يتوجه كثير من أهالي الأرياف اليوم نحو الطبيعة في البحث عن كسب رزقهم، فلا يتطلب منهم الأمر أكثر من جني أوراق الغار وغيرها من النباتات العطرية وبيعها للتاجر الذي بدوره يصدرها كمواد خام، ليعيد استيرادها كمواد مصنعة، لعدم المقدرة على تصنيعها محلياً كما يقول بعض العطارين.
العطار محمد البديري أوضح في تصريح لـ«الوطن»، أن بعض النباتات العطرية -خاصة أوراق الغار – تستخدم في المجالات الطبية وصناعة العطور وبعض مواد التجميل، إضافة لصناعة الصابون وبعض مستحضرات التنظيف، واستخراج بعض أنواع الزيوت الداخلة في الصناعات التقليدية، إلا أن تصنيعها له تكلفة عالية ما يدفعهم إلى الاعتماد على الاستيراد للحصول على زيوتها المصنعة غير الممكن استخراجها بعملية التجفيف فقط.
مدير الحراج بوزارة الزراعة علي ثابت أوضح أنه لا يمكن إحصاء المساحات المزروعة بأوراق الغار، لأن هذا النبات يصنف من النوع الشجري المرافق للغابات ويعتمد على الأمطار، وهو يوجد على ارتفاعات مختلفة ضمن الغابات بشكل طبيعي من دون أي تدخل بشري.
وبيّن ثابت في تصريح خاص لـ«الوطن» أن المديرية سنوياً تقوم بإدخال نبات الغار ضمن خطة التحريج ففي كل عام يكون هناك عدد محدد من الغراس تتوزع بجميع المحافظات السورية تقريباً خاصة الساحلية منها وفي الغاب بريف حماة وحمص كتشجير صناعي، لافتاً إلى أنه يتم تحديد الكميات المخصصة للتصدير سنوياً للحفاظ على ديمومة هذه النباتات بما لا يسمح بالتعدي والاستثمار الجائر بحقها.
أما بالنسبة للتصدير أكد ثابت أن أوراق الغار دخلت خلال السنوات السابقة ضمن الصادرات السورية، إلا أن الحرائق التي وقعت وطالت الغابات في الأرياف السورية دفعت المديرية لتوقيف تصدير أوراق الغار خلال عامي (2020-2021) وذلك للحافظ على ديمومة هذه الشجرة، ليعود تصديرها عام 2022 ضمن كميات محددة، حيث تم السماح بتصدير 1000 طن، وفي العام الحالي تم السماح بتصدير 3000 طن، تم تصدير نحو 2000 طن منها حتى اليوم.
وعن الإنتاج السنوي كشف ثابت أنه يتراوح وسطياً بين (5-6) آلاف طن، وهي موزعة ما بين مواقع ضمن الغابات الحراجية وأخرى ضمن الأراضي الزراعية الداخلة بالاستثمار، علماً أن كلا النوعين من هذه الأراضي تدخل منتجاته عمليات التصدير.
وبين ثابت أنه يتم سنوياً توزيع غراس مجانية من أوراق الغار للتشجيع على زراعتها بالإضافة لزراعتها ضمن المناطق الحراجية.
أما الصعوبات المرتبطة بزراعة هذه النباتات والتي تتجلى بصيانة المواقع المزروعة خاصة بما يتعلق بتأمين مياه الري، إضافة لاعتماد كثير من زراعة هذه النباتات على الأمطار بسبب المعاناة في إنتاجها بمواسم الجفاف.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن