*عبد اللطيف شعبان
سورية من أوائل الدول العالمية في إنتاج زيت الزيتون، ويؤكد بعض المؤرخين أن شجرة الزيتون معروفة قبل عصرنا هذا بثلاثة آلاف عام عند الضفاف الشرقية للبحر المتوسط ومحافظة طرطوس من هذه الضفاف، ومن أوائل المحافظات السورية التي تعتمد على إنتاج هذه الشجرة المباركة، وزيت الزيتون مادة غذائية ضرورية لجسم الإنسان، ومسجل في دستور الأدوية التي تفيد في مقاومة أمراض القلب والشرايين، والوقاية من سرطان الثدي وأمراض الجهاز الهضمي والسكري وترقق العظام وعلاج بعض الأمراض الجلدية والعناية بالبشرة، وقد أثبتت بعض الدراسات الطبية أن نظاما غذائيا بزيت الزيتون يحمي الإنسان من ضعف الذاكرة ويحد من ترقق العظام، والدراسات الطبية أثبتت وجود العديد من الفوائد لورق الزيتون.
انطلاقا من الأهمية الكبيرة لشجرة الزيتون وزيتها الحاجة الغذائية اليومية لكل فرد، وضرورة الحفاظ عليها والعمل لزيادة إنتاجها الكمي والنوعي، فقد نظمت المكتبة الأهلية في قرية الجرويه ندوة علمية بحثية عن هذه الشجرة ضمن نشاطها الثقافي الدوري، وأدار الندوة المهندس الزراعي أحمد عبد اللطيف شعبان / رئيس الوحدة الإرشادية الزراعية في قطاع بلدية الجرويه، وشارك فيها مهندسون لهم خبرة طويلة ومعمَّقة في هذه الشجرة، وصاحب معصرة ملم جيدا بكثير من حيثيات الشجرة وزيتها.
تحدَّث المهندس الزراعي المتقاعد محمود ابراهيم داوود / الرئيس السابق لدائرة الأراضي وبحوث التربة في مديرية زراعة طرطوس، عن التربة المناسبة للشجرة، وبين أن أراضي محافظة طرطوس مقسمة إلى ستة مجموعات ( الأراضي شبه المستوية والعميقة- التلال والهضاب –الوديان والمسيلات المائية –المسطحات الهضابية – المنحدرات الخفيفة والمتوسطة والشديدة – الجبال العالية والتكشفات الصخرية) وبيَّن أن شجرة الزيتون أكثر انتشارا في تربة المجموعات الثالثة والرابعة والخامسة، وبين أهمية تحليل التربة كل / 2-3/ سنوات للتعرف على حاجتها الحقيقية النوعية من الأسمدة.
تحدَّث المهندس الزراعي المتقاعد رضوان سلمان علي /الرئيس السابق للوحدة الإرشادية الزراعية الداعمة في ريف صافيتا الغربي، عن الأهمية الكبرى الوطنية لشجرة الزيتون وعائديتها الاقتصادية العالية، ما يستوجب ضرورة تقليمها سنويا لأهمية ذلك في تخفيف ظاهرة المعاومة، والتقليم التجديدي للأشجار الهرمة بتصريمها أو تطعيمها بالنوع الأكثر إنتاجا، وتسميد الأشجار وفق المعادلة السمادية المناسبة، ونوَّه بأهمية سماد البوتاسيوم والأسمدة العضوية السائلة للأوراق والجذور- كبديل للأسمدة الكيماوية والعضوية الطبيعية القليلة التوفر- بغية تمكين الشجرة من تحمل الظروف الجوية القاسية، وأكد فائدة حراثة أرض الزيتون على أن تكون الحرائة سطحية غير عميقة، لاجتناب تقطيع الجذور الرفيعة القليلة العمق، وضرورة مكافحة الأمراض التي تصيب الشجرة كمرض عين الطاووس وحفار الساق وذبابة الثمار مؤكدا على الفائدة الكبرى للمصائد في فترة الإثمار.
حذَّر المهندس محمد معروف / صاحب منشأة لعصر الزيتون، من الجني المبكر للثمار لاجتناب ضعف عائدية الزيت، وأكد على إطلاق حملة توعوية مستمرة عبر وسائل الإعلام عن كل ما يتعلق بتطوير إنتاجية هذه الشجرة الاقتصادية أسريا ووطنيا، بالتوازي مع دعم الوحدات الإرشادية الزراعية لتمكينها من القيام بالدور المنوط بها، وضرورة تزويدها بمخابر تحليل تربة تخدم قطاعها لتمكين المزارع من اختيار السماد المناسب لتربة أشجاره، وإيلاء الطرق الزراعية الأهمية المطلوبة، وضرورة اهتمام الحكومة بالمزيد من التسويق الخارجي للزيت، وإحداث منشآت لتكرير الزيت الأقل جودة وتوسيع انتشار صناعة الأسمدة وفق المعايير والمواصفات العلمية المطلوبة، وإقامة ندوات علمية ومعارض اقتصادية في كل محافظة حول إنتاج الشجرة النوعي والكمي وجميع متطلبات زيادة إنتاجها.
وتحدث المهندس أحمد عبد اللطيف شعبان / رئيس الوحدة الإرشادية الزراعية في قطاع بلدية الجرويه، عن أهمية الحقول الإرشادية الزراعية، وأن وحدته الإرشادية حققت المرتبة الأولى أكثر من مرة في هذا المضمار، وأكد المهندس الزراعي المتقاعد عدنان عيسى حسن / الرئيس السابق لمصلحة زراعة ناحية برمانة المشايخ / الجدوى المتحققة فعلا جراء استخدام الأسمدة العضويه السائلة، واقترح المهندس سهيل محمد ضرورة تأمين الأسمدة اللازمة والمواد القاتلة لذبابة الزيتون في حينها وعدم تشغيل المعاصر قبل نضوج الثمار، وتحدَّث المهندس الزراعي بسام حداد / المدير الفني لمؤسسة “كحلا ” لصناعة الأسمدة والمبيدات العضوية من أصل نباتي 100%، عن خصائص المنتجات المتعددة لأنواع السماد العضوي الذي تنتجه المؤسسة، خاصة وأن بعض مكونات السماد مستخرجة من مادة عرجوم الزيتون.
أبدى الحضور الكبير تقديرهم العالي للندوة، والعديد منهم شاركوا بمداخلات أغنت مواضيعها التي استمرت قرابة ثلاث ساعات بلا كلل ولا ملل.
*عضو جمعية العلوم الاقتصادية السورية
(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز ٣)