محمد ياسين
القاهرة | شكّلت سيطرة إسرائيل على معبر رفح من الجانب الفلسطيني واجهة برامج القنوات المصرية مساء الثلاثاء. هكذا، طالب بعضهم بإلغاء «معاهدة السلام» مع إسرائيل، فيما قال آخرون «مصر مالها أساساً». لكن المتابع للقنوات الحكومية التابعة للأجهزة، يستشعر أن الحديث عن «معاهدة السلام» وانتهاكها، جاء بناء على أوامر عليا، فيما تحدث الإعلاميون بصفته مطلباً «شعبياً» في بلد يمنع أي تظاهرة تضامنية مع غزة! وما يرجّح هذه الفرضية خروج الإعلامية في «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» (التابعة للاستخبارات المصرية) قصواء الخلالي، لتقول إن هناك مطالب شعبية بإلغاء «معاهدة السلام» مع إسرائيل «لأنّها أصبحت عبئاً على مصر». صحيح أنّ الشعب المصري مع فضّ المعاهدة، إلا أن المذيعة المصرية لم تقل أبداً من أين جاءت بالمطالب الشعبية في برنامجها بينما التظاهرات ممنوعة على المصريين، بل ما زال هناك عدد كبير من المعتقلين بسبب تظاهرهم أمام نقابة الصحافيين تضامناً مع غزة. وتابعت قصواء بأنّ وصول إسرائيل على مقربة من الحدود المصرية يحتاج إلى «رد تاريخي»، من دون الإشارة إلى ماهية الرد وآلياته. طبعاً، يعرف الكلّ أنّها لن تتحدث بهذا الشكل من دون أن تكون هناك تعليمات وصلتها بقول هذا الأمر. يعرف النظام السياسي المصري جيداً أن هذه المطالب والأحاديث ستنقل إلى الجانب الإسرائيلي في ما يبدو نوعاً من ضغط على تل أبيب، أو تهدئة للمواطنين على طريقة «أهو بنطالب بإلغاء معاهدة السلام».وفسر القانوني المصري ووزير التعليم العالي سابقاً مفيد شهاب، ما قامت به إسرائيل، في برنامج «على مسؤوليتي» (قناة «صدى البلد») للإعلامي أحمد موسى بأنّ إسرائيل لم تعتد على مصر لكن ما فعلته «يمثل تهديداً للقاهرة، ويخالف اتفاقية السلام الموقّعة بين الطرفين». ورغم أن شهاب عرّاب قانوني للنظام المصري منذ قضية تيران وصنافير مع الجانب السعودي، إلا أنه أكد أن إلغاء الاتفاقية مع إسرائيل لا يتمّ إلا في حالة حدوث اعتداء مباشر من قبل تلّ أبيب على مصر «وهو ما لم يحدث» على حد تعبيره. من جهته، طالب نقيب الصحافيين المصريين، خالد البلشي، في تصريحات تلفزيونية بتجميد «السلام» مع إسرائيل، معتبراً أنّ ما قامت به إسرائيل في رفح الفلسطينية هو «إعلان حرب»، وهو بالطبع موقف يتفق مع ما تنادي به نقابة الصحافيين بعدم التطبيع مع إسرائيل ومواصلة منع أعضائها من القيام بذلك.
يندرج الأمر ضمن ممارسة الضغوط على تل أبيب وتهدئة الشعب المصري
وفي برنامجه «حديث القاهرة» على قناة «القاهرة والناس»، قال الإعلامي الإشكالي إبراهيم عيسى، إن إسرائيل احتلّت معبر رفح على الجانب الفلسطيني وليس الجانب المصري، وبالتالي، «إسرائيل لم تمس حدودنا… إحنا مالنا». وتابع عيسى أن البروتوكول الموقّع في عام 2005 حول محور فيلادلفيا كان ثلاثياً بين مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، مضيفاً أنّه إذا كان على مصر فعل شيء، فهو «الاستنكار والاحتجاج واللجوء إلى الأمم المتحدة»، مضيفاً أنّه «لا يمكن الطعن بموقف مصر من الاحتلال الإسرائيلي». وفي برنامجه «يحدث في مصر» على قناة «إم. بي. سي. مصر»، استضاف الإعلامي شريف عامر المفكر السياسي مصطفى الفقي الذي أكد أنّ «مساس إسرائيل بالسلام مع مصر مجازفة لن تقدر عليها». وكانت القوات الإسرائيلية قد وصلت خلال اليومين الماضيين إلى محور فيلادلفيا أو «ممرّ صلاح الدين» الذي يعتبر المنطقة العازلة بين مصر وإسرائيل وفقاً لـ «معاهدة السلام» بين الطرفين. أما معبر رفح الفلسطيني، فقد انتقلت السيطرة عليه إلى السلطة الفلسطينية عام 2005، بعد الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، وفي عام 2007 سيطرت عليه حركة «حماس» بعدما تولّت حكومتها مسؤولية القطاع.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية