تسلمت وزارة الصحة اليوم الدفعة الأولى من لقاحات “كوفيد 19” المقدمة من المنصة العالمية للقاح كورونا “كوفاكس” وتتكون من 203 آلاف جرعة.
وقال وزير الصحة الدكتور حسن الغباش خلال مؤتمر صحفي في مبنى الوزارة: في إطار ما سيتم توريده لسورية عن طريق منصة كوفاكس التي تهدف لتأمين اللقاح في 92 من الدول “منخفضة الدخل” ضمن الآلية متعددة الأطراف لضمان وصول اللقاحات بشكل عادل والتوزيع العالمي لهذه اللقاحات وفي الوقت المناسب نتسلم اليوم أول دفعة من لقاح كوفيد19 والتي تبلغ 203 آلاف جرعة.
وأشار الغباش إلى أهمية عمل المجتمع الدولي لتوفير اللقاح والتخفيف من آثار الوباء من خلال استجابة عالمية منسقة تقوم على أساس التعاون متعدد الأطراف والتضامن واحترام حقوق الإنسان مؤكداً أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به المنظمات الدولية لدعم موقف سورية المطالب برفع الإجراءات القسرية الغربية أحادية الجانب التي تعيق تقديم الخدمات الصحية الأساسية ولا سيما في ظل جائحة كوفيد19 والتحديات المالية التي تواجهها البلدان النامية ومنها سورية في هذه الأزمة.
وشدد وزير الصحة على ضرورة استمرار التعاون والتنسيق لاستكمال توريد اللقاح إلى سورية في الوقت المناسب لضمان فعالية تنفيذ الخطة الوطنية للتطعيم ضد وباء كوفيد19 والتي تستهدف بالدرجة الأولى العاملين الصحيين في الخطوط الأمامية والمسنين وذوي الأمراض المزمنة.
وأعرب الغباش عن شكر سورية لمنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” على ما بذلوه من جهود خلال الأشهر الماضية لتأمين وصول اللقاحات إلى سورية منوها أيضاً بجهود سفير الهند بدمشق حفظ الرحمن وما قدمته بلاده من دعم لتسريع إنتاج وتوريد هذه الكمية من اللقاحات ومعبراً عن تطلع سورية دائما لتعزيز وتوطيد علاقات التعاون الثنائية بين البلدين.
من جهته أوضح سفير الهند بدمشق حفظ الرحمن أن الدفعة الأولى التي تسلمتها وزارة الصحة السورية اليوم والمكونة من 203 آلاف جرعة من اللقاحات المنتجة من قبل معهد سيروم في الهند ستتبعها دفعات أخرى قريباً لافتاً إلى أن هذه اللقاحات المقدمة عبر منصة كوفاكس ستسهم بشكل كبير في خطة اللقاح المعتمدة من قبل الحكومة السورية.
وقال حفظ الرحمن إن الهند ومنذ أن بدأت حملة اللقاح في بلدان أخرى وتماشياً مع نداء “اللقاح للجميع” الذي أطلقه رئيس الوزراء ناريندرا مودي أكدت باستمرار في جلسات مجلس الأمن الدولي على إعطاء الأولوية لبرنامج اللقاح في سورية واستعدادها للعمل مع الأمم المتحدة ووكالاتها لضمان إمكانية تقديم اللقاحات للمساعدة ومؤازرة الشعب السوري الصديق مبيناً أن أول دفعة من المساعدات كانت في حزيران الماضي وهي عبارة عن عشرة أطنان من الأدوية للشعب السوري الصديق لمساعدته على تجاوز جائحة كورونا.
وجدد سفير الهند وقوف بلاده إلى جانب سورية ومواصلتها تنفيذ مشروعات تعاون تنموي ومبادرات تنمية الموارد البشرية فيها وتقديم مساعدات إنسانية للشعب السوري الصديق مؤءكدا عزم الهند على مواصلة تقديم كل الدعم الممكن للشعب السوري على المستوى الثنائي وعلى المستوى الدولي.
