د.جورج جبور
*قرأت قبل قليل في اسرار جريدة النهار اللبنانية انه يمتنع على صديقي د غسان سلامة ان يسمى وزيراً للخارجية في لبنان لأنه روم كاثوليك.*
*لا يصح ان يتولى واحد من الروم الكاثوليك حقيبة وزارة سيادية.*
*تذكرت حكاية شعرت بتجاوز سورية عبء دلالتها القبيحة حين قرأت في وزارة الجلالي ان وزيرة الثقافة هي*
*د. ديالا بركات، المسيحية .*
*حين كانت القيادتان القومية والقطربة تشتركان في تشكيل الوزارة ظهر اسمي مرشحاً لوزارة كُلف *اللواء عبد الرحمن خليفاوي برئاستها.*
*اتاني الى المنزل عضو غير سوري في القومية قائلا: تقرر تعيينك وزيراً.*
*ارجو ان تختار احدى الوزارتبن المخصصتين للمسيحيين.*
*هما وزارنا السياحة والتخطيط.*
*دهشت مما سمعت من القيادي البعثي الذي اقدر.*
*قلت:*
*وزارتان خُصصتا للمسيحيين؟*
*وهما سياحة وتخطيط؟ والله ليستا لي.*
*لاعلاقة لي بالسياحة ولا بالتخطيط.*
*لي وزارة الخارجية ، لكنني أعلم أن المناخ العام تساهل في امر رئاسة الجمهورية ، ومن غير المناسب ان ندعوه للتساهل مجدداً في امر وزارة الخارجية.*
*أنا وزير؟*
*إذن لي وزارة الثقافة!*
*غاب واتصل بعد ساعات قليلة قائلاً:*
*هي للجبهة اي لغير البعثيين .*
*في يوم تال اتى زميل له ليطلب مني الاسراع في اجابة.*
*اصررت على الثقافة.*
*قال فيها جانب اسلامي.*
*قلت:*
*لا مشكلة.*
*ثقافتي الإسلامية وفيرة.*
*في وقت لاحق اجريت اتصالاً طالباً اطلاع الرئيس على الوضع*
*لكن سريعاً ما اُذيعت الأسماء.*
*صديقي فلان للسياحة. صديقي فلان للتخطيط.*
*فرحت لهما.*
*سريعاً ما اتصل احدهما وزارني قبل ادائه القسم.*
*سريعاً بعده اتصل بي زميله وزارني قبل ادائه القسم.*
*وما ازال مبتهجاً بما جرى.*
*وما تزال تلك الحكابة* *تمدني بالقوة والعزم.*
*لم اصبح وزيراً، ولكنني اُعتبر — بضم الهمزة– ، بل اعتبر نفسي، اعلى من وزير، قوةً وعزماً.*
*ذهب الجميع الى دار البقاء.*
*لا يستطيع أي منهم الادلاء بشهادة إلا عضو القيادة القومية المقيم في الاردن.*
*إلا ان ثمة شاهداً مقيماً في باربس، حي يرزق وبكامل وعيه كما آمل.*
*خرج مما جرى ، وهو المتسقط للاخبار، بهذا التعليق المضحك المبكي:*
*” حين اراد حزب الاقلية المسلمة التعاون مع الاقلية المسيحية، تعاون مع اقلية الاقلية. الوزيران روم كاثوليك، وهما دمشقيان، بيتاهما متجاوران”.*
*من هو هذا المقيم في باريس، المتسقط للاخبار بدقائقها ؟*
*انه صاحب مجلة ” المضحك المبكي”.*
*دمشق في 28 ك ثاني 2025.*
*…. والصدف طريفة.*
*اكتب في 28 ك ثاني 25*
*في 28 ك ثاني 1956 ظهر أول مقال لي .*
*كان ذلك في الصفحة الأولى من جريدة ” الحضارة” الدمشقية المحتجبة.*
(موقع أخبار سوريا الوطن-١)