الرئيسية » عربي و دولي » وسط توقّع باندلاع حرب إقليمية واسعة.. السيسي يُهاتف رؤساء فلسطين وسورية والسودان.. هل تنجح “القاهرة” في مهمة الإنقاذ الكبرى؟ جدل حول السابقة السياسية: زعماء مصر والأردن وفرنسا ينشرون مقالًا صحفيًّا مُشتركًا يُطالبون فيه بوقف النار في غزة وعدم اجتياح رفح!

وسط توقّع باندلاع حرب إقليمية واسعة.. السيسي يُهاتف رؤساء فلسطين وسورية والسودان.. هل تنجح “القاهرة” في مهمة الإنقاذ الكبرى؟ جدل حول السابقة السياسية: زعماء مصر والأردن وفرنسا ينشرون مقالًا صحفيًّا مُشتركًا يُطالبون فيه بوقف النار في غزة وعدم اجتياح رفح!

يبدو أن منطقة الشرق الأوسط على موعد مع قدر جديد يراد لها، وحان وقت وقوعه.

أحداث كثيرة كانت كاشفة، لعل أهمها المقال الذى نشره رؤساء مصر والأردن وفرنسا في صحيفة “الأهرام”، و”اللوموند” أشهر الصحف الفرنسية والمصرية.

المقال المشترك غير المسبوق أكد ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار فى غزة، وشدد الرؤساء الثلاثة على سرعة إنهاء المعاناة الكارثية بضمان ألا يضطر الفلسطينيون ولا الإسرائيليون إلى أن يعيشوا مرة أخرى هذه الفظائع.

وجاء في المقال: “الحرب فى غزة والمعاناة الإنسانية الكارثية التى تتسبب فيها يجب أن تنتهى الآن. إن العنف والارهاب والحرب لا يمكن أن تجلب السلام إلى الشرق الأوسط. لكن حل الدولتين يحقق ذلك، فهو الطريق الوحيد الموثوق به لضمان السلام والأمن للجميع، وضمان ألا يضطر الفلسطينيون ولا الإسرائيليون إلى أن يعيشوا مرة أخرى الفظائع التى حلت بهم منذ هجمات السابع من أكتوبر.

قبل عشرة أيام، اضطلع أخيراً مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بمسئوليته من خلال المطالبة بوقف فورى لإطلاق النار فى غزة، فى خطوة حاسمة يجب تنفيذها بالكامل دون مزيد من التأخير.

نحن قادة مصر وفرنسا والأردن، وعلى ضوء الخسائر البشرية التى لا تطاق، ندعو إلى التنفيذ الفورى وغير المشروط لقرار مجلس الأمن رقم 2728، كما نشدد على الحاجة الملحة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار فى غزة.

ونؤكد الضرورة الملحة لتنفيذ مطلب مجلس الأمن بالإفراج الفورى عن جميع الرهائن، ونؤكد من جديد دعمنا للمفاوضات التى تتوسط فيها مصر وقطر والولايات المتحدة بشأن وقف إطلاق النار والرهائن والمحتجزين.

وبينما نحث جميع الأطراف على الالتزام بجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، فإننا نحذر من العواقب الخطيرة للهجوم الإسرائيلى على رفح، التى نزح اليها أكثر من 1.5 مليون مدنى فلسطيني. إن مثل هذا الهجوم لن يؤدى إلا إلى مزيد من الموت والمعاناة، وزيادة مخاطر وعواقب التهجير القسرى الجماعى لسكان غزة، ويهدد بالتصعيد الإقليمي. وإننا إذ نؤكد من جديد احترامنا لجميع الأرواح على نحو متساوٍ، وندين جميع انتهاكات القانون الإنسانى الدولى وتجاوزاته، بما فى ذلك جميع أعمال العنف والإرهاب والهجمات العشوائية على المدنيين، فإننا نعيد التأكيد على أن حماية المدنيين هى التزام قانونى راسخ على جميع الأطراف، وحجر الزاوية فى القانون الإنسانى الدولي، وأن أى انتهاك لهذا الالتزام هو أمر محظور تمامًا.”.

واختتم المقال ” التاريخي غير المسبوق” بالقول: “نحن، قادة مصر وفرنسا والأردن، مصممون على مواصلة تكثيف جهودنا لتلبية الاحتياجات الإنسانية والطبية والصحية للسكان المدنيين فى غزة، بالتنسيق الوثيق مع منظومة الأمم المتحدة والشركاء الإقليميين.

وأخيراً، نؤكد الضرورة الملحة لاستعادة الأمل فى تحقيق السلام والأمن للجميع فى المنطقة، ولا سيما للشعبين الفلسطينى والإسرائيلي، ونؤكد عزمنا على مواصلة العمل معاً لتجنب المزيد من التداعيات الإقليمية، وندعو جميع الأطراف الفاعلة إلى الامتناع عن اتخاذ أى إجراء تصعيدى، ونحث على وضع حد لجميع التدابير الأحادية، بما فى ذلك النشاط الاستيطانى ومصادرة الأراضي. كما نحث إسرائيل على منع عنف المستوطنين.

كذلك نشدد على ضرورة احترام الوضع التاريخى والقانونى القائم فى المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس، ودور الوقف الأردنى تحت الوصاية الهاشمية.

ونؤكد تصميمنا على تكثيف جهودنا المشتركة لتنفيذ حل الدولتين بشكل فعال. إن السبيل الوحيد لتحقيق سلام حقيقى هو إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على أساس حل الدولتين، وفقًا للقانون الدولى وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لتعيش جنبًا إلى جنب فى سلام وأمن مع إسرائيل. ويجب أن يضطلع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بدور فى فى إعادة فتح أفق السلام بشكل حاسم”.

اللافت في المقال كان في مساواته بين شعب يباد وآخر يبيد، وتجلى ذلك في فقرة ” وضمان ألا يضطر الفلسطينيون ولا الإسرائيليون إلى أن يعيشوا مرة أخرى الفظائع التى حلت بهم منذ هجمات السابع من أكتوبر”.

المقال اعتبره الكثيرون سبة في جبين موقعيه.

مرحلة جديدة

من جهته أكد الكاتب والمفكر خالد قنديل نائب رئيس حزب الوفد أن الشرق الأوسط يشهد الآن مرحلة جديدة بعد سلسلة من المفاوضات الفاشلة، فى وقت تلتزم فيه قوى فاعلة فى المشهد السياسى وأولها مصر، بالخطوط الواضحة لتجنب انفتاح الصراع على مصراعيه فى الشرق وتهديد مصالح الجميع، وتكثيف الجهود لتنفيذ حل الدولتين بشكل فعّال، وفهم حقيقة أن السبيل الوحيد لتحقيق سلام حقيقى هو إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على أساس حل الدولتين، وفقًا للقانون الدولى وقرارات مجلس الأمن.

في ذات السياق قال الكاتب والمحلل السياسي أسامة سرايا إنه توقف أمام الاتصالات الرئاسية المصرية للمعايدة على رؤساء فلسطين (أبومازن)، وسورية (الأسد) والسودان (البرهان)، مشيرا إلى أن هذه جبهات مشتعلة فعلا، والتصعيد فيها يؤدى إلى مزيد من إضرام النار فى المنطقة،لافتا إلى أن مصر ورئيسها يقصدان الدعم، والتأييد الكامل للفلسطينيين، والسودانيين، والسوريين.

ويضيف أن القاهرة تحاول جاهدة عدم التصعيد فى المعارك المشتعلة، حيث المنطقة كلها أصبحت على صفيح ساخن، وكل يوم تدخل فى مرحلة جديدة من الصراع.

ويتابع قائلا: “وإذا نظرنا إلى غزة فإنها بالنسبة للمصريين هى أكثر القضايا حساسية إليهم، وأنها فى كل الأحوال أمن قومى، وهذه ليست حقيقة بنت اليوم، وإنما منذ بدء العدوان الإسرائيلى على العرب، والفلسطينيين منذ قرن من الزمان، فمصر تدعم غزة، وتدفع أمريكا وشركاءها الأوروبيين لوقف الحرب على غزة، وتساعد مع الشركاء العرب، ليس من موقع الوسيط، ولكن بسبب ما تشعر به من آلام نتيجة ما يقع على شقيقتها فلسطين، خاصة فى غزة، من أضرار نتيجة الحرب والإبادة التى طالت السوريين، وها هى تطول السودانيين، واللبنانيين، كما طالت العراقيين من قبل.”.

ويختتم لافتا إلى أن الاتصالات المباشرة للرئيس عبدالفتاح السيسى مع هؤلاء الزعماء فى العيد كان مفادها «نحن معكم، ولن نتخلى عنكم»، داعيا ومتمنيا أن يواصل الرئيس مهمة الإنقاذ الكبرى للمنطقة من أن تقع فى براثن حرب إقليمية واسعة.

من جهته يرى الكاتب والمحلل السياسي جلال عارف نقيب الصحفيين المصريين الأسبق أن تهديد نتنياهو الجديد ربما بهدف قطع الطريق على محاولات التهدئة، وقد يكون لطمأنة حلفائه «بن غفير وسيموتريتش»، مشيرا إلى أن الخطر قائم فى كل الأحوال مادام الموقف الأمريكى مازال يركز على الجوانب الإنسانية، ولا يريد ـ حتى الآن ـ الالتزام بإنهاء حرب الإبادة بصورة فورية ونهائية وإلزام إسرائيل بذلك.

وعن مغزى مشاركة ماكرون في مقالي السيسي وعبد الله الثاني يرى عارف أن موقف فرنسا هنا يعبر عن موقف معظم حكومات أوروبا التى تدرك الآن أكثر من أى وقت مضى طبيعة الكيان الصهيونى العدوانية والعنصرية، والتى تعرف حجم الخطر من التصعيد الإسرائيلى المستمر الذى لن تكون أوروبا بعيدة عن آثاره.

 

 

 

سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

واشنطن تحذر من أن أي تصعيد في المنطقة قد يقوض التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في غزة وتطالب حزب الله بوقف هجماته ضد إسرائيل و تؤكد عدم تغيير الموقف العسكري الأمريكي بعد تفجيرات لبنان

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الخميس إنه لا يريد أن يرى أي إجراءات تصعيدية من أي طرف في المنطقة من شأنها أن تجعل ...