بدورها لفتت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية اكجمال مختوموفا إلى أن كوفيد19 سبب الموت للنساء والرجال على حد سواء ولا يزال العاملون الصحيون في الخطوط الأمامية الذين أنقذوا حياة ملايين البشر في هذه المعركة يتعرضون لأكبر خطر من انتقال الوباء اليهم وهم يلبون نداء الواجب مؤكدة أنه من الاهمية القصوى تطعيم هؤلاء العاملين وهو ما توصي به منظمة الصحة العالمية في العالم وفي سورية كما هو الحال في جميع أنحاء العالم لتطعيم هذه الفئة الأشد عرضة للخطورة من أجل حمايتهم حتى يتمكنوا من مواصلة انقاذ حياة بقية الناس في المجتمع.
وأوضحت مختوموفا أنه تم وضع خطة وطنية لتوزيع اللقاحات بشكل منهجي وإنشاء خطط مصغرة للتوزيع المنصف للقاحات في جميع المحافظات السورية بالتنسيق والتعاون بين وزارتي الصحة والخارجية والمغتربين ومنظمة الصحة العالمية واليونيسيف لافتة إلى أن برنامج اللقاح الوطني في سورية يعد من أقوى برامج الصحة العامة في المنطقة ويسهم بتحقيق الهدف المتمثل في نشر لقاح كوفيد19 داعية إلى التضامن وتوحيد الجهود من أجل تنفيذ التلقيح في جميع أنحاء سورية بحيث نتمكن من الاستفادة القصوى من هذه اللقاحات المتاحة على أفضل وجه وهو افضل تدخل في مجال الصحة العامة لكبح الوباء المستمر وإنقاذ الأرواح.
وأشارت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سورية إلى أن كمية اللقاحات المنتجة عالمياً لا تزال غير كافية للبشرية كما أن إمكانية الحصول عليها تحظى بأولوية ومنافسة بين البلدان ولا يزال الإنصاف في اللقاحات هو الشاغل الرئيسي ومن خلال التعاون مع منصة كوفاكس والتحالف العالمي للقاحات واليونيسيف نأمل أن نتمكن من تأمين المزيد من اللقاحات لتلبية الخطة الوطنية للتلقيح والتطعيم في سورية والإسهام في مكافحة كوفيد19 على الصعيد العالمي.
من جانبه أشار ممثل منظمة اليونيسيف في سورية بو فيكتور نيلوند إلى أن وصول جرعات لقاح كوفيد 19 يعد لحظة “حاسمة” لسورية فبينما لا يزال الوباء يحصد الأرواح حول العالم أصبحت لدى سورية الآن إمكانية حماية اولئك ممن هم أكثر عرضة لخطر الإصابة وبدأ ذلك بالعاملين الصحيين ليصبح بإمكانهم الاستمرار بالشكل الآمن في توفير التدخلات المنقذة لحياة الأطفال والعائلات.
ونوه نيلوند بـ “الشراكة” المتينة والمميزة مع وزارة الصحة السورية وكوادرها الذين عملوا بلا كلل على مدى الأسابيع الماضية لنصل إلى هذه المرحلة مؤكداً الالتزام بتأمين وصول عادل ومنصف للقاحات كوفيد 19 للعاملين الصحيين والفئات الأكثر هشاشة ليس في سورية فقط بل في أرجاء العالم كافة.
من جهته أكد مدير إدارة المنظمات الدولية والمؤتمرات في وزارة الخارجية والمغتربين ميلاد عطية أن سورية دعمت منذ البداية جهود ونداءات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بمكافحة وباء كوفيد 19 ولا سيما منظمة الصحة العالمية والتي أكدت جميعها على ضرورة حصول جميع الدول على اللقاح بطرق عادلة ودون تمييز وألا يكون هذا اللقاح حكراً على الدول الغنية فقط كي لا يساء توزيعه.
