وصف وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الاستقلال الإستراتيجي للاتحاد الأوروبي عن الولايات المتحدة بأنّها “ساذجة”.
ونقلت “بلومبرغ” عن ليندنر قوله خلال جلسة في جامعة “برينستون” الأميركية: “تبدو فكرة استقلال الاتحاد الأوروبي الإستراتيجي ساذجة، وذلك لأنّه لا يمكن تصور توفير الأمن على الأراضي الأوروبية من دون الإمكانات النووية الإستراتيجية للولايات المتحدة”.
وأضاف وزير المالية الألماني أنّ الولايات المتحدة وأوروبا “تشتركان في القيم ذاتها، ويجب أن تكونا أيضاً شريكين تجاريين”، في إشارة إلى المفاوضات الجارية بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بقانون خفض معدلات التضخم، وهو برنامج يدعم الاستثمار في الولايات المتحدة، ويجذب الشركات بعيداً عن أوروبا.
وأثارت دعوة ماكرون إلى الإبقاء على مسافة في مسألة تايوان، و”خفض الاعتماد على الأميركيين” في المجال الدفاعي، انتقادات وتساؤلات أوروبية، على غرار تصريحاته السابقة إزاء أوكرانيا.
ورأى ماكرون أنّه يتعيّن على أوروبا عدم التورط في الصراع في تايوان، وأنّ عليها أن تصبح “قطباً ثالثاً” مستقلاً عن واشنطن وبكين، وإلّا فإن أوروبا تواجه الآن خطر “الوقوع في أزمات ليست لها، الأمر الذي يمنعها من بناء استقلالية إستراتيجية”.
عصر جديد من السيادة الأوروبية
والثلاثاء الماضي، استعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رؤيته لما وصفه بعصر جديد من السيادة الأوروبية والأمن الاقتصادي، حيث يمكن للقارة اختيار شركائها و”تحديد مصيرها”، وذلك بعد الجدل بسبب تصريحاته خلال رحلته إلى الصين.
وقال ماكرون، خلال كلمة في معهد “نيكسوس” الهولندي بلاهاي، إنّ “السيادة الأوروبية” ربما بدت في يوم من الأيام وكأنّها مجرد “فكرة فرنسية، أو حتى تفكير رغبوي”، مشيراً إلى خطر اعتماد أوروبا بشكل كبير على القوى العالمية الأخرى.
واعتبر الرئيس الفرنسي في كلمته أنّ هذا الاعتماد “يضع أوروبا في موقف لا تستطيع فيه أن تقرر بنفسها”.
وأضاف ماكرون أنّ السيادة الأوروبية تعني أنّ القارة يمكن أن “تختار شركاءها وتشكل مصيرها بدلاً من أن تكون مجرد شاهد على التطورات الدراماتيكية لهذا العالم”، مشيراً إلى أنّ “هذا يعني أننا يجب أن نسعى جاهدين لوضع القواعد بدلاً من تلقيها”.
وأوضح أن السيادة الأوروبية يجب أن تستند إلى الركائز الخمس للتنافسية والسياسة الصناعية والحمائية والمعاملة بالمثل والتعاون، وفق ما ذكرت وكالة “أسوشيتد برس”.
وقال ماكرون: “يمكننا وضع عقيدة اقتصادية جديدة تسمح لنا بالتوفيق بين خلق فرص العمل، وتمويل نموذجنا الاجتماعي، والتعامل مع تغير المناخ، وأن نكون أكثر سيادية ونقرر بأنفسنا”، مضيفاً أن “هذا أمر بالغ الأهمية في هذه الفترة التي نشهد فيها حرباً وتتم فيها عسكرة اقتصادنا”.
لكن الرئيس الفرنسي أكد، في الوقت نفسه، أنّ أوروبا ستحافظ على علاقات قوية مع حلفائها، لافتاً إلى أنّه بإمكانها القيام بذلك “بطريقة تعاونية تماشياً مع روح الانفتاح والشراكة”.
وقال ماكرون إنّ وباء كوفيد-19 كان بمنزلة “جرس إنذار”، إذ اكتشفت أوروبا مدى اعتمادها على الدول الأخرى.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين