أعلنت وزارة الدفاع في أذربيجان في بيان على صفحتها على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي أن معارك الجيش الأذربيجاني المكثفة ضد قوات أرمينيا ” من أجل تحرير الأراضي المحتلة مستمرة”.
وأضاف البيان” منذ 27 أيلول/سبتمبر الجاري حتى صباح اليوم، تم قتل وإصابة نحو 2300 جندي من أفراد جيش العدو”.
وجاء في البيان أنه تم تدمير نحو 130 دبابة ومركبة مدرعة وأكثر من 200 قطعة مدفعية وأنظمة إطلاق صواريخ متعددة.
وأضاف أن ” العدو” ، الذي حشد المزيد من القوات في اتجاه ماداجيز لاستعادة المواقع التي فقدها، حاول شن هجوما صباح اليوم.
وأوضح البيان أن العمليات القتالية مستمرة حاليا على طول الجبهة.
ومن جهة اخرى رفضت أرمينيا الأربعاء مساع من روسيا للتوسط في محادثات سلام مع أذربيجان وذلك في اليوم الرابع من المواجهات الدامية في إقليم ناغورني قره باغ الانفصالي.
وتخوض القوات الأرمنية والأذربيجانية أعنف المواجهات في عقود حول قره باغ، الإقليم ذي الغالبية الأرمنية الذي أعلن انفصاله عن أذربيجان خلال تفكك الاتحاد السوفياتي في تسعينات القرن الماضي.
وتفاقم النزاع المستمر منذ عقود، الأحد مع تبادل الجانبين إطلاق النار بكثافة وتحميل كل منهما الجهة الأخرى مسؤولية اندلاع أعمال العنف.
وأكدت تقارير مقتل قرابة مئة شخص في المواجهات الأخيرة، ويقول كل طرف إنه كبد الآخر خسائر فادحة.
وتتزايد الضغوط الدولية لوقف إطلاق النار وسط مخاوف من تفاقم النزاع واندلاع حرب مفتوحة تستدرج اليها قوى إقليمية مثل روسيا وتركيا.
وموسكو، المرتبطة بمعاهدة عسكرية مع أرمينيا وتقيم في نفس الوقت ب=علاقات جيدة مع أذربيجان، دعت مرارا إلى وقف أعمال العنف وعرضت المساعدة في إجراء مفاوضات.
لكن رئيس الوزراء الارمني نيكول باشينيان قال الأربعاء إن فكرة إجراء محادثات مع أذربيجان غير مطروحة بعد.
وقلت وكالة انترفاكس الروسية عن باشينيان قوله “من غير المناسب الحديث عن قمة بين ارمينيا واذربيجان وروسيا فيما لا تزال معارك عنيفة جارية”.
واعتبر أنه “من اجل اجراء مفاوضات، يجب ان تكون الأجواء والظروف مناسبة”.
وأضاف أن أرمينيا “في هذه المرحلة” لا تعتزم طلب تدخل في النزاع من جانب تحالف عسكري بقيادة روسيا، أي منظمة معاهدة الأمن المشترك التي تضم العديد من الجمهوريات السوفياتية السابقة ومن بينها أرمينيا.
ولم تهدأ المعارك منذ نهاية الأسبوع الماضي، وأفاد الجانبان عن تجدد الاشتباكات الأربعاء.
– استمرار المواجهات العنيفة –
أعلن المسؤولون في كلا الجانبين عن تكبيد الجانب الآخر خسائر فادحة، دون إمكانية التأكد من صحة ذلك.
ولم تعلن أذربيجان عن أي معلومات متعلقة بخسائر في صفوف جيشها، فيما أفاد الجانب الأرمني عن سقوط 81 قتيلا. وأعلن الجانبان عن مقتل 17 مدنيا في المجموع.
وأكدت وزارة الدفاع الأذربيجانية “تواصل المعارك العنيفة” الأربعاء وقالت إن قواتها “قتلت 2300” من انفصاليي قره باغ منذ تفجر المواجهات الأحد.
وقالت الوزارة إن قواتها “دمرت 130 دبابة و200 وحدة مدفعية و25 وحدة مضادة للطائرات، وخمسة مخازن ذخيرة و50 وحدة مضادة للدبابات و55 آلية عسكرية” إضافة إلى بطارية صواريخ جو-أرض إس-300 الروسية الصنع.
وقالت إن الانفصاليين في قره باغ “قصفوا مدينة ترتار مستهدفين مدنيين وبنية تحتية مدنية”.
من جانبها أعلنت وزارة الدفاع في قره باغ أن القوات الأذربيجانية “واصلت القصف المدفعي” لأهداف للانفصاليين على طول الخط الأمامي للجبهة الممتد 180 كلم في قره باغ، صباح الأربعاء.
وتبادل الطرفان الاتهامات باستهداف مناطق مدنية، حتى في أماكن بعيدة عن قره باغ.
وتقول يريفان أيضا، إن تركيا حليفة أذربيجان، تقدم مساعدة عسكرية مباشرة لباكو.
واتهمت يريفان الثلاثاء تركيا بإسقاط إحدى طائراتها المقاتلة، وهو ما نفته أنقرة وباكو.
وأدى إعلان قره باغ انفصالها عن أذربيجان إلى اندلاع حرب في مطلع التسعينات أودت بنحو 30 ألف شخص. ولم يعترف المجتمع الدولي ولا حتى ارمينيا باستقلال الإقليم.
وأعلنت أرمينيا وقره باغ الأحد الأحكام العرفية والتعبئة العسكرية، فيما فرضت أذربيجان الأحكام العسكرية ومنعت التجول في مدن كبرى.
والمحادثات الهادفة لتسوية النزاع، والتي بدأت مع تفكك الاتحاد السوفياتي في 1991، متعثرة بشكل كبير منذ اتفاقية لوقف إطلاق النار عام 1994.
وبذلت فرنسا وروسيا والولايات المتحدة جهود وساطة ضمن “مجموعة مينسك”، لكن آخر واكبر تلك المساعي باءت بالفشل في 2010.
سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 30/9/2020