واستثماري لتحقيق نقلة نوعية.
_دراسة عن محور طرطوس – حمص ركزت على تحويله إلى ممر للتنمية يعزز البعد الاقتصادي والاجتماعي.
_دراسة عن المحور التنموي شمال–جنوب (جرابلس–خربة عواد) في السويداء بيّنت دوره في تحقيق التنمية المستدامة بحلول 2030 وربطه بالتنمية المحلية في المناطق الريفية.
نقاشات لرسم رؤية متكاملة
وتخللت الورشة نقاشات موسعة تناولت سبل تعزيز التعاون بين الجهات المعنية ووضع رؤية شاملة لتطوير قطاع النقل البري، بما يلبي احتياجات التنمية الوطنية، حيث أكد المشاركون أن تطوير هذا القطاع الحيوي سيعزز من موقع سوريا كمركز إقليمي للنقل والعبور، ويدعم تحقيق التنمية المستدامة في مختلف المناطق.
ويعمل المعهد العالي للتخطيط الإقليمي بجامعة دمشق، بالتعاون مع وزارة النقل على إعداد كوادر متخصصة في مجالات التخطيط المكاني والتنمية المستدامة، عبر دمج المعرفة الأكاديمية بالتطبيق العملي، بما ينسجم مع متطلبات إعادة الإعمار والتحديات الراهنة، ويعزز دور سوريا كمركز إقليمي للنقل والعبور.
اخبار سورية الوطن 2_سانا