أعلن الرئيس الأسبق للائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب، مساء الأحد، “وفاة الائتلاف الذي كان معارضاً”، وسط خلافات وحروب داخلية بين أطياف الائتلاف على خلفيّة تحكّم تركيا بقراراته وانتخاباته.
ونشر الخطيب على حسابه في منصة إكس سلسلة تغريدات تعليقا على رسالة كتبها نصر الحريري، رئيس هيئة التفاوض السورية السابق للائتلاف، تكشف حجم الخلافات بين الأعضاء، وتدخل رئيس الحكومة السورية المؤقتة في فرض موعد الانتخابات، واختيار الشخصية التي ستتولى رئاسة الائتلاف.
وتقول مصادر مطلعة على الملف أن الوضع الحالي للائتلاف الذي يتخذ من إسطنبول مقرا له، هو نتيجة تراكم جملة من الأخطاء أبرزها فقدانه القرار السياسي إذ يسير وفق خطة تركية لتحقيق نوع من الشرعية الإدارية في المناطق التي سيطرت عليها بالشمال السوري، بينما يصعب على الكثير من المعارضين لهذه الخطة في الائتلاف إظهار موقفهم بسبب وجودهم في الداخل التركي وعدم قدرتهم على الاعتراض.
وذهب بعض الأعضاء السابقين في الائتلاف إلى القول بأنه أصبح مجرد فصيل سياسي مرتزق لا يعمل إلا وفقاً للمصالح التركية.
وأشار الحريري في الرسالة التي نشرها الخطيب، إلى تحكم تركيا في شؤون الائتلاف قائلاً “نحن نحب تركيا، لكن أول من يجب أن يُلام هو مؤسسات الثورة التي فتحت هذا الحيز الكبير للتدخل في شؤوننا الذاتية الداخلية”.
وأضاف أنّ طريقة تعامل الحلفاء مع مؤسسات المعارضة السورية “لا يليق بها”، مشيراً إلى مجموعة مهيمنة داخل الائتلاف “تستأثر بقنوات التواصل مع الخارج”.
ولفت أنّ هذه المجموعة من خلال هذه السياسة، “مررت معارك تصفية الحسابات وتعزيز النفوذ ومواجهة الخصوم داخل الائتلاف”.
وتسيطر الخلافات وفقدان التأثير في الملف السياسي على الائتلاف المعارض أما على الأرض فوجوده الضعيف يكشف أن هذا التمثيل عبر المجالس والتيارات والشخصيات المستقلة والعسكرية لا صلة له بالواقع.
وسبق أن تعرض رئيس الائتلاف الحالي، سالم المسلط، للضرب من قبل متظاهرين غاضبين في أثناء زيارته لمدينة اعزاز بريف محافظة حلب شمالي سوريا، في يناير كانون الثاني الماضي، وشهدت عدة مظاهرات هجومًا على الائتلاف وأعضائه، آخرها مظاهرات مدينة السويداء المستمرة منذ أغسطس آب الماضي، عبر رفع لافتات ترفض تمثيله للسوريين.
واعتبر الحريري، أن أفعال رئيس الحكومة المؤقتة شبيهة بممارسات عاطف نجيب رئيس فرع الأمن السياسي السابق في درعا وابن خالة بشار الأسد، والذي تسبب في الشرارة الأولى للثورة السورية.
وكان من المُرتقب أن يجري الائتلاف الانتخابات في شهر تموز/ يوليو الماضي، لكن كتل ومكونات الائتلاف أجلت الاستحقاق الانتخابي. وكان السبب المعلن هو “التطورات المتلاحقة” التي تتعلق بإعادة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، ومسار التطبيع بين النظام السوري وتركيا.
لكن مصادر مطلعة أفادت بأن تأجيل الانتخابات جاء بسبب انشغال الجانب التركي بالانتخابات الرئاسية، وتأخره بتسمية الفريق السياسي التركي المسؤول عن التواصل مع الائتلاف السوري.
كما أن عدم التوافق على مرشح بديل لرئاسة الائتلاف خلفاً لسالم المسلط، سببه “عدم الاتفاق بين تركيا وكتل الائتلاف”.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم