أكد وفد الجمهورية العربية السورية إلى الاجتماع الدولي الـ 18 حول سورية بصيغة أستانا أن انهاء الوجود غير المشروع لأي قوات أجنبية على الأراضي السورية هو السبيل لعودة الأوضاع إلى طبيعتها وإسدال الستارة على الفصل الأخير من العدوان على سورية مشدداً على أن النظام التركي الحالي هو الضامن للمجموعات الارهابية ويفتقد لأدنى درجات الصدقية والموثوقية.
وقال رئيس الوفد الدكتور أيمن سوسان في مؤتمر صحفي بختام أعمال الاجتماع في العاصمة الكازاخية نور سلطان إن “النظام التركي يدق طبول العدوان ويواصل استهداف الاراضي السورية وقتل الأبرياء بذرائع وحجج واهية، ويدرك أردوغان ومسؤولو نظامه قبل غيرهم كذب ما يدعون ولن يستطيعوا الهرب وإخفاء الأزمات الداخلية المتراكمة السياسية والاقتصادية وتصديرها للخارج ومحاولة استغلال ذلك في الانتخابات الرئاسية القادمة في تركيا عله يسهم في وقف التدهور المتصاعد الذي يعانيه لدى شريحة واسعة من الشعب التركي”.
استغلال النظام التركي معاناة المهجرين السوريين لخدمة أطماعه التوسعية عبر السعي لإنشاء ما يسمى المنطقة الآمنة شمال سورية يمثل انتهاكاً سافراً للقوانين الدولية
وأضاف سوسان إن “استغلال النظام التركي معاناة المهجرين السوريين لخدمة أطماعه التوسعية عبر السعي لإنشاء ما يسمى المنطقة الآمنة شمال سورية يمثل انتهاكاً سافراً للقوانين الدولية والإنسانية ويتناقض مع تفاهمات ومخرجات أستانا ويشكل تهديداً جدياً للسلم والأمن في المنطقة وينسف كل التفاهمات السابقة برعاية دولية والتي تمت على خطوط مناطق خفض التصعيد”.
وشدد سوسان على أن النظام التركي الحالي هو الضامن للمجموعات الإرهابية ويفتقد لأدنى درجات الصدقية والموثوقية فهو الذي غدر بالعلاقة بين الشعبين السوري والتركي وشكل الخزان الرئيسي للإرهاب والتطرف ويناصب العداء لجميع جيرانه ويساوم الآخرين لتحقيق أطماعه والأوهام التي تحكم تفكيره وسياساته والتي راكم جراءها الفشل تلو الفشل.
وأوضح سوسان أن أمن الحدود بين أي بلدين في أي مكان في العالم هو مسؤولية مشتركة للدول المتجاورة وضمان أمن الحدود يكون باحترام سيادة الدول المجاورة وحرمة أراضيها والتعاون بينها وليس بالإجراءات الأحادية لأن أمن الحدود هو مفهوم شامل ولا يمكن ضمان أمن أحد على حساب أمن الآخرين.
التهديدات الراهنة للنظام التركي هي استمرار لعدوانه المتواصل على سورية والجرائم التي ارتكبها ولا يزال بحق السوريين
وأشار سوسان إلى أن التهديدات الراهنة للنظام التركي هي استمرار لعدوانه المتواصل على سورية والجرائم التي ارتكبها ولا يزال بحق السوريين من قتل وتدمير وسرقة ثرواتهم وقطع المياه عنهم وتتريك المناطق المحتلة في إدلب مبيناً أنها أفعال ترقى إلى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وتستدعي موقفاً جاداً من المجتمع الدولي لوضع حد لسلوكيات هذا النظام المارق والتي تشكل تهديداً للأمن والسلم في المنطقة والعالم.
وأكد رئيس وفد الجمهورية العربية السورية أن الوجود الأمريكي غير المشروع على الأراضي السورية يهدف أولاً وقبل أي شيء إلى إعاقة توطيد الاستقرار في سورية خدمة لمصالح “إسرائيل” في المنطقة كما أن هذا الاحتلال يتحمل المسؤولية الأساس عن معاناة السوريين بفعل الإجراءات القسرية أحادية الجانب اللامشروعة المفروضة من الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وسرقة ثروات السوريين من القمح والنفط في انتهاك فاضح لأبسط مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان.
ولفت سوسان إلى أن الدعم الذي يوفره الاحتلال الأمريكي لأدواته من المجموعات الانفصالية يأتي في نفس السياق ويوفر الذريعة للنظام التركي للعدوان على سورية الأمر الذي يوضح التواطؤ والشراكة غير المعلنة لهذه الأطراف في العدوان على سورية.
وقال سوسان إن الجمهورية العربية السورية تؤكد مجدداً أن إنهاء الوجود غير المشروع لأي قوات أجنبية على الأراضي السورية هو السبيل لعودة الأوضاع إلى طبيعتها واسدال الستارة على الفصل الاخير من العدوان على سورية مشدداً على أن السوريين يمتلكون الحق والشرعية في طرد المحتلين بكل الوسائل التي كفلها القانون الدولي والحفاظ على سيادة ووحدة وحرمة أراضي بلادهم.
وطالب سوسان الميليشيات الانفصالية التي باعت تراب الوطن وارتضت لنفسها أن تكون أداة للمخططات المعادية بالتوقف عن ممارساتها التي من شأنها أن تؤدي إلى تعريض الوطن وسلامة أراضيه للخطر سياسياً واقتصادياً.
سورية وبعد الإنجازات التي تحققت على صعيد مكافحة الإرهاب تتابع العمل على توطيد الاستقرار وتجاوز تداعيات العدوان الإرهابي
ولفت سوسان إلى أن سورية وبعد الإنجازات التي تحققت على صعيد مكافحة الإرهاب تتابع العمل على توطيد الاستقرار وتجاوز تداعيات العدوان الإرهابي عبر توسيع المصالحات الوطنية وتسوية أوضاع المواطنين بفضل مراسيم العفو المتتالية وتوفير كل الظروف والتسهيلات لعودة المهجرين إلى وطنهم وتأمين متطلبات العيش الكريم عبر اطلاق عملية إعادة إعمار ما دمره الإرهاب رغم العقوبات الجائرة المفروضة على الشعب السوري والعقبات التي تضعها الدول المعادية لإعادة إحياء مشروعها المترنح في سورية.
وبين سوسان أنه ورغم الظروف الاقتصادية الصعبة بفعل الحرب الظالمة على سورية والموارد المحدودة فإن الحكومة السورية تبذل كل الجهود لتخفيف معاناة المواطنين المعيشية وتقديم المساعدات لهم دون تمييز في جميع مناطق البلاد وهي ترحب بأي مبادرات لرفد جهودها في هذا المجال على أساس احترام سيادة سورية وعدم تسييس المساعدات الإنسانية.
موضوع المفقودين والمختطفين لدى النظام التركي والمجموعات الإرهابية يمثل أولوية أساسية للحكومة السورية من أجل عودتهم إلى عائلاتهم وإنهاء معاناتهم
وأكد سوسان أن موضوع المفقودين والمختطفين لدى النظام التركي والمجموعات الإرهابية يمثل أولوية أساسية للحكومة السورية من أجل عودتهم إلى عائلاتهم وإنهاء معاناتهم وهي لن تألو جهداً في سبيل ذلك وتشدد على أهمية ممارسة كل الضغوط على النظام التركي للتوقف عن المناورة واستغلال معاناة المفقودين والمختطفين لخدمة اجنداته وعدوانه على سورية.
وأشار سوسان إلى أن ارتهان سويسرا بالكامل للسياسات الغربية وانضمامها إلى الإجراءات القسرية سواء ضد سورية أو روسيا يعني تخليها عن الحياد التاريخي المعروفة به وبالتالي لم تعد مكاناً صالحاً لاستمرار اجتماعات لجنة مناقشة الدستور وهذا الأمر خاضع حالياً للتشاور بين الأطراف المعنية مبيناً أن عقد اجتماعات ناجحة لحل الأزمة يتطلب توفير الظروف الجيدة.
سورية المستقلة المتجددة الواحدة الموحدة ستبقى كذلك بفضل صمود شعبها وتضحيات أبنائها
وشدد سوسان على أن سورية المستقلة المتجددة الواحدة الموحدة ستبقى كذلك بفضل صمود شعبها وتضحيات أبنائها وأن من يدقون طبول الحرب سيذوقون مرارة الهزيمة وأن الاحتلال إلى زوال لا محالة وسيروي العالم اجمع قصة انبثاق نظام عالمي جديد من سورية عالم يسوده العدل ويتمتع فيه الجميع بالرخاء وتنتفي منه كل اشكال الهيمنة والتفرد بالقرار الدولي.
وأعرب سوسان عن شكره لجمهورية كازاخستان على الاستقبال والتنظيم الجيد لاجتماعات الدورة الثامنة عشرة وتقديره للأصدقاء في روسيا الاتحادية والجمهورية الإسلامية الإيرانية على الدعم المتواصل في المعركة ضد الإرهاب وتعزيز توطيد الاستقرار في سورية.
سيرياهوم نيوز 1-سانا