غانم محمد
لن أضيف الكثير على ما قاله الزميل رئيس التحرير فيما يخصّ الحديث عن دعم المتضررين في سهل عكار، فقد شرح وأسهب وأوفى، ولكن وبما أنني كنتُ (شاهد عيان)، فسأبدأ بالسؤال: لماذا لم يتجمّع الوفد في بضع سيارات بدل أن يضمّ الموكب قرابة خمسين سيارة شاهدها المنكوبون وسط أحاديث الرسميين عن (دعم وفق المتاح)، ووسط رفع مستمر لسعر الوقود وخاصة البنزين، ووسط قناعات راسخة بأن الدعم (الموعود لن يكون كافياً) ولن يأتي في وقته!
أشرنا في مرّات سابقة إلى استفزازات يتعمّد بعض المسؤولين أن يظهرها للناس، ومنها وصول هذه السيارات (الفارهة) إلى مناطق منكوبة لم يستطع أصحابها الوصول إليها، ومنها توفير الكهرباء خلال زيارات المسؤولين وقطعها بانتهاء الزيارة، ومنها أيضاً ترحيل القمامة قبل وصول المحافظ مثلاً إلى أي منطقة، وتركها متراكمة لأسبوعين أو أكثر بعد انتهاء زيارته، وغير ذلك..
سنعود إلى معاناة الناس، ولا يعنينا كثيراً حتى تفكير أصحاب القرار، إلا في الجانب الذي يصيبنا بمقتل، والحمد لله لم يتركوا لنا هامشاً لمراجعة ما يتخذونه من قرارات مجحفة بحقّ الناس…
ما هو مبرر رفع سعر البنزين للمرة الرابعة خلال فترة قصيرة جداً، ومتى ستنتهي (لعبة المحروقات) التي أشرنا إليها سابقاً، وما هو تفسير أن يقترب سعر البنزين المخصص لـ (الفقراء) والذي كان يُسمى مدعوماً من سعر (بنزين أوكتان 95) والذي لا يستفيد منه إلا من هم يستطيعون أن يضعوا لسياراتهم (ويسكي) بدل البنزين!
أعيدوا نشر التصريحات الخاصة بدعم متضرري سهل عكار، وأعلنوا أنهم سيتلقون كل الدعم، وفوراً، وليس وفق المتاح، لأن المتاح يحدده القرار على ما أعتقد، وكونوا للمزارعين عوناً، فلولاهم لن يكون هناك اقتصاد ولا قرار اقتصادي، وفهمكم كفاية..
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)