تواصلت في تركيا عملية ضخ جرعات إضافية حول رغبة أنقرة بالتقارب مع دمشق وهذه المرة عبر القول إن استخبارات دولية تدبر استفزازات تهدف لمنع التطبيع بين البلدين، في حين تحدثت وسائل إعلام مقربة من الإدارة التركية عن أن المحادثات بين سورية وتركيا ستبدأ تحت إشراف روسيا، على أن ينتج عنها لقاء على مستوى وزراء الخارجية.
وحسب وكالة «نوفوستي» الروسية أكد نائب رئيس حزب «الوطن» المعارض هاكان توبكورولو أن أجهزة استخبارات عدد من الدول تقوم باستفزازات تستهدف منع تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، ولاسيما اللقاء المحتمل بين الرئيسين بشار الأسد والتركي رجب طيب أردوغان.
وفي السياق، أفادت صحيفة «يني شفق» التركية أن المحادثات بين تركيا وسورية بهدف تطبيع العلاقات ستبدأ تحت إشراف روسيا، على أن ينتج عنها لقاء على مستوى وزراء الخارجية، حسبما نقلت مواقع إلكترونية معارضة أمس.
وأوضحت الصحيفة المقربة من الإدارة التركية، أنه «بعد اجتماع المسؤولين الأتراك والسوريين بشأن التطبيع، من المتوقع أن تكون المرحلة التالية من المحادثات على مستوى وزراء الخارجية».
وأشارت الصحيفة إلى إمكانية أن «تبدأ سلسلة من الاجتماعات الفنية في الفترة المقبلة بتنسيق من روسيا»، مشيرة إلى أنه في الفترة المقبلة ستزداد وتيرة الاتصالات بين تركيا وسورية.
كما ذكرت صحيفة «تركيا» أن الرئيس الأسد وأردوغان قد يلتقيان بحلول أيلول المقبل، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يعقد اللقاء في روسيا أو العراق أو إحدى دول الخليج.
ومنذ عدة أسابيع يطلق مسؤولون في الإدارة التركية تصريحات تتضمن رغبة أنقرة بتطبيع العلاقات مع دمشق وإحداث تقدم وخرق في جدار العلاقات بين البلدين الجارين.
وأول من أمس أكد الناطق باسم حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم عمر جليك، أن موعد لقاء أردوغان مع الرئيس الأسد، غير محدد بعد.
ونقلت وكالة «الأناضول» عن جليك تأكيده في مؤتمر صحفي عقده الإثنين، عقب اجتماع للمجلس التنفيذي المركزي للحزب، أن تركيا تواصل موقفها «الثابت» حيال الحفاظ على وحدة الأراضي السورية، قائلاً: «وجودنا هناك لا يستهدف وحدة الأراضي السورية، بل نكافح ضد مساعي إنشاء كيان إرهابي هناك».
وتابع: «من خلال عملية التطبيع هذه، نسعى لأن تكون سورية آمنة للملايين الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم، ولن نخذل أبداً أي شخص وثق بنا وعمل معنا».
وفي الثالث من الشهر الجاري ذكرت «الوطن» نقلاً عن مصادر متابعة في دمشق أن اتصالات عربية وروسية لا تزال مستمرة لضمان سيادة الأراضي السورية كاملة قبيل أي اجتماع مزمع عقده بين دمشق وأنقرة في بغداد في وقت لم يحدد ولم تنضج ظروفه حتى الآن وفقاً للمصادر.
والأحد الماضي واصل أردوغان إطلاق تصريحات بشأن التقارب مع سورية، وإعادة العلاقات إلى ما كانت عليه في الماضي، لكنه تعمد حتى اللحظة عدم الإتيان على ذكر احتلال بلاده للأراضي السورية، ورفض إطلاق أي تصريح يوحي بإمكانية انسحاب قواته من الأراضي السورية المحتلة شمالاً.
وحاول أردوغان وضع الكرة السياسية في الملعب السوري بالقول: إن أنقرة بانتظار اتخاذ سورية خطوة لتحسين العلاقات ليتسنى لبلاده أن «تستجيب بالشكل المناسب»!
سيرياهوم نيوز1-الوطن