باسل علي الخطيب
ذاك كان مقالاً كتبته قبل عام ونيف، و اتبعته بمقال ثاني بعد أربعة أيام لذات الموضوع، قضيت أياماً بعدها قاربت العشرين أو أكثر وانا أتلفت حولي اينما سرت توجساً، وقد وردتني بعيد كتابة المقالين مئات الاتصالات تطلب مني سحب المقالين، ووردتني بضعة اتصالات جاوزت العشرة، تتوعدني بالويل و الثبور وعظائم الامور، آخر جملة في آخر مكالمة كانت ( ولاك وسيم الأسد ربك ولاااا)…
المقالان كانا عن وسيم الأسد إياه، أولهما بعنوان (من انت؟) والثاني بعنوان (كم أساءت لنا مسيرة السيارات الفخمة)…
نعم، أولئك المجرمون الذين تطلبونهم هنا او هناك نحن من عانى منهم أكثر من غيرنا، هؤلاء كانوا بيننا، تسلطوا على رقابنا تجبراً و جوراً و ظلماً، استباحوا حياتنا، و تملكوا رقابنا، و ذاك الأمعة وسيم الأسد لم يكن سوى أقلهم، و فوق ذاك ضباع و ديناصورات و حيتان، كان يكفي أن ترمق ولو مرافقاً لهم نظرة ما، حتى يكسر لك بضعة أضلاع…
نعم، هؤلاء المجرمون نحن من عانى من ظلمهم أكثر من غيرنا، و ليس هناك عندنا سوى من يريد أن ينالوا جزاء ما اقترفت أياديهم و ألسنتهم، و قد قضينا أيامنا بل ساعاتنا نتوجس حتى من الهواء إن حلوا بيننا…
لا تأخذوا أهالي قرية خربة المعزة و جوارها بما اقترف بعض أولئك السفهاء، قبل أن يكون لكم ثأر معهم، لنا معهم ثارات و ثارات، لا تأخذوا أهل تلك القرية و جوراها بجريرة ما ارتكب هؤلاء، أهل قرية خربة المعزة و جوارها أناس طيبون، طيبتهم من طيبة هذه الأرض، قد قضوا حياتهم يقارعون الدنيا حتى يبقون ولو على قارعة الدنيا، أناس كرام ديدنهم الشهامة و الكرامة و لا يستحقون ما يحصل أو حصل لهم…
ثأركم و ثأرنا مع من أوغلوا في كرامتنا سابقاً، و أوغلوا في دمائكم حالياً، كفوا أياديكم و تهديداتكم عنهم، هم لا يستحقون تلك المعاملة، حكموا العقل و حكموا القلب، و سيدلكم هذا العقل وذاك القلب على عدوكم، و عدوكم ليس أهالي خربة المعزة و جوارها، هؤلاء الناس ناسكم و اهلكم، و قد استجاروا بكم، و من لديه النخوة و الكرامة لا يخيب من استجار به، أو دون ذلك الرقبة، و أنتم أهل للجوار…..
و السلام عليكم……
(اخبار سورية الوطن ٢-صفحة الكاتب)