آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » وظلم ذوي القربى..

وظلم ذوي القربى..

 

مالك صقور

بعد أن شن جيش الاحتلال الصهيوني غاراته المكثفة على الضاحية الجنوبية وبيروت ، ليدمرها كما فعل في غزة ، وقصف قرى الجنوب في لبنان .. ومازال يقصف حتى طال الصحفيين . سمعت مذيعة عراقية تقول بحماسة وشجاعة : ” لبنان يذبح ، وغزة تباد ، وسورية تنزف ، واليمن تقصف ، وأمة العرب تقف على هامش التاريخ متخاذلة أمام جراح أخوانها .”
وبعد أن تصف حال العرب وتشتتهم وخذلانهم ، تختم كلامها قائلة : ” اعلموا جيدا :
أن الحياد جبن
وأن الصمت خيانة
والتردد تواطؤ
وللكلمة ثمن ..
إنه لمن المؤسف والمؤلم والموجع والمضني أن بعضاً مما يسمون ( عرباً) أو يحسبوا على الأمة العربية يقدمون الدعم كل الدعم للكيان المجرم الذي استباح كل القوانين والأعراف والمحرمات وأباد آلاف الآف من الضحايا البريئة في فلسطين ولبنان ، وفي الوقت نفسه ، يمنع الماء والغذاء والدواء عن أهلنا في غزة !!
يوم خرجت مصر من الصف العربي ، وذهب حاكم مصر صاغراً ذليلاً إلى الكيان الصهيوني الغاصب المغتصب ، وعقد اتفاقية الذل والعار مع العدو .. وفرّط بحقوق الشعب الفلسطيني ، كتب الراحل أحمد فؤاد نجم :
النصر ، النصر ، النصر
رجعت سينا وراحت مصر
أليس من العار، اليوم ، موقف مصر ، وجيش مصر ، وشعب مصر مما يجري في فلسطين وغزة ومساعدة الاحتلال بخنق ما تبقى من سكان غزة ، الذين الآن هم في العراء ، لا مأوى ولا سكن ولا طعام ينتظرون القنابل المحرقة ..أليس بوسع مصر أن تفتح بالسرالمعبر وتغيث أطفال غزة الذين يتضورون جوعا حتى الموت .
أليس من العار أن يكتب التاريخ عن صفقة مقايضة بقيمة 15 مليار دولار ثمن دم القائد البطل يحيى السنوار …ولكن من يلجمه الأستعمار ويكون تابعا والدونية صفته والخيانة دينه لن يهمه ماذا سيكتب التاريخ !! ولن يهمه إن رددّنا مع أبي الطيب المتني :
نامت نواطير مصر عن ثعالبها
فقد بشمن وما تفنى العناقيد
ولكن إلى متى سينام نواطير مصر ؟! وتاريخ مصر البطولي يشهد أنه لايطيق الضيم والاستبداد ، والذل . وكأن الشعب المصري قد نسي ثورة أحمد عرابي ، وسعد زغلول ، وبطولة السوريين سليمان الحلبي وجول جمال ، وعروبة جمال عبد الناصر وقوميته !!!والعار يتلبس الأمتين العربية والإسلامية .. على هذا الصمت الفاضح ، والسكوت عن هذه المذابح التي تقبح وحه التاريخ ..مما يدعو المرء للتساؤل : هل فعلاً توجد أمة عربية ؟!؟! فكيف الحال و”الأمة ” الإسلامية ؟! وأين اختفى مشايخ الإسلام الذين كانوا يحرضون على ” الجهاد” في ليبيا وسورية واليمن ؟ أليس من العار أن يتخلى المسلمون عن المسجد الأقصى ؟ أليس من العار أن يتخلى المسلمون عن مسرى الرسول الأعظم (ص) ومعراجه !! وهل نسي المسلمون ثالث الحرمين وأولى القبلتين ؟! فلماذا لا يحضّون على الجهاد من أجل أشرف وأنبل وأعدل قضية ، هي قضية الشعب الفلسطيني ..لنيل أبسط حقوقة . إننا نلوم ونعتب على شعوب العالم لماذا لا ننصر قضيتنا ، وننسى شعوب الأمتين الغارقة في سبات الخزي والعار ، والتي حذفت من قاموسها المفردات التالية : إغاثة الملهوف ، المروءة ، النخوة ، الشجاعة ، الشهامة ، الرجولة ،وكل معاني مكارم الأخلاق . لكن الله يمهل ولا يهمل ..وفي النهاية ، نقرأ ونردد مع طرفة بن العبد :
وظلم ذوي القربى أشّدُ مضاضةً
على المرء من وقع الحسام المهند
(موقع سيرياهوم نيوز-٢)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية: بين المشورة واتخاذ القرار

  حسان نديم حسن في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم وتنامي أهمية المؤسسات التشاركية، تبرز المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية كأدوات حيوية للإدارة وتقديم الخدمات ...