يسود تفاؤل حذر في الأوساط السياسية والأمنية الإسرائيلية حيال احتمال التقدّم في مفاوضات صفقة التبادل مع حركة «حماس» في قطاع غزة، في ضوء ما وصفته وسائل إعلام عبرية بـ«مؤشرات إيجابية» على تطور الاتصالات.
فقد ذكرت قناة «كان» العبرية أن مسوّدات تمّ تبادلها بين إسرائيل ومصر أخيراً، تتعلّق بالمقترح المصري لصفقة التبادل، الذي يسعى للتوفيق بين مقترحين سبق أن طرحهما المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، خلال الأشهر الماضية.
ونقلت القناة عن مسؤولين إسرائيليين تقديرهم بأن هناك احتمالاً متزايداً لتحقيق تقدّم في الأيام المقبلة، ما دفع برئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى عقد اجتماعات مع المنظومة الأمنية وطاقم المفاوضات في الأيام الأخيرة لتقييم الموقف.
وفي السياق نفسه، ذكرت «القناة 12» الإسرائيلية أن عائلات الأسرى الإسرائيليين تلقّت إشعاراً بتحقيق «تقدّم كبير» في مسار المفاوضات، مشيرة إلى إمكانية حدوث انفراجة خلال أيام.
ترامب يمهّد
لـ«صفقة كبيرة»
تبدأ من غزة
وتصل إلى إيران
وبحسب ما نقلته وسائل الإعلام العبرية، ينص المقترح المصري الجديد على أن تفرج المقاومة في غزة عن 8 أسرى أحياء، مقابل وقف إطلاق نار لمدّة 50 يوماً، وإدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع، إضافة إلى الشروع في مفاوضات «المرحلة الثانية» التي تتعلق بوقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي.
وفي حين تحدّث موقع «واللا»، عن «تقارب كبير» بين تل أبيب والقاهرة بشأن تفاصيل الصفقة، وتعهّد أميركي لـ»حماس» بالدفع نحو مفاوضات جديّة لوقف الحرب، نقل الموقع نفسه عن مسؤولين قولهم إن «واشنطن ستصدر بياناً علنياً في حال تنفيذ الصفقة، يؤكد التزامها بهذا المسار».
لكن في المقابل، نفت مصادر قيادية في حركة «حماس» تلقّي الحركة لأي عروض جديدة، مؤكّدة أنها سبق أن وافقت على آخر مقترح تسلّمته من الوسطاء، وأعلنت ذلك بوضوح قبل عيد الفطر. وقالت تلك المصادر، في تصريحات إعلامية، إن الحركة لا تزال «منفتحة على أي مبادرات جديدة قد تضمن وقف إطلاق النار وانسحاب الاحتلال من غزة».
وفي خلفية هذا التفاؤل المستجدّ في الإعلام العبري، يبرز المتغيّر الأهم: وهو الدفع الأميركي الواضح باتجاه اتفاق، والذي تجسّد في تصريح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مساء أول أمس، حين قال إنّ هناك «تقدّماً يُحرَز» في ملف استعادة الأسرى من غزة، وإنّ بلاده «تتواصل مع إسرائيل وحماس».
وبحسب تقديرات مراقبين، فإن هذا التوجّه الأميركي، الذي نُقل إلى نتنياهو خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، يُعدّ جزءاً من برنامج إقليمي متكامل تتأثّر خطوطه العريضة بجملة من العوامل، أبرزها انطلاق المحادثات الأميركية – الإيرانية اليوم في سلطنة عُمان، والتصعيد في الحرب التجارية مع الصين، إلى جانب زيارة ترامب المرتقبة إلى المنطقة والتي تشمل دولاً عربية، في مقدّمتها السعودية. ويعتقد مراقبون بأن ترامب يسعى إلى إنجاز تهدئة في غزة تسبق زيارته إلى الرياض، بما يمهّد لـ«صفقة كبيرة» تبدأ من غزة وتصل إلى إيران، وقد تُتوّج لاحقاً بتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.
وفي هذا الإطار، نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن مسؤول إسرائيلي قوله إن «حالة التفاؤل في واشنطن» تستند إلى ما وصفه بـ«مرونة أبدتها حركة حماس» في ما يتعلق بصياغة أهداف المفاوضات وعدد الأسرى الذين يمكن إطلاق سراحهم. واعتبر المسؤول أن الصفقة الجاري بحثها هي «مرحلة أولى» في طريق ما سمّاه «الصفقة الكبرى» لإعادة ترتيب المنطقة.
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-الأخبار