وأوضح عطية أن وزارة الخارجية والمغتربين تابعت كل مراحل تأمين وصول اللقاح بسرعة ممكنة من خلال تنسيقها المستمر مع وزارة الصحة ومكتب الصحة العالمية بدمشق ومن خلال تقديم التسهيلات اللازمة لذلك على الرغم من الضغوطات والمعوقات الناجمة عن الحرب الإرهابية التي تشن على سورية والإجراءات القسرية احادية الجانب التي فاقمت معاناة الشعب السوري في حصوله بشكل كامل على الغذاء والدواء والوقود وغير ذلك من متطلبات الحياة مشيرا إلى أن الوزارة ستواصل العمل مع المنظمات المعنية في الدول الصديقة لمتابعة استجرار اللقاح حتى يتم تطعيم كل الشعب السوري وفقا للقواعد والمعايير الفنية التي وضعتها وزارة الصحة.
ورداً على أسئلة للصحفيين بين وزير الصحة أنه بداية الأسبوع القادم سيتم البدء بإعطاء اللقاح واستكمال إعطائه للعاملين الصحيين في المشافي والمراكز الصحية وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة عبر التسجيل في المنصة الإلكترونية الخاصة باللقاح على الموقع الرسمي لوزارة الصحة.
وأشار الوزير الغباش إلى وجود تنسيق عال للوصول إلى أكبر شريحة من المواطنين وتقديم اللقاح لهم تباعاً بحسب الجرعات التي تصل من منصة كوفاكس بشكل تدريجي داعياً ممثلي المنظمات الأممية للتاكيد على استمرار وصول هذه اللقاحات.
وبين الوزير الغباش أن كمية اللقاحات التي وصلت سابقا من بعض الدول الصديقة تم إعطاؤها للعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية الذين يتعاملون مع مرضى كورونا بأقسام العزل.
وأشار الوزير الغباش إلى أن الدفعة الأولى من اللقاح التي سلمت اليوم من نوع “استرازينيكا” ومصنعة في جمهورية الهند مبيناً أن منصة كوفاكس تعتمد على مجموعة من اللقاحات التي مرت بالطور الثالث من التجارب ومنها لقاح استرازينيكا وهو من اللقاحات ذات النسبة العالية من الأمان وأن الأعراض الجانبية التي يمكن أن تحدث لا تماثل خطر الوباء كما أن هذا اللقاح لم يتوقف إعطاؤه عالميا وتم بذل جهود كبيرة من قبل لجان متخصصة بوزارة الصحة لدراسة نوعية اللقاح وآلية إعطاء اللقاح ولا يمكن أن نستعمل في سورية أي لقاح غير مصرح به وغير مستعمل عالمياً.
وفي تصريح للصحفيين بينت ممثلة منظمة الصحة العالمية أنه يوجد ضغط عالمي في إنتاج اللقاحات الخاصة بكوفيد 19 والمنظمة اعتمدت حتى الآن 4 أنواع من اللقاحات للاستعمال الطارئ منها “استرازينيكا” ويوجد 19 لقاحا آخر قيد التسجيل مؤكدة أن عملية المصادقة على أي لقاح دقيقة ومعقدة.
وحول وضع انتشار وباء كوفيد 19 في سورية لفتت مختوموفا إلى أن سورية كغيرها من الدول ظهرت فيها متحورات لفيروس كورونا وكانت معدلات الإصابات والوفيات ببعض المحافظات أعلى من غيرها مؤكدة أن المنظمة تتعاون مع وزارة الصحة لرفع إمكانيات الفحص المخبري للكشف عن الإصابات بالفيروس ويجب أن نعمل أيضاً على تطوير فحص التسلسل الجيني له للحصول على صورة واقعية أكثر.
سيرياهوم نيوز-سانا