تعتبر وسائل الإيضاح جزءاً مهماً من العملية التعليمية، فالطالب أو التلميذ بحاجة إلى أن يشاهد ويطبق ما يتعلمه نظرياً، وهذه الوسائل لا تستعمل للإيضاح فقط، بل هي السبيل الأفضل لإيصال المعلومة إلى الطلاب، لأنها تساعدهم على تسهيل عملية اكتساب المعلومة، والتفاعل من خلال تطبيقها عملياً ومشاهدة النتائج.
تقول إباء معلمة ” تعليم أساسي حلقة أولى”: إن وسائل الإيضاح تضفي المتعة مع الفائدة العلمية، حيث تعمل على جذب انتباه الطلاب أو التلاميذ إلى الصورة المقدمة بشكل كبير جداً، وتساعدهم أيضاً على الاستمرار في تلقي المعلومات في غرفة الصف وان كانت كثيفة، لما يجدون من متعة كبيرة أثناء شرح الدرس، إضافة إلى أن وسائل الإيضاح لها دور كبير في جعل الطلاب والتلاميذ يعتمدون على أنفسهم بشكل أكبر أثناء حلهم للواجب، لأن صورة الشرح لا تزال راسخة في آذانهم، لكونها تمت بطريقة عملية، على خلاف إذا كان الشرح قد تم بشكل تقليدي ومن دون وسائل إيضاح.
أما معروف “أستاذ مادة الكيمياء” يقول: هناك تجارب علمية لا نستطيع شرحها إلا عملياً، “إذا توافرت أدوات التجربة”، لذلك حتى لو لم تتوافر تلك الوسائل فأننا نقوم كاجتهاد شخصي بتأمين مواد التجربة من أجل شرحها كما هو مطلوب.
مدير المناهج والتوجيه في وزارة التربية المثنى خضور يبين أن أفضل أنواع التعلّم هو ما يأتي من خلال القيام بالمهمة بشكل مباشر، وكلُّ تعلّم يتصف بذلك هو تعلّم فعال، فنحن نتعلّم من خلال الفعل ومن خلال إعمال الفكر وليس السكون وتعطيل الفكر.
يتعلم الأفراد وفق أنماط متنوعة، فالإنسان يستقبل المعلومات عبر حواسه المختلفة، إلا أنّه يفضّل حاسة معينة على الحواس الأخرى.
ولذلك تصنف الأنماط التعلّمية إلى نمط سمعي تعلّمه يكون في أفضل صورة عندما يوظّف حاسة السمع، ونمط بصري يحب أن يرى الأشياء ليعرفها ويتذكّر ما يقرأه أو يكتبه، ونمط حسي/حركي تعلمه يكون في أفضل صورة عندما يفعل الأشياء بيديه.
والوسائل التعليمية عنصر من العناصر الأساسية للتعلّم الفعال، كونها تساعد في شرح وتبسيط المفاهيم والقيم المجرّدة وتحويلها إلى أشياء محسوسة أو ملموسة، وزيادة انتباه الطلاب والحد من الملل والرتابة في المواقف التعليميّة، كما تسهم بشكل كبير في تقليص الفروق الفردية بين المتعلمين طبقاً لأنماط تعلمهم، إضافة لكونها توفر إمكانية تعلم الظواهر الخطرة والنادرة بطرق افتراضية تقنية، كالزلازل والبراكين أو التجارب الكيميائية الخطرة.
وحول قلة استخدام الوسائل التعليمية في مدارسنا قال خضور: توفر وزارة التربية الوسائل التعليمية لجميع المدارس وفق الإمكانات المتاحة، ويتم التدريب على استخدامها بشكل مستمر، وتتابع التطبيق العملي في المدارس عبر برامج التنمية المهنية المستمرة، لتحقيق تعليم فعّال يُتيح للمتعلّمين أن يُنتِجوا خبرتهم الخاصة، وأن يصِلوا إلى المعرفة المطلوبة، ويُنمّوا المهارات اللازمة باستخدام مختلف الوسائل التعليمية ومصادر المعرفة المتنوعة، ونطمح لأن يتم تطبيق جميع الدروس باستخدام الطرائق التفاعلية في التدريس والوسائل التعليمية، ولذلك يقوم الموجهون بمتابعة ميدانية وجولات مستمرة على المدارس لمعالجة نقاط القوة والضعف، وتحفيز المعلمين والإدارات المدرسية على استثمار الوسائل الموجودة في المدارس.
بيّنت تقارير الموجهين الميدانية أن نسبة استخدام الوسائل في الميدان تتراوح بين 80- 85% في الحلقة الأولى من التعليم الأساسي، و70- 75% تقريباً في الحلقة الثانية والمرحلة الثانوية، ويعود سبب ضعف استخدامها في بعض الحالات إلى ارتفاع الكثافة الصفية في بعض المناطق، أو انقطاع الكهرباء الذي يؤثر على استخدام الوسائل التي تحتاج إلى طاقة كهربائية، أو بسبب تقصير المعلمين.
ولذلك يتم التأكيد من الموجهين على الاستثمار الفعال للوسائل، واستخدام وسائل بديلة لتحسين فاعلية التعليم وجودته من جهة، والحد من الهدر من جهة أخرى، كون الوسيلة التي لا تستخدم تصبح بعد فترة غير مناسبة أو غير صالحة.
وسائل الإيضاح.. السبيل الأفضل لإيصال المعلومة إلى الطلاب
سيرياهوم نيوز 6 – تشرين